انتقدت صحيفة نيويورك تايمز ظاهرة اللوحات الإعلانية الضخمة المنتشرة فوق المبان المرتفعة بالقاهرة والأعمدة الإعلانية المضاءة المزروعة على أرصفة الشوارع التى تتزايد يوماً بعد يوم، بشكل جعل القاهرة التى يصعب التنقل فيها أساسأً أكثر صعوبة.
ونقلت الصحيفة عن طارق والى، مهندس معمارى ومتخصص فى التراث، يعمل مع الحكومة لكتابة مبادئ فرض قيود على الإعلانات فى الشوارع، أن أى أحدا بإمكانه أن يضع أى شىء فى أى مكان.
واعتبر مايكل سلكمان، مراسل نيويورك تايمز فى القاهرة، أن كثرة اللوحات الإعلانية يمثل أكثر من مجرد إزعاج، فقد غيرت هذه اللوحات مشهد المدينة التى كان يوماً ما تعرف بمآذن المساجد والمعمار التاريخى، وأصبح هناك معالم جديدة، وقد سلط هذا المشهد الضوء على بعض المشاكل الأساسية التى تواجه هذه الدولة، بما فى ذلك الفجوة المتزايدة بين الطبقة الغنية والفقيرة، حيث يمكن للأغنياء أن يفعلوا ما يحلون لهم بأموالهم ويشترون كل شيئاً بغض النظر عن تأثير ذلك على الفقراء.
ووصف سلمان وباء اللوحات الإعلانية الذى نما بشكل حاد خلال العامين الماضيين بأنه واحد على الأقل من العواقب غير المقصودة لنمو الاقتصاد الكلى الذى شهدته مصر فى السنوات الأخيرة، وقد بدأت المشلكة تزداد حدتها مع المال والطموح خلال الشوارع التى عادة ما ترى فيها القواعد كعواقب يجب التحايل عليها، وأن الحقوق يحصل عليها من يمتلك نفوذاً ومالاً وصلات.
وعلق الكاتب بلال فضل على هذه الظاهرة قائلاً: "إن انتشار هذا السلوك الفوضوى يرجع إلى أن كل شىء أصبح معروضاً للبيع، فلماذ إذا لا نضع لوحات إعلانية فى كل مكان".
وربما يبدو هذا الموضوع تافهاً فى مدينة يواجه العدد الأكبر من السكان فيها صعوبات خطيرة مثل الفقر والمشكلات الصحيفة، لكن غالباً ما تكون مثل هذه الأمور إعراضاً لاختلال النظام مثلها مثل الضوضاء المزعجة وأكوام القمامة وتجارة الأعضاء، وكلها تجعل الحياة صعبة على الجميع، فالناس فى شتى أنحاء القاهرة يقولون إن حمى اللوحات الإعلانية قد عزز الشعور بالاغتراب، ويقولون أيضا إنهم يرون أنه يوجد أموال ويعلمون أنهم لا يمتلكونها، وهى نتيجة أخرى غير مقصودة للنمو الاقتصادى الذى فشل حتى الآن فى المساعدة على انتشال الفقراء من فقرهم.
نيويورك تايمز..
"الإعلانات" فى مصر انعكاس للفجوة بين الفقراء والأغنياء
الإثنين، 31 مايو 2010 02:48 م
صحيفة نيويورك تايمز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة