أهل الأدب والثقافة.. مرعوبون من الأرانب البيضاء والعفاريت ويحذرون من خوف الفواعلية وأصحاب العقود المؤقتة وعمال «التيبس»

الجمعة، 16 يوليو 2010 01:06 ص
أهل الأدب والثقافة.. مرعوبون من الأرانب البيضاء والعفاريت ويحذرون من خوف الفواعلية وأصحاب العقود المؤقتة وعمال «التيبس» بلال فضل
وجدى الكومى و هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ بلال فضل بيخاف من الكلاب وأصلان بيخاف لأن كل المصريين بيخافوا وعبدالمجيد بيخاف من الطائرات

عند أهل الأدب والثقافة بالتأكيد ستجد للخوف مفاهيم أخرى قد تكون أعمق ولكنها لن تختلف كثيراً عما يخافه رجل الشارع العادى، فهذا الساخر الذى قادته الصدفة للسكن فى أحد الشوارع بالجيزة الذى حوى على حد قوله 18 ألف كلب، استوطنوا الشارع الذى كان يسكنه فقط 2000 نسمة، كان خوفه من الكلاب حقيقة لازمته منذ الصغر، حيث تسبب كلب جاره الأسود الشرس فى الخوف من الكلاب، وكان كلب الجار يقضى الليل نائما على البسطة فى الوقت الذى يقوم فيه فضل بإنجاز المشاوير المنزلية للبقال أو غيره.

هكذا تحدث المبدع الساخر بلال فضل عن الخوف ويكمل قائلاً: بدأ الخوف من الكلاب من هذه اللحظة، ورغم أن كلب الجار مات فى ظروف غامضة، ولم يفتح صاحبه تحقيقا فى ظروف موته، لكنى ظللت أخشى الكلاب حتى كبرت، وعملت صحفياً، وانتقلت للعيش فى القاهرة..ويضيف فضل: كان خوفى من الكلاب يجعلنى أحجم عن دخول الشارع الذى أسكنه، وأقضى الليل فى إحدى الحدائق على كوبرى عباس بجوار مستشفى الرمد.

ويفسر بلال فضل تصاعد العنف والعدوانية عند الناس، كرد فعل لزيادة الخوف عندهم، ويرجع فضل هذا الخوف بعدما أصبح هو المشروع القومى الحالى. ويشير فضل إلى أن الخوف فى مصر «ما بيفرقش» بين غنى أو فقير، الأغنياء يخافون ويهربون أموالهم إلى الخارج، ويودعونها فى بنوك سويسرا، والفقراء يخافون ويلجأون إلى الانتحار مع أعلى الكبارى.

«كل المصريين بيخافوا» بهذه الكلمات القليلة، عبر الروائى إبراهيم أصلان عن الخوف الذى يشعر به غالبية الشعب المصرى فى الفترة الحالية والذى تسببت فيه سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى يعانى منها المجتمع الآن.

ويرى أصلان أن الخوف لدى المصريين هو خوف تاريخى ناتج عن غياب الإرادة الحرة وتحكم الآخرين فى مصيرنا. وعن الخوف يقول الأديب يوسف القعيد إن هناك فئتين فى مصر يشعر دائماً بخوفهم وهم أسواق الرجال الذين يفترشون الأرصفة ومعهم أدوات البناء فى انتظار فرص العمل «الفواعلية»، والمغتربون القادمون من الخارج للعيش فى مصر والمنتشرون فى ساحات الميادين ومترو الأنفاق، والذين عادة ما يشعرون بالخوف لافتقادهم إثبات الشخصية وما يدل على هويتهم، فيخشون الدوريات الليلية، ولم تخل حياة يوسف القعيد من الحيوانات التى كانت لها النصيب الأكبر فى شعوره بالخوف منذ الصغر، ومن بينها الثعبان والذى ارتبط فى ذهنه بشىء مخيف يخطف منه أعز الناس لديه وهذا ما حدث له وهو صغير عندما رأى أحد أقاربه يحتضر أمام عينه بسبب لدغة ثعبان سامة.

بالإضافة للعفاريت التى كثرت حكايتها فى الريف المصرى القديم، فدائما ما كان يستمع لأجداده عن البيوت التى مات أصحابها وتحولوا إلى أرانب بيضاء، فخيل له وهو يسير فى القرية ليلاً أن هناك أرنبة بيضاء تطل عليه من أحد المنازل المهجورة فشعر برعشة واقشعر بدنه.

ليس للخوف معنى واحد عند الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد، الذى بدأ يعرف الخوف على كبر عندما بدأ يستخدم الطائرات فى سفره، ولازمه الخوف منها كثيراً فى هذه البدايات.
يقول عبدالمجيد: لم يكن للخوف معنى فى حياتى، إلا عندما أنجبت، وقتها شعرت بالخوف على مستقبلهم، وعندما كبروا قليلا بدأت أخاف عليهم من الشوارع، وعندما دخلوا الجامعة شعرت بالخوف عليهم، لأنه لا يوجد تعليم فى مصر.

يشير عبدالمجيد إلى أن المصريين هم أكثر الشعوب إحساساً بالخوف، ويؤكد أن المسؤولين فى مصر «جلدهم تخين» لا يشعرون بالخوف من الغلط أو المسؤولية ويرتكبون الأخطاء بالجملة، والوحيدون الذين يشعرون بالخوف فى مصر، هم الذين يعملون بدون عقود، أو الذين يعملون بـ«التيبس» وهم أغلب الناس، إن لم يكونوا كلهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة