◄◄الجماعة تمسك العصا من المنتصف.. تشارك فى جمعية البرادعى ويعلن مرشدها استعداده للحوار مع الحزب الوطنى
◄◄العريان: الموسم الانتخابى فرصة للجماعة لإعادة الانتشار فى الشارع
ما من مناسبة سياسية إلا وتبدأ الإشارات والرسائل المبطنة لجماعة الإخوان، وكما هى عادة التنظيم مغازلة الجميع، وتعليق الجميع فى حبائلهم بمن فيهم النظام الحاكم، وهو ما يحدث حاليا فى تعامل الجماعة مع الانتخابات الرئاسية المقلبة، وجاء تأكيد الإخوان بأنه لن يكون لهم مرشح ولن يكونوا منافسين كإشارة واضحة لمن يستعد للترشح بأنهم على استعداد للتحالف أو الوقوف خلف المرشح الذى يحقق لهم مصالحهم.
فالإخوان كغيرهم من الذين يُـمارسون السياسة بكل ما فيها من مُـناورات وتكتيكات وتربيطات، ظاهرة وباطنة وضغوط، ولعبة الشد والجذب والتلويح ليست جديدة عليهم خاصة فى انتخابات الرئاسة، وكانت ظاهرة فى تعامل الجماعة مع أيمن نور المرشح الذى حصل على المركز الثانى فى انتخابات 2005، ولوحوا عبر الإعلام ونوابهم فى البرلمان وقتها أن فرصتهم فى التحالف مع نور أو غيره متوافرة، إذا ما استمر النظام فى مطاردتهم والتضييق عليهم.
ظهر ذلك من خلال إعلان استعدادهم لاستقبال جميع المرشحين ودراسة برامجهم والحكم عليها، وبعد زيارة أيمن نور لمكتب الإرشاد والصلاة خلف عاكف، وبين د.محمد حبيب نائب المرشد، ود.عبدالمنعم أبو الفتوح عضو المكتب، خرجت قياداتها بإعلان بيان ظاهره فيه الحيادية لكن مضمونه عدم التصويت لمرشح الحزب الحاكم، حيث قال البيان وقتها «الشعب يجب أن يتحمل مسؤوليته كاملةً، وأن يمارس حقه الدستورى والمشروع فى إبداء رأيه، والإعلان عنه بكل السبل والوسائل القانونية والسلمية، وأن يدقق فى الاختيار، وأن يعلم أن الشهادة مسؤوليةٌ أمام الله، فلنقدرها جميعًا ونؤدها بحقها ولا نعطها إلا لمن يستحقها، وعلى الإخوان جميعًا أن يعلموا أننا لا يمكن أن نؤيد ظالمًا، أو نتعاون مع فاسد أو مستبد».
وكان الرد سريعا من الصحف الحكومية ومؤسسات الدولة بما يوحى بتوجهات جديدة فى طريق تعاطى الدولة مع الإخوان التى تطلق عليها هذه الصحف والنظام لقب «المحظورة»، حيث أفردت صحيفة «الجمهورية» القومية حواراً غير مسبوق مع النائب الأول للمرشد العام دكتور محمد حبيب مع إشارة له فى صدر الصفحة الأولى، تلاها فى ذلك حوار مع المرشد العام للجماعة فى الأهرام، ثم بعدها بأشهر حوار مع أخبار اليوم، وغاب وقتها ولمدة ستة أشهر على الأقل لفظ «محظورة» من صفحات الصحف القومية، بل توقف الهجوم الرسمى على الجماعة.
وقد يكون السيناريو قريبا أو قابلا للتكرار، فها هو المرشد العام للجماعة يعلن رسميا فى حوار له مع برنامج العاشرة بقناة «دريم» قبل أيام عن موقفهم من جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الحاكم قائلا «فليترشح جمال مبارك ببرنامج جديد يختاره الشعب على أساسه، بحرية ونزاهة، ويستطيع بعدها محاسبته على عدم تنفيذه هذا البرنامج»، أما موقفهم من باقى المرشحين المحتملين فقال «إنهم سيختارون من بين البدائل بناء على برامجهم التى سيعلنونها للشعب، وليس لهم تحفظات على أى شخص»؛ بما يؤكد تركهم الباب مواربا فلم يغلقوه بالكلية أمام جمال أو أى مرشح أيضا، طمعا فى المكاسب القادمة والمناورة للحظة الأخيرة، خاصة فى عام حاسم من الناحية السياسية والبرلمانية.
د.عصام العريان المتحدث الإعلامى للجماعة، يعترف أن أى موسم انتخابى تحرص الجماعة على الاستفادة منه كجانب مشروع، سواء ذلك من خلال عرض برامجهم على الشارع أو كسب مساحة تحرك فى ظرف تكون فيه القبضة الأمنية أقل بعض الشىء، وذلك ضمن حركة مجتمعية أوسع تترجم هذا الزخم. الجماعة لم تترك فرصة للمكسب إلا واقتنصتها، ومنها التحرك مع د.محمد البرادعى والمشاركة فى الجمعية الوطنية التى وجدتها الجماعة الفرصة الأكبر للضغط على الحكومة والنظام فى حال استمرار حالة المواجهة بينهما، وبالفعل حصلوا على أول مكسب وهو تأييده لإنشاء حزب لهم يضاف إلى كل هذه الرغبات محاولة الإخوان كسب وعد من الحزب الوطنى بإشراكهم فى حوار وطنى قد يكون قريبا، مع ضمان عدم فقدان على الأقل أكثر من 50% من مقاعد الشعب الحالية.
الإخوان.. مستعدون للتحالف مع من يسمح بزيادة مقاعدهم داخل البرلمان ويخفف القبضة الأمنية على الجماعة
الجمعة، 23 أبريل 2010 12:54 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة