أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. أما آن لهذه الأجيال.. أن تفيق؟!

الإثنين، 10 أكتوبر 2011 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
متى يفيق الناس فى مصر؟.. متى يستعيدون قوتهم ونشاطهم ويعودون إلى العمل بثقة وتجديد وتطوير؟ المؤسف أن كل همهم الحصول على مزيد من الامتيازات والفلوس، ولم يعد هناك وقت للانتظار ولم تعد هناك فرص للتجريب، لم يعد أمامنا سوى العلم كوسيلة للخروج من أزمات تراكمت واشتعلت بسبب تزايد الإضرابات والاحتجاجات سواء كانت فئوية أم عامة أم تحمل صيغة المليونيات، يحدث ذلك والدولة تمر بأزمة حقيقية من قلة الموارد وزيادة الديون، وتضاعفت أيضاً حالات البطالة، وبدلاً من أن نسعى لإيجاد حلول للعاطلين عن العمل فوجئنا بمزيد من العمالة غير العاملة وقد تركوا أماكنهم ويطالبون بمزيد من المزايا وزيادة أجورهم وتحسين أحوالهم.. ثم لأنهم لم يستوعبوا الدرس الحقيقى فقد انشغلوا بهذه المظاهرات وتعطلت أعمالهم ليفاجأوا بالآلاف العائدين من ليبيا، بلا عمل.. ومطلوب من مصر أن تجد لهم عملاً، ومطلوب أيضاً أن تزيل عنهم آثار المتاعب التى واجهوها أثناء الاضطرابات الليبية، كل هذا العناء والضغوط تزيد على كاهل الوطن ولا يوجد فى المقابل تقدير للمسؤولية من كثيرين من أبناء الشعب، أعرف أن هذا الشعب عانى كثيراً فى سنوات ما قبل ثورة 25 يناير، ثلاثين عاماً من المعاناة وعدم المساواة وتعاظم الفساد بصورة غير مسبوقة تشى بأن الأعباء قد تزايدات على الشعب ليس فقد خلال سنوات الفساد الثلاثين.. بل هى تمتد إلى الأجيال القادمة، لأن الديون تتراكم، وتتزايد الهوة بين الشبابب وبين الواقع الذى يعيشون فيه ويحسون من خلاله أنهم غرباء وكأنهم قد تناسوا الماضى، وفقط يطالبون بمزيد من زيادة الأجور لمواجهة زيادة الأسعار.. والمدهش أن هناك متتالية من الاحتجاجات وكأنها عدوى، فما إن ننتهى من إضراب أو احتجاج إلا وندخل فى إضراب آخر، ولكل منهم أسلوبه الذى من شأنه تعطيل العمل والتراجع عن الإنتاج.. فالأمر قد تخطى كل الخطوط الخضراء وكل الخطوط الحمراء وأصبح مخيفاً، فقد وصلت بعض الاحتجاجات إلى أن يقطع المحتجون طرقا سريعة تعزل مصر عن جنوبها، وبعضها الآخر يقطع طرق السكك الحديدية وتتعطل قطارات كثيرة ومعها تتعطل أعمال عشرات الآلاف من البشر، الأمر يحتاج إلى كثير من التعقل، ومادمنا قد تخلصنا من مظاهر الفساد، فلابد أن يكون للحكماء دور ولكبارنا الأمر وتوعية الشباب للطريق السليم.. نحن اليوم فى مصر فى واقع جديد وقد تطورت أمورنا السياسية بشكل غير مسبوق ولم تعهده مصر من قبل، وأمام هذا الالتزام لابد لشبابنا أن يفيق وأن يعود إلى العمل وإلى تخطيط الغد بأفضل صورة، فبدلاً من الإضرابات المتتالية لابد من التحرك نحو تنويع العمل وتطوير سبل ما نحن عليه.. إذا كانت هذه المليونيات قد حملت شعارات معارضة لكل ما هو موجود، وكثير منها حاول القائمون عليه أن يعملوا فيه بالمنطق وفتح باب الحوار.. فلماذا لا تلجأ هذه المليونيات لدعم سبل العمل وتنظيم خطط للشباب لكى يتجاوزوا هذه البطالة الممتدة التى لم تعد أمراً فردياً أو هماً أحادياً.. بل هو قضية وطن يحاول أن يخرج من عنق الزجاجة.. أتمنى أن تقام تجمعات أو مليونيات، كما يحلو أن يسموها، يتحدث فيها الكبار ويتبادلون الآراء حول ما هو قائم وحول المستقبل وكيفية العبور به إلى آفاق أرحب وأفضل.

الشباب بحاجة إلى خريطة عمل وخريطة طريق من خلالها يمكن أن نتجاوز الأحلام الفردية، وأن نجتمع جميعاً حول إنقاذ شبابنا الذى هو كل المستقبل، لأن الواقع صعب ومخيف ولا يوحى بتفاؤل مادامت الأوضاع على ما نحن عليه.. الديون تتزايد والفزع من شبح الإفلاس يهدد العقلاء من أبناء الوطن، ولا حل سوى العمل والمزيد من العمل، لا حل سوى أن يفيق شبابنا وأن يعودوا إلى رشدهم وإلى صوابهم، وأن يستعيدوا أمجادهم، وأن يعملوا، وأن يزيدوا من إنتاجهم فى وقت أصبح فيه التجويد ضرورة وفتح منافذ الابتكار سبيلا لإنقاذ بلدنا من الانحدار ومن التراجع ومن الموت.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

حتى انتا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السيد

شكرا للكاتب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة