أكد الروائى محمد ناجى، أنه لا يصنف كتابه الأخير "تسابيح النسيان" على أنه شعر، مشيراً إلى أن ما يهمه أن تكون الكتابة جميلة، بغض النظر عن كونها نثراً مشعوراً، أو شعراً منثوراً، وقال ناجى خلال الندوة التى أقامتها دار العين أمس الاثنين لمناقشة كتابه وشارك فيها الدكتور نبيل عبد الفتاح، والقاص أحمد الخميسى، أنه يتمنى أن يكون كتابه "تسابيح النسيان" نثراً جميلاً، بغض النظر عن نوعه.
وقال الدكتور نبيل عبد الفتاح الذى شارك فى مناقشة كتاب ناجى "تسابيح النسيان"، إن عالم محمد ناجى يتميز بكونه عالماً من السرد "المشعور"، الذى يميزه غنائية وشعرية كامنة حتى فى نصوصه الروائية، مشيراً إلى أن كتابه "تسابيح النسيان" ليس غريباً عن هذا العالم، وقال عبد الفتاح: بالنسبة لى كقارئ هذا النص، لم يكن مفاجأة لى ما كتبه ناجى، فهو كاتب متفرد، وصوت بالغ الخصوصية، ويستعيد فى كتابه وجه الشاعر المتجدد، الذى حاول ناجى فى أغلب نصوصه الروائية أن يخفيه.
وأوضح عبد الفتاح أن عنوان النص "تسابيح النسيان" يحيل قارئه إلى الصوفية، ومن الملاحظ فيه الكثير من المداخلات الوجودية والإلهية، واللاهوتية، مشيراً إلى أن هذه التسابيح، ليست للحضور، وإنما للعدم، والنسيان، مؤكداً على أن ناجى حقق طرافة فلسفية بامتياز.
وأكد عبد الفتاح على أن كل متتالية من متتاليات هذا النص المشعور بحاجة إلى وقفات كثيرة، وهو ما يدل على كونه نصاً بالغ الفرادة، وختم عبد الفتاح بقوله: ولم أقرأ مثيلاً له بقدر متابعتى فى العشرة سنوات الماضية.
أما القاص أحمد الخميسى، فأكد فى بداية مداخلته على أنه ظن رواية محمد ناجى "مقامات عربية" عملاً فريداً لن يتكرر مرة أخرى فى مسيرة ناجى الإبداعية، لكن تسابيح النسيان جاء ليندرج ضمن هذه الأعمال النادرة.
وأشار الخميسى إلى أن هناك نصوصاً يتوافر لها الندرة، لكونها تعبر عن لحظة خاصة وهى لحظة إنسان مريض، يشعر بالخطر، وهو ما يعطى المبدع درجة عالية من الشفافية أثناء التعبير عنها، وقال الخميسى: توافرت لدى ناجى خبرتى الشعر والرواية، واستطاع أن يعبر باقتدار عن هذه الخبرة الثالثة وهى خبرة المرض.
وأوضح الخميسى، أن ناجى استطاع أن يعبر عبر كتاباته الأدبية عن تيار الواقعية فى الأدب المصرى، فى الوقت الذى شاع بقوة تيار الذاتية، واستحضار الخبرات الماضية، مؤكداً على أن ناجى مهموماً اجتماعياً فى كل ما يكتبه، ولم ينفصل عن الواقع المصرى، ولا عن هموم الإنسان المصرى.
وقال الخميسى: أعتبر تسابيح النسيان رواية شعرية، حيث لمحت فيها صوت الراوى، والجموع، ودرجات مختلفة من المجتمع المصرى، رغم أن النص وجودى إلى حد كبير، كما رأيت ظلالا للعلاقات الاجتماعية، فلم يهمل ناجى الواقع الخارجى، ولم يهمل الشخصيات، وهناك روح للأديب ونفسه المتعففة، كما تناول أخطر قضايا الوجود فى عمله، وهى قضية الموت بدون أن يحولها إلى شىء ذاتى.
وقرأ ناجى مقتطفات من كتبه خلال الندوة، التى شارك فيها عدد كبير من المثقفين منهم الناقد سمير فريد الذى أكد فى مداخلة له أنه لم يقرأ لناجى سوى 3 أعمال روائية، وكانت المرة الأولى التى يراه فيها خلال الندوة، وأكد فريد أنه لا يلمح فيه هذا المريض الذى تحدثوا عنه، مشيراً إلى أن فى الإبداع مقاومة للموت، وهو الأمر الذى يندرج على جميع مجالات الإبداع، ومنها الفنون التشكيلية والموسيقى والسينما وغيرها.
وكشفت الناشرة فاطمة البودى مديرة دار العين للنشر، عن اعتزام الدار إعادة طبع كل أعمال محمد ناجى، مشيرة إلى أن أول الأعمال التى ستصدرها هى روايته "العايقة بنت الزين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة