بروكينجز: انعدام الثقة بين صفوف المعارضة أضعفها فى مصر

السبت، 05 يونيو 2010 07:33 م
بروكينجز: انعدام الثقة بين صفوف المعارضة أضعفها فى مصر السباق نحو القيادة قلل تأثير المعارضة
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقد معهد بروكينجز الأمريكى للدراسات الإنمائية، الانقسام الذى ينخر فى صفوف المعارضة المصرية المؤلفة من الكثير من الأطياف مثل اليساريين، والليبراليين، والقوميين، والعلمانيين، والاشتراكيين، والإسلاميين، وارجع أسباب ضعف هذا البنيان، الذى كاد يصبح سببا فى إنقاذ المشهد السياسى العالق فى واحدة من أبرز دول الشرق الأوسط، إلى انعدام الثقة بين أطراف المعارضة، وتسابق كل منها للسيطرة على مقاليد القوى.

وأشار المعهد إلى أن الناخبين المصريين ذهبوا للجان الاقتراع الثلاثاء الماضى للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس الشورى، وسط إدعاءات بتبنى الحكومة نهجا عنيفا يعتمد على الترهيب والتزوير، واتسمت العملية الانتخابية بتضييق الخناق السياسى على المعارضة. وتنبثق جزئيا قدرة النظام على القمع والإفلات من العقاب من موقف جماعات المعارضة الذى يرثى له، حيث تعجز دوما على الاتفاق فيما بينها، مما يثير ارتباك المراقبين.

ومع التحولات الجذرية التى شهدتها الساحة السياسية خلال الأشهر القليلة الماضية، باتت تدعو طبيعة المعارضة الممزقة إلى الدهشة، خاصة وأن الشعب المصرى بدأ أخيرا يفيق من غفوته ويتخيل مصر بدون مبارك، وتراجعت فكرة التوريث بعد أن سيطرت على الرأى العام بشكل كبير لفترة طويلة، وبات ترشيح جمال مبارك فى الانتخابات الرئاسية المقبلة أمرا غير مؤكدا، فحتى داخل الحزب الوطنى، ذاعت تقارير تؤكد وجود مناورات ضده.

"لم يعد يوجد ما يسمى بالنظام.. ولا يعرف أحدا ما الذى ستمثله الخطوة المقبلة، لذا فالجميع يرغب فى ترك الأبواب مفتوحة" هكذا قال الكاتب الإسلامى، إبراهيم الحوديبى مشيرا إلى أن هذا الوقت "هو الفرصة الحقيقة لإحداث التغيير"، والنظام المؤسس على البيروقراطية التقليدية، وأمن الدولة، ورجال الأعمال المقربين من جمال مبارك، أصبح كبيرا للغاية ليؤدى وظيفته كلاعب وحدوى، فالذى يحافظ على هذا الأمر، هو حسنى مبارك.

ولفت المعهد إلى أن ظهور محمد البرادعى المفاجئ على المشهد السياسى كمرشح محتمل للرئاسة أشعل مشاعر الأمل مجددا فى قلوب المصريين المتعطشين للتغيير الديموقراطى، فالبرادعى وفر للمصريين صفحة بيضاء قادرة على استيعاب آمالهم وأحلامهم، فكان بمثابة شخص الرئيس الأمريكى، باراك أوباما الذى انتظره العالم كثيرا، فهو مفكر لامع يتحدث عن إيمان بمعتقداته، ولكنه فى الوقت نفسه ليس إيديولوجيا بما يكفى لتوحيد صفوف المعارضة الممزقة.

وسرعان ما خبا الأمل والتفاؤل الذى صاحب ظهور البرادعى، بعدما فشلت المعارضة فى تكوين أى علاقات متينة توحد صفوفها، ومع ذلك، بدت علامات التعاون فيما بينهما كثيرة وقوية، فهناك الكثير من التحالفات والائتلافات التى تتفق من حيث المبدأ على إحلال التغيير.

وظهر هذا جليا فى تظاهرة 3 مايو، حيث اجتمعت صفوف المعارضة للدعوة لتغيير الدستور وإحلال الديمقراطية فى ميدان التحرير، ولكنهم فى حقيقة الأمر لم يعرفوا لماذا كانوا يتظاهرون، ووصل الأمر إلى أن نواب الأخوان المسلمين الذين نظموا التظاهرة تراجعوا وقرروا إلغائها، خشية أن يتحملوا مسئولية الصراعات التى تلتها.

وأكد معهد بروكينجز أنه لا توجد جماعة بين جماعات المعارضة تثق فى الأخرى، ويرجع ذلك جزئيا إلى اختلاف إيديولوجية كل منها، فالليبراليون والإسلاميون يتبنون وجهات نظر مختلفة حيال ما الذى يرغبون تحقيقه فى مصر.

جماعة الإخوان المسلمين جماعة هائلة ينضم إليها كثير من المصريين، بينما يمثل الليبراليين النخبة، ولا يتمتعون بتأييد كبير، ورغم أن المرء ربما يتوقع أن يكون للإخوان اليد العليا فى المعارضة، ولكن هذا لا يراه الليبراليون الذين يعتقدون أنهم "محافظون جدا على فكرة أن الليبراليين يجب أن يعتلوا منصب القيادة لأنهم لا يريدون العمل بموجب أجندة الأخوان". ويقول أيمن نور، زعيم حزب الغد، "يجب أن نعمل معا، ولكن لا يمكننا تحمل كلفة أن يقوموا هما ببلعنا".

ورأى المعهد أن عدم توحد صفوف المعارضة يعيق تحقيق الديمقراطية فى مصر والعالم العربى، ووجود تحالفات قوية مختلفة الإيديولوجيات أمر ضرورى لنجاح أى انتقال ديمقراطى فى أى مكان فى العالم، وأوضح أن مصر تحتاج لما هو أكثر من البرادعى، الذى ينظر إليه المصريون باعتبار أنه "ناعم" و"حالم" و"بعيد عن الواقع"، لرأب الصدع الذى تعانى منه المعارضة.

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة