ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت فى الآونة الأخيرة موجة عاتية من الهجمات الداخلية التى يشنها ضدها الكثير من الإرهابيين، الذين يحملون الجنسية الأمريكية، ففيصل شاه زاد، الشاب الذى حاول تفجير ساحة "تايمز سكوير" بنيويورك يحمل الجنسية الأمريكية ويعيش فى أحد الضواحى مع زوجته وطفليه، ويقودان حياة طبيعية تماما من وجه نظر أمريكية، ولكن على ما يبدو بات "الخطر الذى يهدد البلاد عدوا يحمل جواز السفر الأمريكى".
ورأت واشنطن بوست أن فكرة "استيعاب" الولايات المتحدة للكثير من الأعراق والأديان والطوائف كان القصة التى سردتها الولايات المتحدة على مدار أجيال، وانضم لهذا التيار الأيرلنديون والإيطاليون، والكاثوليكيون، والسود واليابانيون واليهود، ولكنهم حافظوا على عاداتهم وثقافتهم وتقاليدهم الفريدة رغم وجودهم فى الولايات المتحدة، ولكن اليوم مع انتشار العولمة التى جعلت العالم أشبه بالقرية الصغيرة، باتت تتنافس بشراسة مع فكرة الاستيعاب، لذا بات من الممكن للمسلمين الأمريكيين المتعصبين أن يشعروا بالتعاطف والقرب مع أى هجوم على أى قرية أفغانية أو مدرسة باكستانية.
ونقلت الصحيفة عن الكاتبة جينيف عبده مؤلفة كتاب "مكة والشارع الرئيس: حياة المسلم فى أمريكا بعد 11 سبتمبر"، قولها "هناك حملة منسقة لإقناع الأمريكيين أن التشدد داخل الإسلام لا يحدث إلا مع هؤلاء الأشخاص المعدمين، واليائسين الذين يلجأون إلى الدين بعد أن ترفض الحياة منحهم أى بديل آخر، وبالفعل شاهدنا قضية تلو قضية تثبت أن هذا غير حقيقى".
ورأت الصحيفة أن نموذج شاه زاد تكرر كثيرا فى الآونة الأخيرة، فهو من أصل باكستانى، وابن عائلة متيسرة الأحوال، وخريج جامعى، ومتزوج ويقود حياة هانئة. وقالت عبده إن "العولمة غيرت طبيعة فكرة الاستيعاب، فالأقليات الأخرى لم تدرك أن الولايات المتحدة فى حرب معهم، المسلمون هنا يتعاطفون مع المسلمين حول العالم".
واشنطن بوست العولمة أحد أسباب انقلاب الأمريكيين على دولتهم
الثلاثاء، 11 مايو 2010 06:17 م
صحيفة واشنطن بوست
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة