أشادت الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين بتطرق الفاتيكان لواحدة من أبرز القضايا التى تهم مسيحيى العالم أجمع، وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن بابا الفاتيكان، البابا بنديكتوس السادس عشر سلم أمس الأحد، وثيقة للمجمع الكنسى استعرض من خلالها مطالب أساقفة الشرق الأوسط الذين دعوا المسيحيين لأن يصبحوا أقلية حيوية ونشطة فى منطقة مزق أوصالها الصراع، وعزوا أسباب تراجع أعدادهم فى المنطقة إلى "عدم الاستقرار" الذى نتج عن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، والحرب فى العراق، والاضطرابات فى لبنان.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هؤلاء الأساقفة تأسفوا على تصاعد "الإسلام السياسى"، وأكدوا أن المسيحيين يعانون فى الدول التى لا يميز مسلموها بين "الدين والسياسة".
وأكد البابا أن "زوال المسيحيين سيشكل خسارة للتعددية التى تتسم بها منذ الأزل دول الشرق الأوسط"، وقبل تسليم الوثيقة، أشار فى قداس فى نيقوسيا إلى "المحن الكبرى" التى عاشها المسيحيون فى المنطقة و"دورهم الذى لا يقدر بثمن". وعبر عن أمله فى "احترام حقوقهم أكثر فأكثر بما فى ذلك حرية المعتقد والحرية الدينية" و"ألا يعانوا بعد اليوم من أى شكل من أشكال التمييز".
وأكد أن المجمع "فرصة لإبراز القيمة الكبيرة للوجود والشهادة المسيحية فى بلاد الكتاب المقدس ليس فقط للمسيحيين فى العالم بل لجيراننا ومواطنينا".
كما أطلق البابا بنديكتوس السادس عشر أمس الأحد، فى قبرص نداء ملحا من أجل السلام فى الشرق الأوسط، داعيا الأسرة الدولية إلى بذل "جهد عاجل ومنسق لتسوية الأوضاع المتوترة" فى المنطقة حتى لا تتحول إلى "مآس كبيرة".
ويأتى ذلك بينما تصاعد التوتر فى المنطقة بعد الهجوم الإسرائيلى على سفن إنسانية كانت متوجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار، مما أسفر عن سقوط تسعة قتلى الاثنين.
ونقلت من ناحية أخرى، صحيفة الديلى تليجراف عن الفاتيكان قوله إن مسيحيى الشرق الأوسط يعانون تجاهل المجتمع الدولى. وأشارت الصحيفة إلى أن البابا دعا إلى بذل الجهود الدولية العاجلة والمتضافرة من أجل حسم التوترات المستمرة فى الشرق الأوسط، وبخاصة فى الأراضى المقدسة، وقبل أن تؤدى هذه الصراعات إلى مزيد من سفك الدماء.
وقدر الفاتيكان عدد مسيحيى الشرق من إيران وحتى مصر بـ17 مليونا، مشيرا إلى فرار الكثيرين فى الآونة الأخيرة من بلدانهم. كما هاجر الكثير من مسيحيى الفلبين والهند وباكستان إلى البلدان العربية للعمل فى الأعمال المنزلية وغيرها.
وأدانت الوثيقة المكونة من 46 صفحة، القيود التى تضعها إسرائيل على الأراضى الفلسطينية التى تحول دون حرية التنقل والاقتصاد والحياة الدينية، وأن هناك ضرورة للحصول على إذن عسكرى لدخول الأماكن المقدسة، وهو الطلب الذى يتم رفضه فى بعض الأحيان.
ولام البابا ظهور بعض الأصوليين المسيحيين الذين يحرفون نصوص الكتاب المقدس لتبرير الاحتلال الإسرائيلى مما يجعل موقف المسيحيين العرب أكثر حساسية.
وقال إن صعود الإسلام السياسى فى المجتمعات العربية وتركيا وإيران وانبثاق تيارات متطرفة منه، هو تهديد واضح لكل من المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
كما شكا عدم وضوح الخط الفاصل بين الدين والسياسية فى الدول الإسلامية والذى غالبا ما يكون سببا فى محاولة اعتبار المسيحيين غير مواطنين، على الرغم من أنهم مواطنو البلاد قبل زمان طويل من ظهور الإسلام.
صحف عالمية تشيد بمناقشة الفاتيكان لـ"محنة" مسيحيى الشرق الأوسط
الإثنين، 07 يونيو 2010 01:21 م
صحف عالمية تشيد بمناقشة الفاتيكان لأزمات مسيحيى الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة