كشفت شبكة (CNN) الإخبارية عن إصابة عدد من العاملين فى "جراوند زيرو" التى شهدت تفجيرات برجى التجارة العالمية فى 11 سبتمبر 2001 بنيويورك بنوع نادر من السرطان، يُطلق عليه اسم "إبيثيليويد ساركوما".
وقال تقرير للشبكة إنه خلال الأيام التى تلت الهجمات على برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك عام 2001، كان سكان ضاحية مانهاتن يعانون من سحابة خطيرة، تكونت من الأبخرة السامة والغبار الناجم عن تلك التفجيرات، واستغرقت شهوراً طويلة حتى تبددت تماماً عن سماء المنطقة، وقد تسببت سحابة الغبار، وتحديداً بعض المكونات السامة التى كانت تحتويها، مثل الديوكسين والبنزين والأسبستوس، فى حدوث مأساة ما زالت تجرى فصولها حتى الآن بعد مرور تسع سنوات على تلك الهجمات.
وقال أحد الأشخاص الذين عملوا لأكثر من عام بالمنطقة المعروفة باسم "المنطقة صفر"، ويُدعى جيفون توماس، ويبلغ من العمر 44 عاماً، إن الوضع الذى كان يعيشه سكان مانهاتن آنذاك بأنه "يشبه أفلام الرعب"، وتابع قائلاً: "لقد كان الغبار يلاحقك فى كل مكان تذهب إليه، لقد كان فى الهواء، وعلى الأرض، لقد كان على كل شىء تلمسه يداك، وكل شىء تراه عيناك."
ويعتقد المصابون بهذا النوع من السرطان، ومن بينهم توماس، وبشكل قاطع، وفقا للتقرير أنهم أُصيبوا بالمرض نتيجة تعرضهم لتلك السحابة أثناء عملهم فى "المنطقة صفر"، إلا أن الأطباء لم يتوصلوا حتى الآن إلى دليل علمى يدعم تلك الافتراضات.
وشدد توماس فى هذا الاتجاه قائلاً: "ليس من قبيل المصادفة أننى خلال عام من عملى هناك بشكل يومى بدأت ألاحظ ظهور تورم فى إحدى يدى، تحول إلى سرطان لاحقاً"، وأضاف: "يمكنك أن تعمل وسط بيئة ملوثة بكثير من الكيماويات والمواد المسرطنة المختلفة، لعام كامل، دون أن تظهر عليك أية أعراض".
وشخص الأطباء إصابة توماس بالسرطان من نوع "ساركوما"، فى عام 2002، أى بعد عام من الهجمات، ثم ظهر ورم سرطانى آخر فى العام التالى، ومؤخراً أظهرت فحوص معملية مبدئية إصابته بسرطان فى الرئة.
وفى المقابل أفادت العديد من الدراسات التى قامت مجموعة من الهيئات والمراكز الطبية الكبرى، بأن السرطان لا يمثل المشكلة الصحية الأبرز بين العاملين فى "المنطقة صفر"، والذين يُقدر عددهم بنحو 40 ألف شخص، وقال الدكتور فيليب لاندريجان، الطبيب بمستشفى "جبل سيناء"، والذى يقود برنامجاً طبياً لمراقبة ومعالجة مصابى مركز التجارة العالمى: "لم نلاحظ حتى الآن أية أعراض يمكن من خلالها التوصل إلى قول جازم بشأن أسباب معاناة هؤلاء الأشخاص".
وبحسب الطبيب الأمريكى فإن معظم الأمراض الشائعة بين العمال، بشكل عام، عادة ما تصيب الجهازين التنفسى والهضمى، وتكون ناجمة فى الغالب عن استنشاق أو ابتلاع الغبار، بالإضافة إلى بعض المشاكل العقلية والنفسية، مثل الضغوط العصبية والاكتئاب.
يُذكر أن دراسة سابقة صدرت بعد عام من انهيار برجى مركز التجارة العالمى، قالت إن عمال الإطفاء الذين شاركوا فى عمليات الإنقاذ يعانون مشكلات فى التنفس بسبب الغبار والدخان ومواد كيماوية سامة أخرى، وتقلص حجم الرئتين لديهم كما لو كانوا أكبر 12 عاماً.
أمراض سرطانية غامضة تصيب العاملين بمنطقة تفجيرات 11 سبتمبر
السبت، 11 سبتمبر 2010 03:19 م
أحداث 11 سبتمبر - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة