التحالف الديمقراطى يدخل غرفة العناية المركزة.. مرسى: سنخوض الانتخابات بقائمة واحدة.. والبدوى يشير "اثنين".. الوسط ينسحب وتنفيذى الوفد يتجه لإقرار خوض الانتخابات بقائمة منفردة

اختلفت أحزاب التحالف الديمقراطى حول التنسيق الانتخابى فى انتخابات المجلس الشعب المقبلة، وفيما أعلن الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، أن التحالف سيخوض انتخابات مجلس الشعب بقائمة وطنية موحدة حرص الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد الذى كان يقف الى جواره على الإشارة بإصبعيه الاثنين فى تأكيد على تمسك حزب الوفد بتشكيل قائمة وفدية خالصة بالتوافق مع قائمة التحالف.

وأكدت مصادر بحزب الوفد أن المكتب التنفيذى والهيئة العليا للحزب يتجهان إلى إقرار خوض الانتخابات بقائمة منفردة، بعيدا عن قائمة التحالف، نظرا لارتفاع أعداد الراغبين فى الترشيح داخل الوفد، وهو الأمر الذى يجعل خوض الوفد للانتخابات فى قائمة مشتركة مع باقى الأحزاب أمرا صعبا .

وأكد أحمد عودة، عضو الهيئة العليا للوفد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الرأى الأقوى مع فكرة خوض الانتخابات بقائمة منفردة لما لدى الوفد من عدد كبير من المرشحين يستطيعون أن يخوضوا الانتخابات فى كافة الدوائر الانتخابية .

فى حين أكد سامى بلح، عضو المكتب التنفيذى، أن قوة الوفد فى المحافظات تدفعه إلى اتخاذ قرار بخوض الانتخابات على قائمة مستقلة بعيدا عن التحالف .

وكشفت مصادر مطلعة أن فؤاد بدراوى، سكرتير عام حزب الوفد، أكد أثناء اجتماع لجنة التنسيق الانتخابى للتحالف الديمقراطى أنه سيطرح على الهيئة العليا للوفد رفض باقى أحزاب التحالف لفكرة تشكيل قائمتين، وبحسب المصادر فإن ممثلى الأحزاب وجهوا انتقادات عنيفة لبدراوى أثناء الاجتماع، وأكدوا أن الوفد سيكون هو الخاسر الأكبر فى حال خوضه الانتخابات بقائمة منفردة .
وأكد أيمن نور، مؤسس حزب الغد والمرشح "المحتمل" لرئاسة الجمهورية، أنه فى حالة إصرار الوفد على خوض الانتخابات بعيدا عن التحالف فإن أحزاب التحالف سترفض التنسيق معه على أى مستوى، بما فى ذلك المقاعد الفردية، بينما وصف الدكتور محمد سعد الكتاتنى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، خوض الوفد للانتخابات بقائمة منفردة بـ"المغامرة غير المحسوبة"، وقال فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن الحرية والعدالة مستمر فى التحالف حتى لو لم يبقَ فيه سوى حزب واحد فقط.

واعتبر رامى لكح، مؤسس حزب "مصرنا"، أن التحالف الديمقراطى الآن دخل غرفة العناية المركزة، وقال: "الإخوان لديهم إصرار على استمرار التحالف، أما الوفد فيبتعد عن التحالف شيئا فشيئا، فيما أكد مجدى قرقر، القيادى بحزب العمل، أن أحزاب التحالف طالبت حزب الوفد بتقديم تنازلات من أجل استمرار التحالف الذى سيصب فى مصلحة الوطن، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا عاما على رفض فكرة القائمتين.

من جانب آخر أعلن الدكتور محمد محسوب، عضو الهيئة العلية لحزب الوسط، انسحاب الحزب من التحالف الديمقراطى، احتجاجاً على رفض الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة إعطاءه فرصة للحديث أثناء الاجتماع.

وأكد محسوب، فى تصريحات أدلى بها عقب انسحابه من الاجتماع، أنه طلب الكلمة لهدف التعليق على نتائج لقاء المجلس العسكرى مع عدد من الأحزاب السياسية، إلا أن مرسى رفض وقال له: "أنت لم تحضر اجتماع المجلس العسكرى مع الأحزاب وليس من حقك أن تعلق على بيان صدر عن اجتماع لم تشارك فيه"، حسبما أكد محسوب.

كان البيان الصادر عن اجتماع التحالف الديمقراطى اعتبر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة استجاب لأحد مطالبهم بإلغاء المادة الخامسة من المرسوم بقانون المنظم لانتخابات مجلس الشعب، والخاصة بتمكين الأحزاب والمستقلين من الترشح على المقاعد الفردية، وكذلك استجاب لوضع جدول زمنى لنقل السلطة كاملة من المجلس الاعلى للقوات المسلحة إلى سلطة منتخبة من الشعب والإعلان عن جدول زمنى محدد لانتخاب الجمعية التأسيسية لوضع دستور جديد، وتحديد موعد لبدء انتخابات رئيس الجمهورية فى اليوم التالى للانتهاء من الاستفتاء على الدستور إيجابيا.
ً
وأكد البيان إصرار الأحزاب على تنفيذ باقى المطالب وأهمها إنهاء حالة الطوارئ، وإصدار مرسوم بقانون للعزل السياسى لمن أفسدوا الحياة السياسية من الحزب الوطنى المنحل، وأشار إلى مسئولية المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الشرطة على حفظ الأمن وحقوق الإنسان دون اللجوء لإجراءات استثنائية.

وكان الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، قد أشار فى الجلسة الافتتاحية للاجتماع إلى البيان المشترك الصادر اليوم عن رئيسى حزبى الوفد والحرية والعدالة والذى تضمن أن التحالف السياسى مستمر من أجل صياغة المرحلة السياسية القادمة، ومن هنا كانت وثيقة التحالف الديمقراطى التى صدرت وتؤسس لدولة ديمقراطية حديثه وعادلة، وكانت سابقة على كل الوثائق وتعتبر برنامج حكم مصغر للبرلمان والحكومة .

وأضاف أن التحالف الديمقراطى خطا خطوات عظيمة وأصبح له كلمة مؤثرة على صناع القرار، وهذا ظهر فى اجتماع التحالف الديمقراطى مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأكد الدكتور السيد البدوى أن التحالف السياسى مستمر مع دراسة اليات التنسيق فى الانتخابات القادمة، كما تحدث فى الجلسة الافتتاحية د. محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة فأشار إلى ما تحقق من إنجازات فى اجتماع المجلس الأعلى مع رؤساء 13 حزباً سياسياً منها 9 أحزاب من التحالف، وقد عرضنا بأمانة ودقة على المجلس الأعلى للقوات المسلحة مطالب الاجتماع الذى انعقد يوم الأربعاء الماضى فى حزب الحرية والعدالة، وقد تحقق بالفعل إلغاء المادة الخامسة من قانون انتخابات مجلس الشعب والشورى وإعادة المقاعد الفردية كحق ترشح الأحزاب.

وكذلك وافق المجلس الأعلى للقوات المسلحة وضع جدول زمنى محدد للمرحلة الانتقالية، وبذلك سينعقد مجلس الشعب فى الأسبوع الخير من يناير وليس فى مارس كما كان مقرراً من قبل، أما بشأن العزل السياسى فقد تم الاتفاق على أن يكون العزل لمدة سنتين، وأن يشمل أعضاء مجلس الشعب والشورى فى 2010، وأعضاء لجنة السياسات والمكتب السياسى للحزب الوطنى، وأمانات المحافظات، وسيتم التشاور بين أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإصدار مرسوم بقانون فى هذا الشأن، بحيث يكون هناك حرمان لمدة سنتين من ممارسة الحقوق السياسية،، وخلال الاجتماع أيضا ً تم الاتفاق على وقف حالة الطوارئ إلا فى جرائم البلطجة والخطف والتزوير وغيرها، وسوف يتم التشاور بين أعضاء المجلس الأعلى فى هذا الشان خلال أسبوع.

وأكد د. محمد مرسى أن أعضاء التحالف متمسكون به جميعاً، لأننا حريصون على مصر، وأشار إلى البيان المشترك الصادر عن رئيسى حزبى الوفد والحرية والعدالة الذى أكد استمرار التحالف الديمقراطى من أجل مصر.