أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

جمهورية بولاق الدكرور

الأحد، 08 أغسطس 2010 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتظروا العناوين التالية منقولة عن الإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات ، "حرب أهلية فى منطقة بولاق الدكرور بالعاصمة المصرية القاهرة" .. " اندلاع اشتباكات بالأسلحة النارية وقنابل المولوتوف بين أصحاب المصالح المتعارضة فى إقليم بولاق الدكرور" .. "اشتباكات مسلحة بين متمردين يتزعمهم أحد ضحايا التعذيب يدعى عماد الكبير وقيادات ضاحية "بولاق الدكرور بالعاصمة المصرية القاهرة "

العناوين السابقة قد تأتى فى سياق المعالجة الغربية للأحداث التى عاشتها منطقة بولاق الدكرور أمس، بعد اشتعال معركة حقيقية بكل الأسلحة بين 30 بلطجياً وعدد من أصحاب المحال التجارية الذين تضامنوا مع سائق ميكروباص غريب عن المنطقة رفض دفع إتاوة لملوك الموقف ، فما كان من الملوك إلا أن اقتادوه من بيته إلى وسط موقف بولاق وجردوه من ملابسة واعتدوا عليه ليكون عبرة لغيره

ما الذى يحدث داخل بولاق الدكرور، أين سطوة الأمن ودوره فى فرض النظام فى الشارع؟ هل دفعت معركة عماد الكبير مع ضابط الشرطة إسلام نبيه التى أدت إلى حبس نبيه بتهمة تعذيب "الكبير"، إلى أن ترتخى قبضة الشرطة عن فرض النظام فى بولاق ؟

الواقع يؤكد ذلك، وإلا كيف يتم غلق منطقة بولاق لمدة 5 ساعات كاملة شهدت الاشتباكات وإطلاق النيران وحرق المحال التجارية وكأننا فى أدغال الكونجو أو فى العاصمة الصومالية مقديشو؟

وإذا كانت 30 بلطجيا يمكنهم إغلاق بولاق لمدة 5 ساعات ، فمن الممكن أن ينتزعها 100 منهم ، وأن يتحول عماد الكبير من صاحب عدد من الميكروباصات يفرض سطوته على موقف بولاق إلى متمرد ينادى بحقوق الإقليم " بولاق" ، ويناهض السلطة المركزية فى القاهرة ، ولا نستبعد إذا مددنا الخيط لآخره قياسا على النقاط الساخنة فى العالم من حولنا ، أن يصبح اسم عماد الكبير فى وسائل الإعلام الأجنبية Emad The Great "" ، وأن يتقدم بقائمة مطالب انفصالية للسلطة المركزية فى القاهرة ، بعد تقديمه على صورة الناشط السياسى والقائد الطبيعى لمنطقة بولاق استنادا إلى خلفيته النضالية وتعرضه للتعذيب فى أقسام الشرطة .

تدريجيا يمكن أن ننسى خناقات موقف بولاق وأن نصحو كل يوم على خبر اشتباك وجرحى وقتلى فى المنطقة ، وأن يظهر مصطلح " التطهير العرقى " فى بولاق ، وأن تظهر إثنيات وعرقيات من نوبيين وغجر وبدو وأقباط ، ثم نشهد دعوة من الدوحة لاستضافة مؤتمر للمصالحة بين مختلف فصائل بولاق والحكومة المركزية فى القاهرة ، تفشل بالطبع ويعقبها إعلان قرار انفصال الإقليم فى الأمم المتحدة بموافقة 20 دولة من عينة ميكرونيزيا وجزر المالديف وإسرائيل !

هل بالغت قليلا ؟ وهل تختلف بولاق عن كوسوفو ودارفور كما تختلف مصر بالطبع عن السودان وتشيكوسلوفاكيا السابقة ؟

المبالغة جائزة طبعا إذا كانت ضاحية بولاق يمكن اختطافها لمدة 5 ساعات فى عز دولة الأمن والأمان !








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة