علقت صحيفة الجارديان البريطانية على الوثائق السرية التى حصل عليها موقع ويكيلكيس، والتى من شأنها أن تقدم صورة مدمرة لحرب فاشلة فى أفغانستان، وكشفت عن أن قوات التحالف قد قامت بقتل مئات المدنيين فى حوادث لم يكشف عنها وتزايد هجمات طالبان، بالإضافة إلى مخاوف قادة الناتو من تمويل باكستان وإيران لحركة التمرد بكابول، طالب مؤسس الموقع بضرورة فتح التحقيقات فى حقيقة تلك الوثائق.
وأكد جوليان أسانج فى مؤتمر صحفى عقد بلندن على أن الآلاف الأوراق العسكرية التى تم تسريبها تحتوى على أدلة قد تصل إلى جرائم الحرب مما يتوجب التحقيق فيها على وجه السرعة.
وكان موقع ويكيليكس قد حصل على تلك الوثائق التى تعد واحد من أكبر المعلومات المسربة فى تاريخ العسكرية الأمريكية إذ يصل عدد الوثائق إلى 90 ألف من سجلات الحوادث وتقارير إستخباراتية حول الصراع فى أفغانستان.
ويأتى نشر هذه الوثائق وسط قلق متزايد من فشل إستراتيجية باراك أوباما التى تقوم على زيادة عدد القوات، إذ تكشف الوثائق كيف أن الوحدة السوداء السرية التابعة للقوات الخاصة قد طارت قادة طالبان لقتلهم أو اعتقالهم دون محاكمة. وكيف أن الولايات المتحدة تسترت على أدلة بشأن حصول طالبان على صواريخ أرض جو.
كما توضح الوثائق وكيف أن قوات التحالف استخدمت بشكل متزايد طائرات ريبر المقاتلة لتعقب وقتل أهداف طالبانية بالتحكم عن بعد من قاهدة نيفادا وكيف استطاعت حركة طالبان زيادة أعداد القتلى بتصعيد حملتها بزرع القنابل على الطرق والتى أودت بحياة أكثر من 2000 من المدنيين حتى الآن.
وتشكك الجارديان فى صحة هذه الوثائق مشيرة إلى أنها قد يكون تم تلفيقها من قبل جهاز الإستخبارات الأفغانى.
ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الكشف عن الوثائق العسكرية السرية المتعلقة بحرب أفغانستان والتى يعود عمرها إلى ستة أعوام، وضعت الرئيس الأمريكى، باراك أوباما فى مأزق وزادت من حدة الضغط عليه للدفاع عن إستراتيجيته العسكرية فى الوقت الذى يستعد فيه الكونجرس لدراسة تخفيض تمويل الحرب على أفغانستان.
وقالت الصحيفة، إن توقيت هذا الكشف والذى يوجه أصابع الاتهام لإدارة الرئيس أوباما بسوء التحكم فى مجريات الحرب، أثار الكثير من التساؤلات المؤجلة حول الوجود الأمريكى فى أفغانستان، خاصة مع تصاعد أعداد القتلى والمصابين، ودفع مسئولو الإدارة إلى التشكك فى السياسة الأمريكية المتبعة فى الحرب ككل.
واستعجل زعماء مجلس النواب فى الكونجرس إجراء تصويت على قانون تمويل الحرب، على أن يكون اليوم، الثلاثاء، وذلك خوفاً من أن يزكى الكشف عن الوثائق معارضة الديمقراطيين.
وأدرك مسئولو الإدارة، أن هذه الوثائق ستزيد من صعوبة الموقف على أوباما فى الوقت الذى يسعى فيه للحصول على دعم الكونجرس والرأى العام الأمريكى حتى يتمكن من وضع خطة تحدد إطار الحرب بنهاية العام.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسئول فى الإدارة الأمريكية، قوله "نحن لا نعرف كيف نستجيب لهذا، فهذا يعكر كما هو واضح مزاج الكونجرس والرأى العام".
مؤسس ويكيليكس..
وثائق أفغانستان تشمل أدلة على جرائم حرب
الثلاثاء، 27 يوليو 2010 05:15 م
صحيفة الجارديان البريطانية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة