انتهت انتخابات مجلس الشورى، وشاهدنا نسبة مشاركة الشعب فى الانتخابات، والسؤال هل هذه النسبة لشعب تعداده أكثر من 80 مليوناً؟ فإذا قمنا بحساب المواطنين الذين لديهم أصوات انتخابية، لكان الرقم كبيراً، ولكن إذا نظرنا إلى نسبة مشاركة الشعب فى التصويت فى الانتخابات نجدها هزيلة جدا مقارنة بعدد الذين يمتلكون صوتا انتخابيا.
ونرد أولاً على من يقول إن انتخابات الشورى هى الأقل حظاً فى المشاركة تعلوها انتخابات مجلس الشعب وتليها انتخابات الرئاسة، وهذا الكلام مردود، فحتى انتخابات الرئاسة السابقة كانت المشاركة فيها مخجلة، فهناك أكثر من نصف الشعب لا يصوت فى الانتخابات -لا برلمانية ولا رئاسية- والكلام عن تغريم من يتخلف عن التصويت غير مجد، فهناك الكثير ممن يصوت فى الانتخابات يبطل صوته الانتخابى خوفا فقط من الغرامة، فنحن نريد أن نغير ثقافة الشعب تجاه الانتخابات، وهذا لن يتأتى إلا بأن يشعر المواطن بنزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية تحديدا، وأن لصوته قيمة فى تحديد مستقبل بلده، وهذا غير واقع فى ظل المادة 76.
الأمر يزداد خطورة فى الانتخابات الرئاسية، فعندما تقل نسبة مشاركة الشعب فى الانتخابات إلى ما نجده عندنا تكون النتيجة صحيحة وغير حقيقية فى آن واحد، فنحن لا ندرى عن الذين تخلفوا لو قاموا وصوتوا ربما تغيرت النتيجة. وفى تلك الحالة لن نستطيع أن نتكلم عن عضو مجلس الشورى أو الشعب أو الحاكم الذى أتى بإرادة الشعب. وعندما أسمع من يدعو إلى مشاركة المصريين المقيمين فى الخارج فى الانتخابات-الرئاسية تحديدا- أتعجب كثيرا وأقول فى نفسى: لما يصوت اللى فى الداخل الأول!. وعلى كل حال لماذا لا يصوت معظم الشعب فى الانتخابات؟
قمت ببحث ميدانى صغير-على قدى- وسألت أناساً عدة لا يصوتون -لا فى انتخابات رئاسية ولا برلمانية- عن سبب عدم مشاركتهم فى التصويت وكانت آراؤهم متنوعة كالآتى: منهم من هو فاقد الثقة فى نزاهة الانتخابات-وخاصة بعد تعديل المادة76- ومن ثم فليس لصوته قيمة لكى يدلى به. وقال: انتخابات من غير إشراف قضائى يبقى إيه؟!. وأصحاب هذا الرأى كثر لعلى واحد منهم.
وهناك نوع آخر يرى أن البرلمان نفسه لا يعمل لصالح الشعب فضلا عن أعضائه. وهناك نوع آخر أراه الأسوأ وهو الكسول. نعم فهناك أناس لا يريدون أن يتعبوا ويذهبوا للتصويت فى الانتخابات والوقوف فى الطابور، فلا هو قاطع نتيجة مبدأ، ولا هو صوت نتيجة وجهة نظر. وهناك آخرون يرون أن المرشحين بعدما ينجحون ينسون الشعب، فبالتالى لا نعطيهم أصواتنا، وقال لى أحدهم: تخيل كل المرشحين دول -للدايرة اللى أنا واحد منها - معرفش ولا واحد فيهم عشان أديه صوتى هما كانوا فين؟ وامتى نزلوا من السما؟ وليه قربوا مننا دلوقتى بالذات؟! قلت له: عشان الانتخابات البرلمانية دلوقتى وقتها!!
محمد أحمد صديق يكتب: لماذا الإحجام على المشاركة فى الانتخابات؟
الثلاثاء، 15 يونيو 2010 09:27 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة