أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

أردوجان يكشف خيبتنا

الأحد، 06 يونيو 2010 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل شئ فى الموقف التركى الغاضب من إسرائيل يثير الإعجاب، ويعوض فى نفس الوقت خيبتنا فى الأنظمة العربية التى أدمنت الهوان والاستسلام أمام هذا الكيان العنصرى الغاصب.

اختارت تركيا بقيادة أردوغان وسيلة مقاومة ضد إسرائيل، تجمع فيها بين الأضداد، ففى الوقت الذى ترتبط فيه مع إسرائيل بعلاقات تاريخية، لم تتأخر فى اتخاذ إدانات واضحة ضدها فى تعاملها مع الشعب الفلسطينى، واعتبارها دولة احتلال، والمؤكد أن أردوغان والذين معه يتعاملون وفقا لمصالح عليا تخص بلدهم، وتلك هى طبيعة الأشياء فى العلاقات الدولية، لكن أن يتم تمرير تلك المصالح وفقا لذكاء سياسى يجمع بين المتناقضات ويعود بالفائدة فهذا يعنى قمة النجاح.

لم يطرح أردوغان فى يوم ما أنه والذين معه سيحملون سلاحهم ويقاتلون إسرائيل، لكنهم اتبعوا وسيلة مقاومة تنتقل تركيا بواسطتها من خانة الدولة التى ظلت لزمن طويل صديقة قريبة لإسرائيل، إلى خانة الدولة التى تكيل لها الآن أبشع التهم، مما يعنى أن القضية الفلسطينية تكسب حليفا قويا فى المنطقة، وحليفا يتخطى كونه دولة إلى أنه قوى إقليمية لها ألف حساب، وهذا المكسب لو كان فى أوضاع عربية مختلفة عن الأوضاع الحالية لحقق فوائد عظيمة للقضية الفلسطينية، وهذا التحول يستحق أن نرفع له تعظيم سلام، تعظيم سلام لتركيا عموما، والقيادة التى نقلتها إلى النهج الجديد خصوصا.

المثير فى ذلك أن نقرأ لبعض الأقلام العربية، أن ما يفعله أردوغان هو ظاهرة صوتية، وأنه لا يفرط أبدا فى ما يربط تركيا بإسرائيل، وهذا منطق أعور لا يرى الأمور وفقا لقواعدها السليمة، فليس من المنطق أن يستجلب العرب قوى خارجية لتحارب بدلا منها، وتأسيسا على ذلك فإن تركيا ليست مطالبة بالحرب من أجل العرب، وليست مطالبة بحرب إسرائيل من أجل الفلسطينيين، وطبقا لذلك فإن تحولها كما قلنا من قبل من دولة صديقة لإسرائيل إلى دولة ترفض سياستها فى العلن، هو نجاح كبير لم يأت بجهود عربية، وإنما بجهود نخبة تركية تدرس مصالحها جيدا، وتطبق هذه الدراسة على أرض الواقع بالدرجة التى يجنى معها الشعب التركى الفوائد، وليت العرب يقطفون الثمار أيضا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة