شهد اجتماع لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى صباح اليوم، الاثنين، مناقشات ساخنة فيما يتعلق بمصير السودان بعد الاستفتاء الذى تم إجراؤه على مدار الأيام الماضية وسط رقابة دولية واهتمام عالمى.
أكد الدكتور مصطفى الفقى، رئيس اللجنة، أن العالم لم يشهد أى استفتاء على مدار التاريخ إلا وأسفر عن الانفصال غير استفتاء واحد فقط هو استفتاء "إقليم كمبيل بمنطقة مونتريال"، وطالب الفقى بضرورة وجود زخم عربى لدعم الجنوب مع مراعاة حساسية الشمال.
فيما تحدث السفير محمد مرسى، مدير إدارة السودان بوزارة الخارجية المصرية، باستفاضة عن الاستفتاء بداية بالمباحثات بين الشمال والجنوب والتحضير لعملية الاستفتاء ونتائج الاستفتاء والتحديات التى يواجهها الجنوب مع بداية إعلان الدولة الوليدة فى يوليو المقبل.
وأكد السفير مرسى أن أطرافاً خارجية، وتحديدا "إسرائيل"، تسعى جاهدة لتدعيم جنوب السودان لتكوين للإضرار بالمصالح المصرية، بالإضافة إلى تقوية جبهات فى دار فور بما يضر فى النهاية إلى التأثير على ملف حوض النيل والذى وصفه بأنه ملف معقد.
وأشار السفير مرسى إلى وزارة الخارجية المصرية وجهاز الأمن القومى يبذلان أقصى جهدهما لتوطيد العلاقة مع الجنوب بما يضمن الحفاظ على مصالح مصر، مع التأكيد على أن مصر قدمت خدمات ومساعدات كثيرة إلى السودان لا يجب أن نتركها لأحد يستغلها ضدنا.
وأضاف السفير مرسى أن سبل التعاون وتوطيد العلاقة مع الجنوب تتمثل فى تدريب الشباب على تولى المناصب القيادية وإعطائهم منح دراسية فى مصر، مؤكدا أن 7 من الوزراء بجنوب السودان تلقوا تعليمهم فى مصر مع تقديم الدعم بأوجهه المختلفة، لأن الدولة الوليدة ستكون دولة "تحت الصفر".
وطالب ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، أن تكون الدولة المصرية "فاعلة" وليس "مفعولا به"، مؤكدا أن إسرائيل تسعى لنشر رجال الموساد الإسرائيلى فى جنوب السودان لزعزعة العلاقات المصريه هناك، وأشار الشهابى إلى أن بداية دعم إسرائيل لدولة الجنوب تمثلت فى صفقة بيع طائرات حديثة لها قبل أيام، بما يدل على أنها تريد أن تهمين على الجنوب، وبالتالى اللعب بقوة فى ملف مياه حوض النيل والتأثير بالسلب على المصالح المصرية.
وطالب الشهابى بضرورة إحياء فكرة العدو فى إستراتيجية التعامل مع دولة الجنوب، وهى إستراتيجية العدو والمتمثل فى دولة إسرائيل، وانتقد الشهابى عدم التقارب بين مصر ودول أفريقيا، ضاربا المثل بأن اتفاقية التأشيرات خالية من أى دولة أفريقية، حتى أن الاتفاقية التى تم على أساسها الاستفتاء كانت مصر بعيدة عنها.
فيما قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أن الشمال هو الذى صنع الانفصال وليس الجنوب، مؤكدا ضرورة إقامة علاقة متوطدة بين الشمال والجنوب للحفاظ على أمن الملف المائى، وقال السعيد "مصر زى اللى متجوز اتنين، وصعب ترضيهم الاتنين، وعليها أن تتعامل بميزان حساس بين الشمال والجنوب".
وقال عبد المنعم الأعصر، رئيس حزب الخضر، إن انفصال الجنوب عن الشمال وضع مصر بين خنجرين، الأول فى الشمال وهو إسرائيل، والثانى فى الجنوب وهى دولة السودان الممتلئة برجال الموساد.
وأوضح عبد السلام موسى، عضو مجلس الشورى، أن التاريخ لم يشهد الأوضاع السيئة التى تعانيها الأمة العربية، فاليمن تتقسم، والصومال انتهت، ولبنان "ربنا يستر عليها"، وتونس انتفضت، مرجعا ذلك إلى الحكم الديكتاورى للحكام العرب والذين أثبتت وثائق ويكليكس أنهم عملاء للأمريكان على عكس الرئيس مبارك الذى أثبت الوثائق أنه "صفحة بيضاء".
وانتقد اللواء طلعت منصور عدم أخذ الحكومة المصرية بتوصيات اللجنة فيما يتعلق بالملفات الخارجية المتعلقة بالأمن القومى قائلا: إن "اللجنة ناقشت على مدار جلسات عديدة أوضاع السودان، وضرورة الترابط وتوطيد العلاقة بين مصر والسودان"، غير أن العلاقة مازالت على حال طيب، وقال منصور: "الظاهر إن ما حدش بيسمع حاجة فى مصر".
مناقشات ساخنة عن انفصال السودان بلجنة الأمن القومى بالشورى.. الفقى يطالب بزخم عربى لدعم الجنوب.. والسعيد: "مصر زى الراجل اللى متجوز اتنين ما يعرفش يرضى الجنوب ولا الشمال"
الإثنين، 17 يناير 2011 02:01 م
الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة