السفير البريطانى: حظر ألف ليلة وليلة اقتلاع لجذور الطبيعة البشرية

الأربعاء، 26 مايو 2010 01:33 م
السفير البريطانى: حظر ألف ليلة وليلة اقتلاع لجذور الطبيعة البشرية
كتبت ميريت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناول دومينيك أسكويث، السفير البريطانى لدى مصر، فى مدونته، الجدل الذى أثير مؤخرا حول الدعوة التى أطلقها عدد من المتشددين لمنع كتاب ألف ليلة وليلة فى مصر، احتجاجا على ما تضمنه الكتاب من مصطلحات وقصص "جنسية"، وقال أسكويث إنه أصبح هناك إساءة فى استخدام كلمة "راديكالى" (جذرى، أصولى)، حيث أصبحت مقترنة بكل ما هو متطرف، فى حين أنه فى القرن الثامن عشر البريطانى "كان الراديكاليون هم أولئك الذين شنوا الحملات لإجراء تغييرات فى التمثيل السياسى، خاصة فيما يتعلق بالفقراء"، مضيفا أنه حتى المعنى الحرفى للكلمة يعنى الرجوع للأصول والجذور.

وتساءل أسكويث عما إذا كان من يشنون الحملات لحظر نشر ألف ليلة وليلة يعتبرون أنفسهم راديكاليين، وأنهم يحاولون العودة بالمجتمع إلى أصل ما يسبق القرن العاشر، قبل قيام الجهشيارى بجمع أول نسخة مكتوبة، وقيامه بـ"خلق ظاهرة أدبية"، مستشهدا بتعبير روائى بيرو البارز فارجاس لوسا، الذى قال فيه عن ألف ليلة وليلة إنه "تنافس الكتاب المقدس وكتابات شكسبير من حيث تكرار النشر والاقتباس والترجمة والتزيين على مدى التاريخ".

مضيفا أن فن الحكايات "هو فى صميم كل ما يساعد على التمدن والتثقيف فى الأدب القصصي"، وأن "حظر نشر ألف ليلة وليلة يبدو اقتلاعا لجذر من الطبيعة البشرية– وهذا عكس الراديكالية".

وأوضح أسكويث أن هناك إساءة لاستخدام كلمة راديكالية أيضا من خلال اقترانها بـ"من يسعون لتحقيق أهدافهم من خلال العنف"، حيث أصبح هناك تعبير يستخدم لوصف العملية التى يخضع لها من يقومون بعمليات إرهابية ألا وهو "التحول إلى الراديكالية".

وشدد أسكويث على أن كون المرء راديكاليا لا يعنى رفض القيم الغربية أو الديمقراطيات المتحررة أو تقبل "الآخر" أو محاولة التعامل مع من لديهم معتقدات مختلفة، مستشهدا بالراديكاليين الإنجليز فى القرن الثامن عشر، الذين كانوا يسعون لتوسيع احترام هذه القيم.

كما قال إنه التقى عددا كبيرا من الراديكاليين فى مصر خلال هذا الشهر الماضى من المسلمين والمسيحيين، وكان انطباعه عنهم أنهم "مسالمون للغاية"، ووصف "راديكاليتهم" كما يلى: "إنهم متحمسون لتحسين الحياة اليومية لمن حولهم من أى دين كانوا– الأشياء المهمة حقا مثل الصحة والتعليم والعمل.

إنهم يجمعون الأموال ويكرسون الجهود الكبيرة كل يوم لتحقيق ذلك: راديكالية غير عنيفة تتوجه نحو جذور المشكلة".

ومن جهة أخرى أشار أسكويث إلى أن هناك تحليلا يجريه فريق من المسلمين من خلفيات مختلفة تحت إشراف البرفيسو- الذى وصفه بـ"المثير للإعجاب"- ياسر سليمان بجامعة كامبريدج عن كيفية استجابة المسلمين لتحديات الحداثة، ويحث التقرير المسلمين على تحديد القيم المشتركة بين الإسلام ووجهات النظر العالمية الأخرى، مشيرا إلى تركيز القرآن على صفات معينة مثل حسن الجوار، والصدقة، وكرم الضيافة، وعدم الاعتداء.

وأضاف أن هناك تقريرا صدر مؤخرا عن مركز أبحاث ديموس بلندن، يقول إن الراديكاليين (مقارنة بالإرهابيين) من المرجح أنهم يعترفون بجهلهم ويؤكدوا على أهمية السياق والتفكير والتعلم، واختتم أسكويث مدونته بأن "لا يعنى رفع شعار "الراديكالية" أن تدير ظهرك للعقلانية– أو فى الحقيقة القيم الإنسانية، من خلال قتل الأبرياء".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة