استقبال حافل لاقاه الموسيقار اللبنانى زياد رحبانى بعد دقائق من وصوله، وذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم له صباح اليوم الثلاثاء للإعلان عن تفاصيل الدورة الثانية لمهرجان الجاز والمقرر انطلاق فعالياته مساء الخميس المقبل ويستمر على مدار خمسة أيام متتالية فى ساقية الصاوى.
حضر المؤتمر عمرو صلاح رئيس المهرجان، والمهندس محمد الصاوى رئيس ساقية الصاوى، مستر بوهمف مدير فندق سميراميس فى مصر، ورجل الأعمال ماجد مكرم وهو أحد الرعاة للمهرجان.
بدأ المؤتمر بكلمة من عمرو صلاح عبر من خلالها عن سعادته بإقامة الدورة الثانية لمهرجان الجاز هذا العام، والتى أكد أنها ستشهد اختلافاً كبيراً عن العام الماضى، حيث وجود 8 دول مشاركة منها النمسا، هولندا، فرنسا، اليابان، لبنان، ألمانيا، أسبانيا، الولايات المتحدة الامريكية، إضافة إلى وجود العديد من الفرق المصرية وقال: هدف المهرجان هو نشر الوعى الموسيقى بين طبقات الشعب المصرى المختلفة وتشجيعه على الارتياد على حضور الحفلات من هذه النوعية، كما أن المهرجان سيشهد هذا العام إقامة ورش تدريبية لتعليم الشباب المصرى فن موسيقى الجاز إضافة إلى استفادته من الخبرات الأجنبية المشاركة.
وأضاف: من أهم الفرق المشاركة فى المهرجان رويال كراون رفيو، طرحانة، ذى مارى بوبنز، ماكتو طوكيو فريدوم سول، توكينج هورنز، كارليس بنافذت، إضافة إلى فرقتى ريف باند، افتكاسات المصرية. كما سيتم تكريم ثلاثة من أكبر الموسيقين على مستوى العالم، وهم اللبنانى زياد رحبانى، عمر خيرت، كارليس بنافذت وهو أشهر عازف باص جيتار أسبانى.
وبحرارة شديدة استقبل الحضور دخول زياد الرحبانى إلى القاعة، حيث أخذت الكاميرات الفوتغرافية والتلفزيونية طريقها فى الوقوف أمامه لالتقاط بعض الصور.
"الحقيقة ما سمعته من عمرو رئيس المهرجان أثناء وجودى داخل الكواليس أقلقنى كثيراً حتى أننى لا أستطيع أن أعرف ماذا سأقدم للجمهور المصرى فى حفل افتتاح المهرجان: هكذا بدأ الرحبانى حديثه، مشيراً إلى إعجابه الشديد بمهرجان الجاز المصرى، والذى أكد أنه لا يختلف عن أى مهرجان عالمى، وأن الاختلاف الوحيد يكمن فى إضافة الطابع الشرقى عليه.
وأضاف الرحبانى: لم يكن لدى معرفة بعمرو صلاح رئيس المهرجان حتى أننى أول مرة تعارفته كان بالأمس عقب وصولى إلى مصر، وكانت المراسلات بينا تتم عبر الإيميل، حيث قام بإرسال أسطوانة لى بها مقطوعات من الدورة الأولى لمهرجان الجاز، وهو ما شجعنى على المشاركة فيه.
وعن تأخر زيارته الأولى إلى مصر طول هذه المدة، حيث إنها المرة الأولى التى يزو فيها مصر، ورغبة شعبها فى منحه إلى الجنسية المصرية وهى الدعوة التى اطلقها الشاعر والكاتب أحمد فؤاد نجم رد قائلاً "الحقيقة كنت أريد وصف زيارتى الأولى إلى مصر، إلا أننى لم أبقَ بها سوى ساعات وبالتالى لا أستطيع الحديث عن هذا الأمر، أما عن منحى الجنسية المصرية فلا أعتقد أنه أمر صادق، لأنه ببساطة كيف يمكن لشخص أن يُمنح جنسية بلد يقوم بزيارته للمرة الأولى، ولكنى فى النهاية أشكر الشعب المصرى على روحه الطيبة، وبخفة دم زياد المعهودة أضاف "طب إستنوا شوية لحد ما تعرفونى" الأمر الذى جعل الحضور فى ضحك متواصل لمدة خمس دقائق.
أما عن عدم مشاركته فى مهرجان الجاز فى دورته الأولى، وإقامة حفلات له فى مصر، أجاب الرحبانى بصراحة شديدة قائلاً "الحقيقة أن هذه الأحداث الفنية لم يسلط الإعلام الضوء عليها، ويجوز أن يكون ذلك بسبب شركة روتانا وسيطرتها الاحتكارية على الفنانين الذين يعملون معها وهو ما يجعل أجهزة الإعلام تركز على نوعية واحدة من الغناء هى التى يتم تصديرها لنا من خلال وسائل الإعلام التى تسيطر عليها أيضا، وهو ما يؤدى لفساد الذوق العام. وأضاف كما أننى لم توجه لى دعوة بإقامة حفلات داخل مصر مع السيدة فيروز منذ عام 1998 حيث كان من المقرر أن أحيى حفلا فى القاهرة لكن المشروع لم يكتمل.
وخلال المؤتمر أعلن الرحبانى عن مفاجأة وهى طرحه لسى دى يشهد التعاون بينه وبين الفنانة فيروز مجدداً حيث قال: سأطرح فى الأسواق خلال الفترة المقبلة سى دى تعاونت من خلاله مع السيدة فيروز والتى قامت أيضاً بإنتاجه، وذلك بعد رفضها لجميع العروض الإنتاجية التى عرضت عليها مؤخرا، حيث ترى أن نوعية الشركات المستشرقة التى باتت تحكم صوت الغناء لا تناسبها.
واستكمل الرحبانى حديثه عن فيروز وقال: لم يكن إقناع فيروز بالتعاون معى أمر سهل، بل إن اللحن الواحد كان من الممكن أن تقوم بدراسته لمدة ستة سنوات حتى تقتنع به لكن مع تكرار محاولاتى فى إقناعها قدمنا معاً مجموعة ناجحة من الأعمال خصوصاً، وأنها تنطلق فى موسيقاها من مقامات راسخة، ودعونى أقل لكم خبرية أغنية لطيفة "أمنلى بيت" والتى أصدرتها فى ألبومها قبل الأخير "ينص الجو" سبق وقمت بعرضها على السيدة فيروز منذ عام 1986 إلا أنها لم توافق عليها وعندما سمعتها فيروز قالت لى: أنا سمعت اللحن حلو وتساءلت لماذا لم نقدمها سوياً، وضحك زياد مضيفاً يمكن لأنك ما سمعتيها من زمان.
وأكد الرحبانى أيضاً أن الفترة الماضية شهدت مزجاً متنوعاً بين الموسيقى التى قدمت خلال فترة السبعينات والألوان الموسيقية الموجودة حالياً، والتى نطلق عليها اسم "ريمكس" وذلك بسبب رغبة شركات الإنتاج التى تطلب تنوعا موسيقيا معينا.
وأشار الرحبانى إلى أن غياب الأغانى السياسية فى الفترة الحالية أمر مرتبط بالوضع السياسى الذى تعيشه البلاد، مؤكداً أن الوضع الحالى فى لبنان لا يمكن اعتباره وضعاً سلمياً لأن من تعود على الحرب على مدار (33 عاما) لا يمكنه أن يقبل السلم إنما يعتبره مجرد هدنة، إضافة إلى أن الأغانى السياسية لم تغب بل ستعاود الظهور على الساحة فور تفجر الأحداث واشتعالها.
تأثر الرحبانى بموسيقى الجاز أمر لم يقصده حيث قال: نحن كشعب لبنانى لم نختر موسيقى الجاز، لكننا قدمنا الحان عتيقة ليس لها علاقة بهذا الفن لكنها بمرور الوقت والتداول، أصبحت تتسم بطابع الجاز إضافة إلى أن العائلة الرحبانية هى أول من قامت بترجمة الأغانى، حيث اتسم بعضها باللون الإيقاعى الخفيف.
ورفض الرحبانى الرد على سؤال غناء طلبة برنامج ستار أكاديمى لأغانيه وقال: لا تعليق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة