منظمة عالمية تكرم مصريا ابتكر ميكرسكوب بتكلفة 500 جنيه فقط

بتفاؤل مدهش يحدثك العالم الدكتور فريد عبد الرحيم بدرية، أستاذ ورئيس قسم العقاقير بمعهد أبحاث الكبد، الحاصل على 15 براءة اختراع، ليتم تصنيفه كأكثر عالم مصرى حاصل على براءات اختراع من أكاديمية البحث العلمى، ليتم تكريمه من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية أمس السبت 12 نوفمبر الجارى على ابتكاراته.

وأول هذه البراءات التى يمكنها أن تدر دخلا ماديا مذهلا لمصر، هو نوع من التلسكوبات يسمى ميكرسكوب المعكوس أو المقلوب، مخصص لفص الخلايا السرطانية والخلايا الجزعية، وبتكلفة زهيدة جدا تتراوح بين 400 و500 جنيه، بينما يتراوح سعر نفس ميكرسكوب دوليا بين 35 ألفا و60 ألف جنيه.

ويقول بدرية عن ميكرسكوب "إنه حصل على براءة اختراع لهذا ميكرسكوب فى 2008، خاصة أن أى معمل للخلايا يتطلب هذا ميكرسكوب كما أنه ييسر لأى باحث إجراء أبحاثه"، موضحا أن فكرة ابتكاره جاءت إلى ذهنه لمساعدة أحد الباحثين الدكتور وائل السعيد لإنهاء رسالة الدكتوراه له، والتى كانت بعنوان "زراعة خلايا الكبد فى الفئران المصابة بتليف شديد"، والتى كانت تتطلب ميكرسكوب وتم من خلال ميكرسكوب الذى ابتكره نقل خلايا الكبد، وحصل الباحث على الدكتوراه ويعمل حاليا مدرسا بكلية الطب جامعة المنصورة.

ميزة ابتكارات الدكتور بدرية، أنها من المواد الخام البسيطة جدا ومن واقع البيئة، ويتم تطبيقها وتجربتها عمليا من خلال الأبحاث، حيث إن باقى براءات الاختراع الـ15 تم تجربتها، وأثبتت فاعلية كبيرة، ولا تحتاج فقط إلا إلى تصنيعها، ومن بينها اكتشافه مركبات فى لبان الدكر بنسب معينة لها تأثير شديد على الخشونة فى المفصل، وحصل باحث على الماجستير حول هذه المادة، بالإضافة لمركب آخر يساهم فى علاج مرض الربو وأعدت عليها رسالة ماجستير أيضا فى كلية الطب جامعة المنصورةـ، وأثبتت فعالية كبيرة.

كما اكتشف "بدرية "بعض المركبات بنسب معينة تؤدى لزيادة نسبة الإنترفيرون بالجسم بما يساعد على زيادة مناعة الجسم ضد الفيروسات وضد فيروس سى، بالإضافة لإحدى البراءات لعلاج القولون العصبى، والتى أعدت رسالة دكتوراه فى كلية الطب جامعة المنصورة للمقارنة بينها وباقى أدوية القولون، وأثبتت الرسالة أن أبحاثه نتائجها إيجابية جدا".

ولدى "بدرية" 6 براءات أخرى فى أمراض جلدية، فى النمش ونمو الشعر غير المرغوب فيه لدى السيدات، والبهاق، وحب الشباب بكثرة، والشيخوخة المبكرة للجلد، بالإضافة لبراءة ابتكار أخرى تساعد على تحسين وصول الأدوية من خلال الجلد".

ويمتلك "بدرية" سيرة علمية متميزة، فهو حاصل على ماجستير فى العقاقير من جامعة المنصورة، وماجستير آخر فى بيولوجيا الخلية من جامعة مينسوتا بأمريكا، ودكتوراه فى التحولات البيولوجية من جامعة الميسيسيبى بأمريكا، وبالإضافة لرئاسته قسم العقاقير بمعهد أبحاث الكبد، ورئاسة الفريق البحثى بالمعمل، فهو أستاذ زائر فى جامعة ماينز بألمانيا، وأستاذ زائر فى جامعة مينسوتا بأمريكا.

وفى حال تبنى الدولة مثلا لفكرة تصنيع ميكرسكوب "بدرية" داخل مصر، فإن ذلك سيدر دخلا هائلا لمصر، إلا أنه بسؤاله حول مدى تفاعل المسئولين مع الفكرة ، يصمت قليلا ثم يقول بمرارة "إحنا معندناش دولة، ولم أعد أنظر لاهتمام المسئولين، فأنا يهمنى الباحثين، الذين يرغبون فى العمل وليس لديهم موارد مالية، وأريد أن أقول لهم مفيش حاجة تقدر توقفنا إننا نعمل بحث علمى كويس، ومش عايزين يأس، وأنا طول عمرى فى ألمانيا وأمريكا وإيطاليا، لكن مستحيل أترك بلدى، وأنا متفائل جدا بمستقبل مصر، ويا أنا ياهم.. ومن 2008 بقول "مش همشى هم اللى يمشوا".

ويمكن لهذه العقاقير فى حال تصنيعها داخل مصر، أن يتم تصديرها لدول العالم، بحيث تساهم فى علاج ملايين المرضى سواء فى مصر أو خارجها، بما يعود علميا وماديا بالنفع لمصر، إلا أنه لم يفكر أحد من المسئولين فى الاستفادة من أبحاث "بدرية" مثله مثل مئات المصريين الذين تلقى "الدولة" أبحاثهم فى سلة المهملات.