صدر مؤخرا عن الهيئة العامة الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب "موالد الأولياء والقديسين" للدكتورة عائشة شكر ضمن سلسلة "الدراسات الشعبية".
يطرح الكتاب دراسة فلكلورية فى الشخصية المصرية، فكرة النسيج الثقافى الواحد الذى يشكل الشخصية المصرية بثنائية دياناتها "القبطية والإسلامية"، حيث يتضح لنا التقارب بين صفات وطرق الاحتفال بموالد الأولياء والقديسين، بالإضافة إلى إيمان الشعب المصرى بمعجزاتهم وكرامتهم، إذ يأتى هذا مطابقاً لمقولة هيرودوت الذى قال "إن المصريين كانو أشد الشعوب تديناً، فكانوا يعتقدون أن كل شىء فى العالم ملك للآلهة، وأنهم منبع كل خير، وأنهم على علم برغباتنا الدنيوية، وأن فى استطاعتهم فى كل وقت أن يتدخلوا فى أحوال البشر.
وتقسم الكاتبة دراستها إلى ثلاثة فصول، تتناول فى الفصل الأول، فكرة الأثر الوجدانى لهذه المعتقدات، ومراحل تطور الفكر الدينى المصرى بالنسبة للديانة المسيحية، والإسلامية، فهى ترصد أولاً تصنيف الأولياء من "مشهورون، ذو قدرات علاجية، شُهداء، علماء، نساء"، ثانياً: تعدد السمات العامة للأولياء، والتى تؤكد على أن كرامة الولى سر لا يعلمه إلا الله، وقد يكون هذا السر خفياً عن الشخص الولى نفسه.
أما الفصل الثانى بعنوان "مظاهر الاحتفال بالمولد" يشمل المجموعة المنظمة للإحتفال، موعد إقامة المولد، تدبير نفقات الاحتفال، افتتاح المولد، النشاط الدينى، الاجتماعى، الاقتصادى، الفنى، الترويحى، الألعاب الشعبية والأنشطة المحظورة، مشيرة فى دراستها إلى العوامل الداعمة للتغيير فى مظاهر الاحتفال بالموالد، وكذلك العوامل الداعمة لاستمرار الظاهرة، أما الفصل الثالث بعنوان "بعض ملامح الشخصية المصرية" وهى التدين، التسامح فى مقابل التعصب، تقبل الآخر، وملامح أخرى تكشفها مظاهر الاحتفال، كالإقامة الجماعية المؤقتة، الأنشطة المختلفة للمولد، العاطفة الزائدة، والميل إلى المرح، وأخيراً تخلُص الكاتبة إلى أن الشعب المصرى شعب متدين بالفطرة، وأن الاختلاف القائم، هو نتاج للصراع الاجتماعى، وعُبر عنه بصورة غير مباشرة من خلال الدين، ولكن مصر فى الحقيقة فكر واحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة