لفتت صحيفة الفايننشيال تايمز إلى أنه فى الوقت الذى توقع فيه دول الخليج صفقات أسلحة بمليارات الدولارات مع الغرب، يبرز قطر الاستثناء الوحيد.
وعلى الرغم من ثرواتها الهائلة، تغيب قطر عن نداء المملكات الخليجية للاستثمار فى الطائرات المقاتلة المتطورة وأنظمة الدفاع الصاروخى لمواجهة التهديد الإيرانى المحتمل، لكن هذه الدولة التى يبلغ الناتج المحلى الإجمالى بها 83.840 دولار للفرد تحب عمل الأشياء بطريقة مختلفة عن نظرائها.
وقطر التى تتقاسم أكبر حقل غاز بحرى فى العالم مع إيران، تحتفظ بعلاقات أفضل مع الدولة الإسلامية الشيعية، وهى حذرة على عدم تغيير هذه العلاقة، لكن فى الواقع يشير محللون إلى أن قطر قلقة جداً بشأن الطموحات النووية الإيرانية وغالباً ما تتسم علاقاتهما بشكوك متبادلة.
وترى فايننشيال تايمز، أن الدوحة لا تسعى للإنفاق على إعادة التسليح، لأنها تعتمد جزئياً على الولايات المتحدة فى أمنها إذ أنها تستضيف قاعدة اليوديد الجوية العسكرية التى تعد مركز جميع العمليات الجوية الأمريكية فى الخليج.
ورغم الكلمات التصالحية تجاه طهران، يقول محللون، فإن الوجود العسكرى الأمريكى فى اليوديد يمكن أن يمثل نقطة إشتعال مع طهران إذا ما تم تصعيد التوترات بشأن طموحاتها النووية.
ويؤكد جريجورى جوز، الخبير بالشأن الخليجى بجامعة فيرمونت أنه فى نهاية المطاف، فإن القطريين سيضطرون إلى الاختيار بين علاقات وثيقة مع طهران والولايات المتحدة كدرع واقية لهم، بينما تشير التايمز إلى أن إدارة العلاقات المتنافسة هى من سمات السياسة الخارجية القطرية.
ويقول مسئولون قطريون إنه لضمان أمن موارد البلاد الطبيعية، فهذا يتطلب سياسة خارجية معقدة تحافظ على الاضطرابات المحتملة بالخليج.
وقد تمكنت الدوحة بالفعل من الحفاظ على مجموعة غريبة من الأصدقاء، فهى تتمتع بعلاقات جيدة مع حماس الفلسطينية وحزب الله، الجماعة الشيعية المسلحة وفى الوقت نفسه هى الدولة الخليجية الوحيدة التى سمحت لإسرائيل بفتح مكتب تجارى لها فى العاصمة على الرغم من أنهما لم يصلا إلى حد العلاقات الدبلوماسية الكاملة.
ومع ذلك، فهذه السياسة الخارجية المثيرة للجدل تمثل أحياناً صعوبات لأمراء قطر، غير أنها تغضب بعض القوى بالعالم العربى أحياناً، لاسيما مصر والمملكة العربية السعودية، الذين يعتبرون قطر دولة منشقة، خاصة مع إساءة قناة الجزيرة المملوكة للحكومة القطرية لجيرانها العرب.
الفايننشيال تايمز: قطر التى تلعب على الجانبين حتماً ستضطر للاختيار قريباً
الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010 02:30 م
أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة