جائزة نوبل للآداب تعيد توماس ترانسترومر للحياة من جديد

الخميس، 06 أكتوبر 2011 04:02 م
جائزة نوبل للآداب تعيد توماس ترانسترومر للحياة من جديد الشاعر السويدى توماس ترانسترومر
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إننى شجرة قديمة ذات أوراق ذابلة، لكنها تبقى متشبثة ولا تسقط على الأرض"، هكذا جاءت عبارات الشاعر السويدى توماس ترانسترومر الفائز بجائزة نوبل لهذا العام، فى إحدى قصائده النثرية ليصور حالته الشعرية، ويضع إجابة قاطعة للأسئلة التى تدور فى أذهان مريديه حول إن كان ترانسترومر سيكون على قيد الحياة حين يأتى موعد جائزة نوبل وإن كان سيحصل عليها أم لا.

جاء فوز ترانسترومر بهذه الجائزة ليتوج تجربته الشعرية الحداثية الطويلة التى تمتد أكثر من نصف قرن، والتى قدم خلالها خمسة عشر ديواناً، ولتكون مصدرا للفرح له من جديد وباعثا لشفائه من الجلطة التى أصابته عام 1990، وأفقدته القدرة على النطق وتحريك يديه بعدما فشل عدد من الموسيقيين السويدين الذين أهدوا له مجموعة مقطوعات موسيقية كى يعزفها على البيانو ليساعدوه على استرداد القدرة على تحريك أطرافه من جديد.

كان للطبيعة تأثيرا واضحا على أعمال الشاعر السويدى المولود فى استكهولم عام 1931 لأب صحفى وأم مدرسة، ففى ديوانه "البلطيق" الصادر عام 1974 ظهر تأثره بالبيئة التى قضى فيها طفولته عندما انتقل مع أمه للعيش فى جزيرة رنمارو بعد انفصالها عن والده، وكان ترانسترومر شغوف بدراسة الآثار والاكتشافات فى صباه، غير أنه سرعان ما تحول اهتمامه إلى علم النفس والشعر والموسيقى، وخاصة البيانو، حتى تخرج فى جامعة استكهولم عام 1956، فى تخصص علم النفس، وقد عمل بعدها أخصائياً نفسياً فى مؤسسة لرعاية الأحداث المنحرفين.

وقد تحولت كتابة ترانسترومر فى سن العشرينات بعد تفتح موهبته الشعرية مع ديوانه الأول "سبع عشرة قصيدة" فى عام 1954، من شعر الطبيعة التقليدى الذى كان يتسم به الشعر السويدى بنزعته الجمالية إلى شعر أكثر ذاتية وسوداوية، فنجده فى سبيل المثال فى ديوانه "نصف جنة منتهية" عام 2001 يكتب عن سفرياته المتعددة وتجاربه فى دول بلطيق وأسبانيا وأفريقيا والولايات المتحدة، ووظف الشاعر تجاربه الذاتية ودراسته فى علم النفس ومشاهداته فى شعره، وتجلى ذلك فى بناء القصائد التى كانت تدور حول التأملات النفسية واستبطان العالم الداخلى كما فى ديوانه "رؤية ليلية"، الذى أصدره فى عام 1970، كما صار ينحو شعره نحو إدراك سر الموت والحياة والمجهول والعدم والتسامى إلى عالم الفكر، وكان يأمل دائما فى الوصول إلى ما سماه 'السلام الكونى'.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة