ظهرت اللجان الشعبية لأول مرة فى مصر خلال ثورة 25 يناير وبالأخص يومى 28، و29 يناير بعد انسحاب قوات الأمن وحالة الانفلات الأمنى، وكانت اللجان الشعبية هى ناتج مباشر للثورة، وتوسعت ظاهرة اللجان الشعبية، وتحولت من المهمة الأمنية إلى المهمات الخدمية التى كانت تقوم بها الدولة من قبل وكانت الفترة الذهبية لها فى مارس وأبريل 2011.
وخلال تلك الفترة، خرجت العديد من اللجان الشعبية عن طيات التسييس، بينما دخلت أخرى فى طيات التيارات السياسية التى غلبته، حيث كان أول من أنشأ اللجان الشعبية جماعة الإخوان المسلمين وحركة 6 إبريل.
وتحول الأمر فى 19 نوفمبر، حيث ولدت لجان شعبية بطابع عفوى، ومدنى، بعيدا عن الأحزاب والتيارات والحركات السياسية والدينية، فظهرت اللجان الشعبية فى ميدان التحرير تلك المرة على غير العادة، دون زى موحد أو "بادج" محدد لأعضاء اللجنة، ولا تحمل اسم حزب أو حركة أو جماعة معينة، بالإضافة إلى ظهورها فى أشكال عديدة وليس تأمين مداخل ومخارج الميدان فقط، فهناك لجان لتأمين المستشفيات الميدانية، ولجان أخرى لعمل ممرات بشرية لمرور سيارات الإسعاف والدراجات البخارية المستخدمة فى نقل المصابين من موقع الاشتباكات حتى المستشفيات الميدانية، بالإضافة إلى الدروع البشرية بشارع محمد محمود وشارع الفلكى المؤديان لوزارة الداخلية، لوقف بحر الدم الذى استمر لأكثر من خمسة أيام متواصلة.
سيد حمدى، موظف بوزارة الزراعة، يقول إنه أتى من بولاق الدكرور لميدان التحرير السبت الماضى، لنصرة المظلوم، رغم اختلاف الفكر والعقيدة مع بعض المتواجدين على حد تعبيره، يشارك سيد فى اللجنة الشعبية المشكلة على أول شارع محمد محمود من ناحية الجامعة الأمريكية، مؤكدا أنه ليس لديه أى أهداف أو مطالب سياسية، ولكنه أتى لنصرة المظلوم ومحاولة وقف الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن، وأضاف سيد أنه لا يعرف من معه فى تلك اللجنة من أشخاص، فهو رأى مجموعة تحاول منع المتظاهرين من دخول الشارع لعدم تجدد الاشتباكات فقرر المشاركة معهم.
ويقول محمد مجدى 27 سنة ويعمل بسوبر ماركت، أنه تتطوع للعمل بلجنة النظام بالمستشفى الميدانى بشارع التحرير منذ ثلاثة أيام، بعد خروجه من منزله من أجل الضحايا الذين سقطوا بين شهيد وجريح، مؤكدا هو الآخر أنه لا تعنيه الحياة السياسية فى شيء، وأن كل ما يعنيه هو الحياة بكرامة.
وأضاف مجدى أنه يتم تقسيم العمل بلجنة النظام على دوريات، لكنها عفوية دون مواعيد محددة مسبقا، أو أشخاص يعرفهم حتى، قائلا "لما بتعب بنادى أى شاب معدى يقف مكانى".
والتقط طرف الحديث خالد سالم صاحب الـ38 عاما، يعمل مصمم أزياء، وهو من أسس لجنة النظام بتلك المستشفى الميدانى، والذى أتى للميدان الاثنين الماضى لمتابعة الأحداث الجارية ووجد المذبحة البشرية، فقرر أن يشارك ولم يجد طريقة للمشاركة أفضل من أن يجمع الشباب المتطوعين لتنظيم عملية الدخول والخروج من المستشفى الميدانى، لتسهيل العمل على المسعفين والأطباء، مؤكدا أنه لا يبحث عن كراسى مثل أعضاء ورؤساء الأحزاب ولكنه أتى لوقف نزيف الدماء.
وفى أول لجنة منظمة وليست مسيسة، نظم مساء الخميس، مجموعة من شباب جبهة طلعت حرب، لجنة شعبية لتأمين الميدان من مدخل شارع التحرير، وبدأت اللجنة فى إنشاء بوابات أمنية مشددة، لحماية الميدان من البلطجية والمندسين، استعدادا لمليونية الجمعة، ويقول معتز وجدى 21 سنة، طالب بأكاديمية وادى العلوم، أنه أتى للتحرير السبت الماضى بعد اعتداء قوات الأمن على المعتصمين، واحتجاجا على أن جزءا كبيرا من النظام السابق مازال يحكم مصر، مؤكدا أنه قرر المشاركة دون أى دعوى من أى حزب.
وفى أحد مداخل شارع محمد محمود من شارع التحرير، تشكلت عفويا أيضا لجنة أخرى لمنع المتظاهرين من الدخول لمقر وزارة الداخلية، وكان المهندس كرم الزينى صاحب الـ27 عاما، أحد المشاركين فى تلك اللجنة والذى أكد على عدم انتمائه لأية أحزاب سياسية أو حركات أو ائتلافات شبابية، مشيرا إلى أنه حضر لميدان التحرير بعد اعتداء قوات الأمن على مصابى الثورة المعتصمين بالميدان، وأنه لم يطالب برحيل المجلس العسكرى إلا بعد اقتحام قواته لميدان التحرير وسقوط العديد من الشهداء، مشددا على أن دور اللجان الشعبية فى الشوارع المؤدية لوزارة الداخلية، هو توعية الشباب المتحمس والمشحون المتوافد على مقر الوزارة بخطورة ذلك الأمر، وأنهم يمنعونه خوفا على حياته، لافتا إلى وجود بعض المندسين لشحن الشباب صغير السن وتجديد الاشتباكات مرة أخرى.
ممثلو اللجان الشعبية بالتحرير: مهمتنا حماية الميدان وتأمين المتظاهرين
السبت، 26 نوفمبر 2011 12:13 م
اللجان الشعبية تؤمن ميدان التحرير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة