أكرم القصاص - علا الشافعي

بسمه موسى

فلنعط لكوكب الأرض فرصة

الأحد، 06 يونيو 2010 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفل العالم أمس 5 يونيو باليوم العالمى للبيئة، بدأ الاحتفال بهذا اليوم وبرعاية الأمم المتحدة فى عام 1972م، حيث تستضيف كل عام مدينة فى العالم الفعاليات الرسمية لهذا اليوم، وقد أنشىء فى نفس العام برنامج الأمم المتحدة للبيئة ”UNEP” الذى يتابع الحفاظ على التنوع البيولوجى للكائنات الحية وزيادة عدد المحميات الطبيعية فى العالم للحفاظ على ما بها من كائنات تتفرد بها كل محمية بالعالم، ويساهم البرنامج أيضا فى توضيح المخاطر المحيطة بالبيئة ومناخ الأرض على المستوى السياسى والشعبى.

والأمم المتحدة هذا العام اتخذت شعار ”كوكب واحد.. مستقبل واحد” إيمانا منها أن شعوب العالم لابد أن تعمل معا من أجل المصالح المشتركة لكوكب الأرض فى البيئة المحيطة بنا، وتقليل نسبة الاحتباس الحرارى للحفاظ على مناخ مستقر للأرض للحد من التصحر والكوارث الطبيعية الذى بدأ يصيب بلاد كثيرة فى العالم، وأدى إلى مجاعات وفقر ومرض وأوبئة.

وتحت هذا الشعار دعت الأمم المتحدة هذا العام إلى الحفاظ على التنوع البيولوجى للكائنات الحية، والتى يقدر عددها بمليونى كائن وأشارت إلى أن الاستمرار فى تجاهل بيئة الأرض سيعرّض كائنات كثيرة إلى خطر الاندثار وطالبت دول العالم بزيادة عدد المحميات الطبيعية بها للمحافظة على هذه الكائنات، بالإضافة إلى ذلك عقدت مؤتمرات عن التغيرات المناخية منذ أشهر حثت فيها الدول الصناعية للحد من انبعاث الغازات الكربونية لتقليل درجة حرارة الأرض.

وسؤال أطرحه لنفسى وللقراء الأعزاء، ماذا فعل كل منا للحفاظ على البيئة؟ وأين ذهبت المسطحات الخضراء بالقاهرة؟

فقد استمعت لمحاضرة بالجامعة لأحد زملائنا بالتخطيط العمرانى واكتشفت أن حصة الفرد بالقاهرة من المسطحات الخضراء هو أقل من متر ونصف فقط، بينما فى دول مثل النمسا وفنلندا فنصيب الفرد يصل إلى مائة وعشرون مترا.

والحد الأدنى لنصيب الفرد من السطحات الخضراء كما أعلنه برنامج الأمم المتحدة الإنمائى هو اثنى عشر متر مربع وهذا ما دعمته الدولة فى المجتمعات العمرانية الجديدة.

وتعانى مدينة القاهرة من عدة مشكلات، أهمها التكدس العمرانى والنقص الشديد فى المناطق الخضراء والمفتوحة، الزيادة الكبيرة فى الاختناقات المرورية اليومية داخل المدينة حيث يصل عدد السيارات إلى 2,4 مليون سيارة والتى تؤدى إلى تلوث شديد بالهواء، حيث يصل معدل أول أكسيد الكربون الناتج من عوادمها إلى مائة وستون ميكروجرام بالمتر المكعب بزيادة مائة وخمسون ميكروجرام عن النسبة المسموح بها.

ويتسبب مع غيره من العوادم الصلبة إلى زيادة معدلات حساسية الصدر وضيق التنفس سنويا. وكما استمعت بالتلفزيون، فإن وزارة البيئة تسعى لإحلال الغاز الطبيعى فى مركبات النقل العام وهذه خطوة جيدة.

وآمل أن تساهم وزارة البيئة فى خطتها القادمة إلى زيادة المسطحات الخضراء فى الأراضى البور والجيوب الزراعية بالقاهرة واستخدام أشجار كثيفة على كورنيش النيل والجزر النيلية، وزيادة الطرق الغير تقليدية لزيادة المسطحات الخضراء وهذا هو دور الأفراد والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى بزراعة أسطح المنازل والبلكونات، كما يحدث بالدول الأوروبية، وزراعة واجهات العمارات والفنادق بالنباتات المتسلقة، كما يحدث بسنغافورا، أو فى ريف بلادنا، مثل اللبلاب أو حتى البطاطا كما تعلمنا صغارا.

وياتى دور المدرسة، فقد كان قسم الزراعة بمدارس التعليم الأساسى ينمى فينا ثقافة اللون الأخضر بزرع بعض النباتات العطرية ونباتات الظل بالمنزل كى تصبح بلاكوناتنا هى متنزه ومتنفس أخضر اللون من اللبلاب والورد شأن والياسمين فهى زراعات لا تكلف كثيرا ولكنها تنمى فى الأطفال صداقة مع اللون الأخضر سوف تكبر معه فلا يقطعوا أزهار الحدائق ولا يقطعوا الأشجار ويرتفع لديهم الحس الجمالى للمحافظة على البيئة.

عندما أدخلت أطفالى المدرسة سعدت عندما وجدت المٌدرسة تعطى لكل طفل شجرة صغيرة لكى يزرعها ويعطيها اسمه ويكون هو مسئول عنها ويعهدها بالرعاية حتى يتخرج من المدرسة.

الذى أسعدنى هو مساهمة المدرسة فى تشكيل وعى الأطفال وتنمية قدراتهم تجاه البيئة وبناء ثقافة المحافظة على اللون الأخضر.

أرجو من وزير التعليم النشط فى خضم تطوير المناهج التعليمية أن يوجه القائمين على ذلك الوضع فى الاعتبار تنمية ثقافة المحافظة على البيئة.

ثم يأتى دور الإعلام الذى نريد منه أن يضع خطة طويلة الأجل لنشر ثقافة اللون الأخضر والمحافظة على البيئة حتى لا تضيع ثرواتنا الطبيعية من بين أيدينا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة