د. عادل زايد محافظ القليوبية: الانتخابات القادمة ستشهد أعمال بلطجة.. لا يوجد برنامج واضح لمرشحى الرئاسة.. والشعب المصرى لم يصل لمرحلة انتخاب المحافظ

محافظة القليوبية هى أحد أضلاع مثلث منطقة القاهرة الكبرى وتعد مشكلة الانفلات الأمنى بها من أعقد المشكلات خاصة أن على أرضها يقع سجنا أبوزعبل والمرج وكلاهما تعرض للاقتحام أثناء الثورة مما يزيد من المخاطر المتوقعة أثناء الانتخابات لوجود نحو 800 مسجون هارب حتى الآن، وهو ما جعل محافظها الدكتور عادل زايد فى حواره مع «اليوم السابع» يتوقع حدوث عنف وبلطجة فى الانتخابات القادمة بالمحافظة.

ما هى خطتك فى مواجهة الانفلات الأمنى بالمحافظة؟
أجهزة الأمن بالمحافظة تقوم بجهد كبير بالمقارنة بالسنوات السابقة، ولكن نظرا للانفلات الأمنى تشعر بأنه جهد ضئيل فهناك حوالى 800 هارب من السجن، بجانب أن المحافظة متداخلة حدوديا مع أكثر من 6 محافظات، وفى الغالب تكثر المشكلات فى المدن الحدودية، وأنا أرى أن الانفلات الأمنى لم يقتصر على الخارجين على القانون فقط بل يمتد إلى حد البناء بدون ترخيص، والناس حاليا بدأت تستشعر لذة فى المخالفة، ونقوم بالتنسيق مع جميع الجهات لإزالة بعض التعديات والقبض على المجرمين.

وماذا عن استعدادات المحافظة للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
تم وضع خطة مع مدير الأمن من أجل تأمين الانتخابات، بجانب الاستعداد لتسكين القضاة المشرفين على الانتخابات والموظفين الذين من المقرر أن يساعدوا هؤلاء القضاة فى العملية الانتخابية، بجانب حصر عدد اللجان، وأكثر الدوائر ثقلا، وأتوقع حدوث بعض عمليات البلطجة لوجود فرق متناحرة، ولكن أتمنى أن تسود الروح التى كانت موجودة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

وما موقفك من مشاركة ائتلاف شباب الثورة واللجان الشعبية فى تأمين الانتخابات بالمحافظة؟
أولاً من الصعب انتقاء مثل هذه الشخصيات لعدم ضمان توجههم السياسى أو الدينى، ولكن سنبدأ فى تلقى الطلبات وجمع المعلومات اللازمة عن هؤلاء المتقدمين، وسيتم اختيار بعضهم وعقد عدد من اللقاءات بينهم وبين مديرية الأمن والحاكم العسكرى لوضع الضوابط اللازمة للسير عليها.

كيف ترى مشاكل المواطنين فى محافظة القليوبية منذ توليك؟
المشاكل نوعان مشاكل متعلقة بالحياة اليومية للمواطن، ومشاكل تنموية، فبالنسبة لمشكلات الحياة اليومية التى تهم المواطن ومنها ما يتعلق بالخبز والإقامة والسكن يتم التنسيق فيها بين المحافظة والمديريات وهناك متابعة شبه يومية، فالملاحظ أن هناك احتياجات أكبر من قدرات المحافظة مثل احتياجات الخبز والغاز وهناك حالات كثيرة من الشكوى، أما الجزء التنموى فنحن نعمل على زيادة تدفق موارد المحافظة وإحداث عملية تنموية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وأنا أرى أن هذه هى الوظيفة الأساسية للمحافظ، ونعمل حاليا على إقامة مجمع سكنى وجراج متعدد الطوابق ومجمع إدارى، يدر دخلا يقدر بحوالى 12 مليار جنيه سنويا.

وماذا عن رؤيتك وخططك لتشجيع الاستثمار فى المحافظة؟
هناك مشروعات ذات استثمارات ضخمة قد تفوق تكلفتها المبدئية نصف مليار جنيه، والمحافظة ليست مستثمرا، ولكن نحن على علاقة جيدة بجمعية اتحاد المستثمرين وهناك مشروعات تلاقى قبولا واسعا من قبل المستثمرين، ويشترط فى تلك المشروعات أن يكون هناك قبول بيئى لها، والمحافظة طرحت 55 ألف متر، كما نعمل على إنشاء الجراج المتعدد الطوابق، والتنمية الحقيقية لن تكتمل إلا بمشاركة القطاع الخاص، وهناك حاجة ماسة لإعادة الثقة فى رجال الاعمال، لأن لهم دورا حيويا ولابد من توفير المساحة الجيدة لهم من أجل العطاء، كما أن هناك قرية بالقناطر الخيرية نعمل على تحويلها إلى مزار عالمى بجانب تنشيط السياحة الداخلية، وخاصة أن محافظة القليوبية بها العديد من المناطق الأثرية مثل قصر محمد على والمحلج والقناطر وغيرها من المناطق الأثرية.

وماذا عن خطواتك فى تنشيط السياحة بالمحافظة؟
القليوبية كانت عاصمة للقاهرة فى فترة من الفترات، وذلك لتواجد عدد كبير من الأديرة والمناطق السياحية بها، ورؤيتى تنقسم إلى محورين سياحة داخلية، وعالمية، فلابد من تنشيط السياحة الداخلية، أما الشق الخاص بالسياحة العالمية فهو أن نضع خطة تعمل على جذب السائح وهو داخل منزله وليس فقط الاهتمام به بعد نزوله مصر فالسائح يعتبر سفيرا لمصر بعد خروجه منها، ووزارة السياحة نفذت إعلانا فى إحدى الفترات يعتبر كارثة وهو رفض أحد أصحاب الجمال أن ينزل سائحا إلا بعد إعطائه مبلغا كبيرا ولابد أن يكون هناك وعى بأهمية السياحة والامتناع عن العادات والسلوكيات الخاطئة.

أعلن بعض مرشحى الرئاسة عزمهم عدم استخدامهم القصور المخصصة فى بعض المحافظات، فهل يمكن استغلالها كمزار سياحى؟
هذا الأمر ليس بيدى فهناك ما يقع على أرض القليوبية ولكن ملكيته لا تخضع للمحافظة، وحتى الآن لا يوجد برنامج واضح من قبل المرشحين، وأنا ضد الوعود الزائفة فلابد من الاقتراب من المسؤولية أولا قبل إعطاء أى مسؤول الوعود.

وماذا عن ملفات الفساد الإدارى بالمحافظة؟
ملفات الفساد كثيرة ولكن استطعت استرداد جزء كبير من الأراضى التى تم تخصيصها بالمخالفة، كما أن التعامل مع قضايا الفساد الإدارى يحتاج إلى نوع من الروية، فأنا أتعامل بحرص مع هذه الملفات.

وما هو حجم التعديات على الأراضى فى القليوبية؟
- حجم المخالفات لا يتعدى الـ2000 فدان واستطعنا إزالة %25 من هذه التعديات، ومن الخطأ الجسيم أن تترك مسألة التعديات للمحافظ فقط ولابد من إشراك كل الجهات لأن مسألة التعديات هى تعد على حق وهيبة الدولة.

هل أدى غياب المجالس المحلية لتعطيل مشروعات بالمحافظة وما رؤيتك فى هذا الإطار؟
بالفعل أثر غياب تلك المجالس بعض الشىء وأدى إلى تعطيل بعض المشروعات، وأنا أتساءل لماذا هذا التكالب على تلك المجالس بالرغم من أن الكل يعلم أنها مسؤولية!

كما أن الملامح النهائية للخريطة السياسية فى مص رلم تتضح حتى الآن، وأنا أؤيد تأجيل تشكيل هذه المجالس، لأن المعايير الموضوعة لاختيار الشخصيات الممثلة بها ليست جامعة مانعة، ومن الممكن أن يفجر تشكيل هذه المجالس قنبلة داخل المحافظات وخاصة أننى تلقيت أكثر من 200 طلب ترشيح بها.

هل تؤيد انتخاب المحافظين؟
مسألة الانتخاب لها مميزات وعيوب، فإذا كان الانتخاب به الخير كله لما حدثت مشكلات فى الدول التى تطبق الانتخاب، ومن الممكن أن يتأثر انتخاب المحافظ بالعصبيات والقبليات فى المحافظات، ومن الممكن أن يتحول المحافظ إلى عضو مجلس شعب، وأنا أرى أن الشعب المصرى لم يصل لتلك المرحلة التى ينتخب فيها المحافظ.

وهناك خطأ جسيم ارتكبه النظام السابق وهو التحول من نظام القطاع العام إلى قطاع الخصخصة، فهناك ما يتوسط هذين النظامين، وهناك مجهودات كبيرة من قبل بعض المحافظين، واستطاعوا أن يحققوا طفرات فى محافظاتهم بالرغم من أنهم ليسوا أبناء تلك المحافظات.