"سليمان خاطر" آخر الشوارع الإيرانية التى تحمل أسماء مصرية
الجمعة، 07 أكتوبر 2011 05:47 م
آخر شارع باسم مصرى بإيران
رسالة طهران - إسراء أحمد فؤاد
إسراء أحمد فؤاد
"خيابان شهيد سليمان خاطر" أى "شارع شهيد سليمان خاطر".. يافطة رأيتها فى أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران مما أثار انتباهى، فقبل سفرى لها كنت أتوقع أن شارع خالد الإسلامبولى – أحد المتهمين فى قضية مقتل الرئيس الراحل أنور السادات، والسبب الرئيسى لتوتر العلاقات بين مصر وطهران – هو فقط الشارع الوحيد فى طهران الذى يحمل اسم مصرى، وما زادى من تعجبى مرة أخرى أن سليمان خاطر ينظر له الإيرانيون على أنه بطل قومى.
سليمان محمد عبد الحميد خاطر هو ذلك الشاب المصرى المولود عام 1961 بقرية أكياد فى محافظة الشرقية، قصته بدأت فى يوم 5 أكتوبر عام 1985 أثناء قيامه بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التى تقع عليها نقطة حراسته، فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها، إلا أنهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التى توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة فأطلق عليهم الرصاص، وكانت المجموعة تحتوى 12 شخصا، فتمت محاكمته عسكريا، وفى خلال التحقيقات معه قال سليمان بأن أولئك الإسرائيليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وإنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.
بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه فى 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربى بمدينة نصر بالقاهرة، وبعد أن صدر الحكم على خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفى "اليوم التاسع" لحبسه، وتحديداً فى 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندى سليمان خاطر فى ظروف غامضة.
شارع سليمان خاطر اصطحبنى لزيارته صديق إيرانى قديم يدعى على، الذى حدد موعداً لنجوب شوارع العاصمة، وقال لى "هنا فى طهران شارع يحمل اسم أحد شهداء مصر ويدعى "سليمان خاطر"، ووقتها تذكرت قصة خاطر التى سردتها لاحقا، وطلبت منه الذهاب للشارع، وعندما وصلنا إليه أشار صديقى إلى يافتة معلقة على شارع متوسط ليس كبير جداً مكتوب عليها بالفارسية "خيابان شهيد سليمان خاطر" أى "شارع شهيد سليمان خاطر"، تركنا السيارة وترجلنا داخل الشارع، يبدو أنه من شوارع طهران الراقية وسألت صديقى عما إذا كان يصنف تحت الشوارع الراقية أم لا، فقال لى لا .. فهو شارع عادى.
الشارع يتميز بالهدوء، لدرجة أننا تجولنا فيه لـ 10 دقائق دون أن يظهر أحد داخله لكى أسأله عن اسم الشارع وهل يعرف الشخص الذى سمى الشارع باسمه أو قصته، بحثنا وفى النهاية وجدت امرأة ترتدى الشادور الإيرانى تدعى "زهره" سألتها هل تعرفين من هو سليمان خاطر؟ ابتسمت وقالت لا من هو؟.
شارع الشهيد سليمان خاطر بطهران ملىء بالخضرة والأشجار وبه عمارات سكنية وإدارات، حاولنا أن نسير فيه أكثر وقررت أن أقتحم أحد المحلات وأسأل صاحب المحل، دخلنا محل ملابس استقبلنا صاحبه يدعى "قائم" وحين سألته عرف إننى مصرية، وقال لى أن سليمان هو جندى مصرى، وسألته متى تم تسمية هذا الشارع باسمه، فقال " منذ ما يقرب من 6 أو 7 سنوات لم أتذكر بالتحديد.. وقبل ن يسمى بهذا الاسم كان يسمى بشارع ناريمان".
جولتى فى شارع سليمان خاطر والتى أخذتنى لشوارع أخرى جانبية اكتشفت خلالها ولع الإيرانيين بمصر وكل ما هو مصرى، ففى عيونهم شوق ولوعة برؤية المصريين، فحين تقول أنك مصرى تجدهم يبتسمون فى وجهك ويقولون لك "تفضل أهلا وسهلا"، وعندما يرون المصرى يتبادر إلى أذهانهم على الفور ثورة 25 يناير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إسراء أحمد فؤاد
"خيابان شهيد سليمان خاطر" أى "شارع شهيد سليمان خاطر".. يافطة رأيتها فى أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران مما أثار انتباهى، فقبل سفرى لها كنت أتوقع أن شارع خالد الإسلامبولى – أحد المتهمين فى قضية مقتل الرئيس الراحل أنور السادات، والسبب الرئيسى لتوتر العلاقات بين مصر وطهران – هو فقط الشارع الوحيد فى طهران الذى يحمل اسم مصرى، وما زادى من تعجبى مرة أخرى أن سليمان خاطر ينظر له الإيرانيون على أنه بطل قومى.
سليمان محمد عبد الحميد خاطر هو ذلك الشاب المصرى المولود عام 1961 بقرية أكياد فى محافظة الشرقية، قصته بدأت فى يوم 5 أكتوبر عام 1985 أثناء قيامه بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التى تقع عليها نقطة حراسته، فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها، إلا أنهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التى توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة فأطلق عليهم الرصاص، وكانت المجموعة تحتوى 12 شخصا، فتمت محاكمته عسكريا، وفى خلال التحقيقات معه قال سليمان بأن أولئك الإسرائيليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وإنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.
بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه فى 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربى بمدينة نصر بالقاهرة، وبعد أن صدر الحكم على خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفى "اليوم التاسع" لحبسه، وتحديداً فى 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندى سليمان خاطر فى ظروف غامضة.
شارع سليمان خاطر اصطحبنى لزيارته صديق إيرانى قديم يدعى على، الذى حدد موعداً لنجوب شوارع العاصمة، وقال لى "هنا فى طهران شارع يحمل اسم أحد شهداء مصر ويدعى "سليمان خاطر"، ووقتها تذكرت قصة خاطر التى سردتها لاحقا، وطلبت منه الذهاب للشارع، وعندما وصلنا إليه أشار صديقى إلى يافتة معلقة على شارع متوسط ليس كبير جداً مكتوب عليها بالفارسية "خيابان شهيد سليمان خاطر" أى "شارع شهيد سليمان خاطر"، تركنا السيارة وترجلنا داخل الشارع، يبدو أنه من شوارع طهران الراقية وسألت صديقى عما إذا كان يصنف تحت الشوارع الراقية أم لا، فقال لى لا .. فهو شارع عادى.
الشارع يتميز بالهدوء، لدرجة أننا تجولنا فيه لـ 10 دقائق دون أن يظهر أحد داخله لكى أسأله عن اسم الشارع وهل يعرف الشخص الذى سمى الشارع باسمه أو قصته، بحثنا وفى النهاية وجدت امرأة ترتدى الشادور الإيرانى تدعى "زهره" سألتها هل تعرفين من هو سليمان خاطر؟ ابتسمت وقالت لا من هو؟.
شارع الشهيد سليمان خاطر بطهران ملىء بالخضرة والأشجار وبه عمارات سكنية وإدارات، حاولنا أن نسير فيه أكثر وقررت أن أقتحم أحد المحلات وأسأل صاحب المحل، دخلنا محل ملابس استقبلنا صاحبه يدعى "قائم" وحين سألته عرف إننى مصرية، وقال لى أن سليمان هو جندى مصرى، وسألته متى تم تسمية هذا الشارع باسمه، فقال " منذ ما يقرب من 6 أو 7 سنوات لم أتذكر بالتحديد.. وقبل ن يسمى بهذا الاسم كان يسمى بشارع ناريمان".
جولتى فى شارع سليمان خاطر والتى أخذتنى لشوارع أخرى جانبية اكتشفت خلالها ولع الإيرانيين بمصر وكل ما هو مصرى، ففى عيونهم شوق ولوعة برؤية المصريين، فحين تقول أنك مصرى تجدهم يبتسمون فى وجهك ويقولون لك "تفضل أهلا وسهلا"، وعندما يرون المصرى يتبادر إلى أذهانهم على الفور ثورة 25 يناير.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
هو ينفع المصريين يدخلو ايران و يرجعو من غير ما الامن الوطنى يحقق معاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
عمار
والمطلوب؟
عدد الردود 0
بواسطة:
salem attia
بطل اسطورة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري و افتخر
"سليمان خاطر" آخر الشوارع الإيرانية التى تحمل أسماء مصرية
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
رنين
متى نرى شارع سليمان خاطر فى مصر
سؤال يلح على
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد رجائى
رحم الله البطل سليمان خاطر -
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
لابد من علاقات طبيعية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود زيدان
سيلمان خاطر بطل قومى
والمفروض
اهلة اولى بية وشكرا ايران
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed abd el aal
no thanks