فى ندوة "فوضى الفتاوى"..

مشايخ وقساوسة ينتقدون انتشار ظاهرة "وسطاء الفتاوى الدينية"

الإثنين، 24 يناير 2011 10:23 م
مشايخ وقساوسة ينتقدون انتشار ظاهرة "وسطاء الفتاوى الدينية" جانب من ندوة فوضى الفتاوى
كتبت دانه الحديدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال د.سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، إن المجتمع المصرى الآن يعيش حالة من "الهياج" بسبب الفوضى فى إصدار الفتاوى غير المسئولة، والتى تبتعد عن الأسانيد الشرعية ولا تهتم بالظروف التى يمر بها المجتمع، على الرغم من أن الأصل فى الفتوى هو مراعاة مقاصد الشريعة وتلمس سبيل الحل لمشكلات الناس وليس تعقيدها.

وأضاف خلال المؤتمر الذى عقده مركز الدراسات المستقبلية والاستراتيجية، اليوم الاثنين، بعنوان "فوضى الفتاوى.. الانعكاسات وأساليب المواجهة"، أن برامج تقديم الفتوى على الهواء مباشرة لا تتيح للقائم بها معرفة ظروف السائل، قائلا إنه فى برنامجه الذى يقدمه على إحدى القنوات الفضائية لديه شجاعة تأجيل الفتوى لحلقة أخرى حتى يقوم بدراستها بتمعن أو تصحيح فتوى أعطاها مسبقا، لكن هل لدى كل الدعاة فى الفضائيات نفس الشجاعة لذلك، مطالبا بضرورة البدء فيما يسمى "صناعة النجوم" فى مجال الدعوة الإسلامية، على أن يكونوا مؤهلين لذلك، ليكسبوا ثقة المجتمع ويؤثروا فيه، وحتى يحلوا محل عدد كبير من غير المؤهلين الموجودين حاليا على الساحة.

أضاف الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، أن الأزهر كان المرجعية الدينية الإسلامية الوحيدة فى العالم، وذلك حتى فتح الرئيس الراحل محمد أنور السادات بابا لم يكن يجدر به فتحه، على حد تعبيره، وهو السماح للجماعات الإسلامية المتطرفة بالانتشار، مما أدى إلى تراجع دور الأزهر فى الوقت الذى أحدثت تلك الجماعات تأثيرا كبيرا فى المجتمع.

وأرجع عاشور انتشار الفكر المتشدد فى المجتمع إلى خفوت صوت الوسطية لعدة أسباب، على رأسها بعض الدول التى أنشأت قنوات فضائية لنشر الفكر المتطرف فى مصر، وتجاهل التلفزيون المصرى للبرامج الدينية ذات الفكر المستنير مقابل إذاعته لعدد ضخم من المسلسلات والبرامج التى تنشر قيما خاطئة، كذلك محاربة الدين من قبل بعض المثقفين بحجة خوفهم من الدولة الدينية، فى حين أن علماء الأزهر لم يطالبوا قط بمثل هذا الأمر، خاصة وأن الدولة التى أنشأها النبى "صلى الله عليه وسلم" لم تكن دولة دينية.

وأشار المفكر سمير مرقص إلى أن الفتوى، بغض النظر عن دينها، هى ابنة لحظتها الزمنية وظرفها السياسى والاجتماعى، كما أنها تحمل وجة نظر القائم بها وإسقاطات سواء عن وعى أو دون وعى.

وطالب الدكتور إكرام لمعى مدير كلية اللاهوت بلجنة مخصصة من علماء الأزهر، للاستماع إلى الفتاوى التى يتم إطلاقها بالقنوات والبرامج الدينية وتقييمها.

ومن جانبه شدد د.أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة على أنه فى الوقت الذى يوجد به قائمون على الفتوى لأهداف دينية بحتة، يوجد آخرون لديهم أهداف سياسية وأيدلوجية لا نعرفها على وجه التحديد، فمعظم موضوعات الفتوى تبتعد عن القضايا الهامة كالقهر السياسى وانتشار الظلم والفساد فى المجتمع، بل إن البعض يركز على أمور تافهة كالغيبيات ويقوم بتوزيعها بالطرق التى توزع بها الأغانى، فى تلك الحالة تعد الفتوى مشروعا تجاريا يدر دخلا كبيرا ، مشيرا إلى أن تلك الفتاوى أظهرت بما يسمى بظاهرة "وسطاء الفتوى" وهى قيام أنصاف المتعلمين بنقل الفتوى التى يسمعونها ويحاولون فرضها على الناس دون علم منهم لاعتقادهم بأخذ أجر على ذلك.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة