تتفوق الأحياء الشعبية فى إضفاء روح رمضان على شوارعها، حيث بدأت استعدادات الشباب لجمع أموال الزينة من السكان، وهى العادة السنوية التى يلتزمون بها، حيث يتفنن شبابها فى تزيينها بالألوان والأضواء، وتتسابق الشوارع فى أشكال تعليق الزينة "دائرية أو نجوم"، بل يذهب البعض لرسم فانوس رمضان عموديا من خلال نوافذ البلكونات الخارجية للعمارات المتقابلة، فى المقابل شهدت شوارع المناطق الراقية هدوءاً فى الاستعداد لرمضان الذى يقتصر على وضع المحلات للفوانيس على أبوابها، واكتفى البعض الآخر بوضع الزينة فى مداخل العمارات، بل وضعت بعض الشقق فروع الإنارة الملونة إلى جانب فانوس.
قام اليوم السابع اليوم الأربعاء، بجولة داخل شوارع بعض الأحياء الشعبية والمتوسطة، لاستطلاع آراء المواطنين بعد صدور قرار محافظتى القاهرة و6 أكتوبر بمنع تعليق اللمبات الكهربائية فى الشوارع والزينة العشوائية إلا بترخيص، الأمر الذى استغربه سكان المناطق الشعبية الذين قرروا أخذ الكهرباء من عماراتهم، لكنه لم يفرق كثيراً عند سكان باقى الأحياء الذين يفتقدون تعليق الزينة وليس السبب القرار.
تقول سعاد محمد – إمبابة – "يقوم شباب الشارع بجمع الأموال من جميع الشقق لشراء أوراق الزينة واللمبات، وقبل رمضان بيومين يقومون بتزيين الشارع بها، ويومها بيكون احتفالا، حيث تفتح جميع الشقق أبوابها لهؤلاء الشباب الذين يستخدمون البلكونات فى توصيل خطوط الزينة"، وتضيف "يومها فعلا بحس إن رمضان اقترب، خصوصا صوت الزينة مع الهواء الذى يعطيك جواً مختلفاً عن بقية العام".
أما أحمد جميل – أحد الشباب الذين يقومون بتوضيب الزينة ببولاق الدكرور – فاعتبرها "وراثة" قائلا "فى صغرى تعلمت من الشباب الأكبر سنا، كيف يصنعون الزينة، وبعد انشغالهم فى العمل، أصبح الأولاد اللى فى سنى المسئولين عنها، ونحن الآن نعد الأصغر منا لكى يورثوا المسئولية كبديل عنا".
ويشير أسامة عبد الحميد – شبرا الخيمة – إلى اختفاء الزينة التى كان يصنعها الشباب بأيديهم واحتل مكانها الزينة الجاهزة، لكنه يقول "بصراحة مفيش غير الزينة اليدوية اللى تحس فيها برمضان، لكن الزينة الجاهزة تحس إنها مجرد سد خانة".
فيما اعتبر الحاج مسعود – بقال – الزينة "لا غنى عنها" قائلا "تشعر بالارتياح عند عودتك من صلاة التراويح، فتجد الشوارع مضاءة والناس كلها مجتمعين معا".
فى المقابل، سكان الأحياء الراقية لا يقومون بتعليق الزينة، فيقول إسلام جمال – الهرم – "معظم سكان العمارات فى حالها وعندما تعلق المنازل الزينة يكون بالاتفاق فيما بينها، فالشوارع الواسعة أو انتشار الأشجار يعيق تعليق الزينة".
واتفقت معه هناء كمال قائلة "كنت أقطن فى حلوان وكانت الزينة تتواجد فى الشارع بمجرد قدوم رمضان، لكنى تزوجت فى المهندسين، والتى لا تهتم شوارعها بتعليق الزينة، وأكتفى بوضع الفانوس فى البلكونة، لكن بصراحة لا تصل الروح للموجودة بالأحياء الشعبية".
واشتكت نورهان سامى (13 سنة) من عدم موافقة الجيران على مساعدتها مع أصحابها لتعليق الزينة فى الشارع، وتقول "فى الأول بابا رفض إننا نجمع فلوس للزينة، وقال علقيها فى الحوش بس أنا نفسى نعلقها فى الشارع".
بينما أوضح سيد عادل أن العمارات الشاهقة والأبراج تمنع الناس من التواصل حتى فى رمضان، مؤكدا أن الاحتفال به يكون هادئاً، قائلا "لا أحد ينكر أن رمضان فى الأحياء الشعبية له جو تانى".
الأحياء الفقيرة تتفوق على الراقية فى زينة رمضان
الأربعاء، 11 أغسطس 2010 01:14 م
زينة رمضان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة