أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

إذا كان حرام أدينا بنحرقه

الأحد، 04 أبريل 2010 12:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لست من متعاطى الحشيش والحمد لله ولا من الباكين على اختفائه، ولكنى أضع يدى على قلبى كلما قرأت فى صفحات الحوادث عن تجفيف منابع تهريب الحشيش وتجارته وصولا إلى عدم توافره فى السوق بين المتعاطين و"المزاجتلية "

لماذا أضع يدى على قلبى ؟ لأن اختفاء الحشيش ليس مرهوناً فقط بجهود الداخلية الكبيرة فى محاربة المخدرات، وهى جهود مشهود لها، لكنه مرهون أيضاً بحرب عنيفة مدروسة على مجتمعنا وخصوصاً شبابنا ومراهقينا، فكلما اختفى الحشيش كنا على موعد مع موجة من مخدرات جديدة أكثر خطورة وتدميراً من الحشيش، ولعلكم تذكرون أزمة اختفاء الحشيش فى الثمانينيات من القرن الماضى التى فرحنا بها قليلاً قبل أن نفيق على اجتياح الهيروين بكل أشكاله النقية والمضروبة، وتدميره لأعداد كبيرة من شبابنا الواعد ،ضاع مستقبلهم وخربت بيوتهم وتشردت أسرهم وارتكبوا أبشع الجرائم من أجل الحصول على تذكرة المخدر اللعين "السم الأبيض"

وعندما نجحت أجهزة الأمن فى محاصرة موجة الهيروين الكاسحة، بفضل جهود التوعية بالمساجد والكنائس وفى وسائل الإعلام عبر استعراض التجارب المريرة للمدمنين السابقين، أفقنا على مخدر "البانجو" الشعبى الرخيص والمدمر أيضاً، ومعه "البراشيم" المدرجة فى جدول المخدرات بالصيدليات والتى أصبحت محور تجارة منفصلة بعيداً عن روشتات الأطباء.

ثم عاد التوازن مرة أخرى إلى بورصة المخدرات والمتعاطيين فى مصر، بعودة الحشيش الذى احتل مساحته المعتبرة من خريطة المزاج، مزيحاً الأنواع الدخيلة من طريقه.

هذه الأيام تدور الدائرة من جديد، أنباء عن أزمة حادة فى توافر الحشيش مع عودة الكوكايين والهيروين معاً، الكوكايين أرخص نسبياً وفى متناول عدد أكبر من الفئات المتوسطة وفرق المتوسطة والهيروين، مخدر الطبقة الراقية، حيث يتجاوز سعر الجرام الواحد الألف جنيه، وما خفى كان أعظم وأخطر.

أضع يدى على قلبى مجدداً من أن يشهد المجتمع موجة مخدرات جديدة مدمرة فى ظل حالة انعدام اليقين واليأس وسيطرة الهم الشخصى على حساب كل ما هو وطنى وعام، ففى هذه الحالة يصبح المخدر هو الحل لشريحة كبيرة من الأجيال الجديدة، المتحمسة والباحثة عن تحقيق الذات بأى صورة من الصور.

وإذا أنسد أفق الحلم ومجال التعبير عن الذات فى فورة الشباب ،فاشهدوا توظيفاً سلبياً مدمراً لطاقة هائلة تملكها أجيال لا تملك إلا الحلم ولا تصدق إلا حماسها وعاطفتها الجياشة .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة