أقيمت ظهر اليوم الخميس ندوة بعنوان "السينما إلهام .. أم رد فعل للثورات"، فى إطار فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى، والتى حضرها نادر عدلى رئيس المهرجان، وأدارها الناقد رءوف توفيق، وحضرها المخرج التونسى عبد اللطيف أبوعمار والمخرج السورى محمد عبد العزيز وممدوح الليثى رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما.
وقال نادر عدلى فى بداية الندوة إنه لاحظ أن جميع الأحزاب السياسية ليس لها برنامج فنى وهذا شىء خطير، فالسينما تعد خطوة أمام شعوبها، بمعنى أنها أكثر قدرة على قراءة الواقع، كما أن بعض الشعارات فى ميدان التحرير وقت الثورة مأخوذة من أفلام سينمائية، فهل السينما فى المرحلة المقبلة قادرة على مواكبة التغيير الذى يحدث فى الوطن العربى.
وقدم المخرج رءوف توفيق النجوم المشاركين بالندوة، ثم طرح السؤال الذى تحاول الندوة الإجابة عنه وهو أيهما أسبق تقديم عمل فنى عن الثورة أم أن السينما تحلل ما بعد الثورة.
وأوضح عبد اللطيف أبوعمار فى كلمته أن ما حدث فى تونس هو اتفاق شبابى من أجل الحرية، وانتهز السينمائيون الفرصة لتسجيل بكاميراتهم ما يحدث فى ظل سقوط ما يسمى تراخيص التصوير، التى كانت تعرقل الإبداع الفنى فى تونس، لأنه مع نظام بن على السابق كان السينمائيون يواجهون صعوبة كبيرة فى الحصول على تراخيص التصوير، ونجح الشباب التونسى فى تصوير أكثر من 100 فيلم عن الثورة التونسية، وكأنها مرآة لما يحدث، لكن كان بعضها غير جيد ولا ترقى لمستوى السينما، لأن السينما فى الأساس فن ورؤية وأهداف وليست تسجيلا فقط، ولكن عن قريب أتوقع أن تشهد السينما التونسية ازدهارا وأفلاما رائعة.
ورغم تفاؤل رءوف توفيق إلا أن محمد عبد العزيز المخرج التونسى يبدو متشائما فى ظل تقاعس شركات الإنتاج ولهفها وراء المادة، حيث قال إن السينما العربية فى سبيل عزمها لتقوم بدور حيوى فى الثورات وتغطية الحقيقة، إلا أنها تواجه مشكلة إنتاجية فى المقام الأول فمعظم المنتجين يعملون من أجل جمع الأموال، وشبه الحالة السينمائية بأنها "شوية فيشار ولب ووش حلو فى الشاشة فقط"، وأضاف عبد العزيز بأن خير دليل على كلامه، أن الثورة التونسية قاربت على الدخول فى عامها الأول وليس هناك فيلم جيد عنها، ونفس الحال بالنسبة لباقى الثورات العربية.
وأشار محمد عبد العزيز إلى أن الرقابة تقوم بقتل أى شكل إبداعى حر، معبرا عن أمله فى أن تنهض السينما المصرية لأنها خزان السينما العربية.
وحضرت الندوة اللبنانية كارمن لبس، حيث دعاها نادر عدلى للصعود إلى منصة الندوة، وقالت النجمة اللبنانية إنها ترى أزمة السينما اللبنانية فى مدى قبول السلطة للأفلام التى تتناول معظمها أحداث الحرب، مشيرة إلى أن بعض الأفلام يتم حذف مشاهد كثيرة منها لأنها تخوض فى تفاصيل عميقة داخل الحرب وعلاقة المسلمين بالمسيحيين.
بينما عاب ممدوح الليثى على الأفلام التى تؤرخ لثورات مصر مثل 23 يوليو و25 يناير وأيضا حرب أكتوبر، لأنها تتناولها من جانب بدايتها وإرهاصاتها الأولى فقط أو تتناول مساوئها التى آلت إليها فى مراحلها الأخيرة، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يرى فيلما عن هذه الأحداث والثورات المصرية بالكامل لتكون خير مؤرخ لها.
بينما أكدت المخرجة نيفين شلبى أحد شباب المخرجين الذين صوروا أفلاما عن ثورة 25 يناير، أنها عندما نزلت إلى ميدان التحرير للمشاركة فى الثورة لم تكن تضع خططا لفيلمها "أنا والأجندة" بل كانت تشارك فقط فى الثورة بما تجيد فعله وهو تسجيل الأحداث بكاميرتها، لكنها مع يوم 28 يناير جاءتها فكرت عمل فيلم "أنا والأجندة" الذى يسخر من ادعاءات رجال الحزب الوطنى السابق ورجال النظام السياسى السابق بوجود أجندة أجنبية خلف ثورة الشباب المصرى.
وحضر فى نهاية الندوة الفنان هشام عبد الحميد الذى أكد أنه بدون تمويل وإنتاج سينمائى لا يستطيع المبدع أن يعالج مشاكل وقضايا بلده، قائلا "عاشت مصر سنوات تعانى من أعمال فنية تافهة، وكان يقف خلفها أولو الأمر فى البلاد الذين كانوا يرغبون دوما فى تعتيم وإلهاء الناس، وأنه يجب أن يعلم الجميع أنه يجب إبعاد رأس المال عن السلطة لتنقية الفن وتوجيهه إلى مضماره الصحيح.
سينمائيون يبحثون عن مستقبل السينما العربية بعد الثورات
التونسى عبد اللطيف أبو عمار متفائل والسورى محمد عبد العزيز متشائم
الخميس، 06 أكتوبر 2011 05:14 م
ممدوح الليثى رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة