فى مفارقة قلما تحدث فى انتخابات نقابة مهنية، شارك أصحاب كارنيهات نقابة المحامين من ربات البيوت والسائقين والتجار فى الانتخابات التى أجريت اليوم فى نقابات شمال القاهرة وجنوبها والجيزة، خوفا من دفع الغرامة وإلغاء ملفاتهم، بينما قاطع عدد كبير من المرشحين فى شمال القاهرة الانتخابات احتجاجا على عدم تنقية الجداول.
معركة تكشف عن الكارثة الحقيقية التى تواجه نقابة المحامين، حيث يبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية لنقابتى شمال وجنوب القاهرة حوالى 68 ألف محام، فيما فشل المرشحون فى النقابتين الذين يزيد عددهم على 200 مرشحا عن جذب 7 ألف وكانت الصورة الغالبة فى معظم اللجان هى المطاردات التى تمت من أنصار المرشحين للموظفين المسئولين عن توزيع البطاقات الانتخابية، كما غاب مندوبى المرشحين عن اللجان مما أدى إلى حدوث تزاحم كبير من المحامين وحملة الكارنيهات الراغبين فى التصويت، إلا أن اللجان ظلت مغلقة لأغلب ساعات اليوم.
فى الوقت الذى نجحت فيه حملة الإعلانات والتحذيرات عبر الصحف ورسائل الموبايل والبيانات التى قامت بها النقابة العامة فى تحفيز المحامين خاصة غير المشتغلين للحضور والمشاركة فى التصويت، إلا أن حملة المقاطعة والانسحاب التى قام بها عدد من المرشحين فى نقابة شمال القاهرة تحديدا أتت بثمارها أيضا ولم يتم تصويت أكثر من 5% من الناخبين، رغم كثافة الحضور من المحامين حملة الكارنيهات، إلا أن المحامين الحقيقيين المشتغلين لم يحضروا وقاطعوا الصناديق.
وكان مشهد حضور سيدة تحمل أنبائها الصغار، أو محامية لا تعرف من المرشحين أو كيف ستنتخب وكم عدد من ستصوت لهم أو حتى أى انتخابات جاءت من أجلها هو الغالب، وكذلك سائقين سيارات أجرة، وأصحاب ورش وكثيرا ممن قطعوا مسافات لأربع ساعات للتصويت لأنهم مقيدين فى القاهرة ويسكنون فى محافظات أخرى.
محمد حسين يحمل كارنيه محامى ولكنه يعمل سائقا على تاكسى اشتراه بعد خمسة أعوام من العمل على تاكسى إيجار، يقول إنه يحمل كارنيه النقابة ولكنه لم يجد فرصة للعمل وفتح مكتبا فترة طويلة ولم يستطع أن يتزوج أو يؤسس منزلا، فقرر الاتجاه لمهنة أخرى، لكنه حسبما قال حافظ على دفع الاشتراك السنوى بل ويحمل بطاقة ضريبية استخرجها على منزله كمكتب، ويحرص على التصويت بدلا من شطبه من الجدول حفاظا على العلاج أو تحسبا لتقلبات الزمن وضمانا للمعاش الذى يأتى بعد وصوله الستين وتوفير دخل لأبنائه من بعده.
ممدوح الجمال أحد المرشحين لمنصب النقيب فى جنوب القاهرة اعتبر أن عدم تنقية جداول النقابة سيكون كارثة على الجميع، مطالبا بأن يتم تشكيل لجنة خاصة من المحامين المتطوعين بقرار من مجلس النقابة العامة فى كل محافظة لتنقية الجداول من المحامين غير المشتغلين، مضيفا أن النقابة العامة فى يدها أدوات كثيرة توفر لها فرصة الحفاظ على الجدول الذى أصبح بديلا للشئون الاجتماعية فى عرف الكثيرين.
وذكر الجمال أن النقابة العامة أدت ما عليها إعلاميا فى هذه الجولة لكنها أو أدت لنصف هذا فى الجولة السابقة لكانت نجحت فى إتمام النصاب القانونى، إلا أن المحامين حسب قوله قاطعوا الانتخابات لإصابتهم بالإحباط واليأس بعد أن بذلوا فى جولة ديسمبر الماضى كل ما يستطيعون وأنفقوا الكثير ماديا.
وانتقد شريف الهلالى مدير الجمعية المصرية لدعم المجتمع المدنى قرار المقاطعة الذى قام به بعض المرشحين فى شمال القاهرة، معتبره خطأ كبيرا، مؤكدا أن تجربة نقابة الجيزة أثبتت قدرة المحامين على النشاط وإتمام الجمعية العمومية مهما كانت، مشيرا إلى أن نقابة جنوب القاهرة هى ذات العدد فى الجيزة ومع هذا نجح المرشحون فى الجيزة فى جذب أكبر عدد لإتمام جمعيتهم فيما فشل مرشحوا جنوب القاهرة، معتبرا أن تكاسل المرشحين وإحباطهم انعكس بصورة كبيرة على الناخبين.
واتهم الهلالى القوى المختلفة السياسية والنقابية خاصة جماعة الإخوان، وكذلك مؤيدى القائمة القومية والاشتراكيين الذين لم يظهر لهم أى صوت أو جهد فى حشد المحامين، وهو ما يعد حسب الهلالى مؤشر على تضارب المصالح والتحرك حسب المصلحة وليس النقابة والمحامين، وذكر أن النقابة العامة نجحت فى الدعوة وتبليغ المحامين رسالتها بالتهديد والتحذير والحث، فيما فشل المحامين فى تحمل المسئولية، مطالبا بإعادة النظر بشكل كامل فى قانون 100 وخاصة ما يتعلق بالنسبة القانونية و50% و33%.
وذكر حسن أمين المرشح لمنصب النقيب فى جنوب القاهرة أن الدعاية كانت هذه المرة أقل بكثير، إلا أن الإقبال كان جيد جدا ومع هذا لم تكتمل الجمعية العمومية لضيق الوقت والازدحام، مشيرا إلى أنه طلب من رئيس محكمة جنوب أن يمد وقت الانتخابات لمدة ساعة وهو قانونى إلا أن رئيس محكمة جنوب رفض الطلب بدون أساب، معتبرا أن الدعوة للمقاطعة التى بدأت فى شمال القاهرة آثرت سلبا على المحامين بوجه عام، إلا أن حملة النقابة العامة بفرض الغرامة والنقل لجدول غير المشتغلين آثر جيدا فكان الحضور فى الصباح كثيف جدا وكانت هناك مؤشرات كثيرة لإتمام النصاب القانونى.
وذكر أحمد حلمى مدير موقع "صوت المحامين" أن ما حدث دليل قاطع على أزمة تنقية الجداول التى حذر منها الجميع قبل الانتخابات العامة، مضيفا أن حمدى خليفة نقيب المحامين هو الذى نجح اليوم، باعتبار أن همه الأكبر هو إتمام انتخابات الجيزة وليس القاهرة، مبررا ذلك بمحاولة إبعاد أبو النجا المحرزى من طريق خليفة وإعادة محمد فتحى البهنساوى لإدارة النقابة لغلق ملف المدينة السكنية فى أكتوبر.
محمود الضبع محامى النقض بالجيزة أكد أن الجمعية العمومية بها ترهلات كثيرة وعدد لا يقل عن 40 % ممن لا يشتغلون بالمحاماة، مشيرا إلى أن الجولة السابقة حضر 4500 محامى فقط، وأن المصروفات التى تمت ببذخ لجذب المحامين للتصويت.
فى انتخابات المحامين.. نجحت تهديدات خليفة وحضر الناخبون فى الجيزة وغابوا فى جنوب وشمال القاهرة لتستمر الحراسة حتى إشعار آخر
الثلاثاء، 02 مارس 2010 07:23 م
شارك أصحاب كارنيهات نقابة المحامين من ربات البيوت والسائقين والتجار فى الانتخابات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة