تطورت أغانى العتاب فى الفترة الأخيرة بين الحبيب وحبيبته، لتحمل معانى تقترب من الخناقة والتهزيق أو «الردح» فنجد المطرب عمرو مصطفى يقول فى إحدى اغنياته «الكبير كبير هتجينى ورينى لما أنت تبقى مش قادر يا عينى.. الكبير كبير يا حبيبى وأنا عيبى مش هنسى يوم إنك طلعت عينى.. ولعلمك أنا مش هلوم عليك أنا عندى خمسة ستة يضايقوا فيك يشوفوهم جمبى يقولو راحت عليك ما خلاص راحت عليك»، والغريب أنها حققت نجاحاً كبيراً عند طرحها بالأسواق.
المفارقة فى موجة كلمات أغانى «الردح» أنها لم تقتصر على مطربين بأعينهم بل امتدت إلى مطربين يشتهرون بالرومانسية، منهم اللبنانى فضل شاكر الملقب بمطرب الإحساس، حيث يقول فى أغنيته «من آخرها»: «ارتحت منها وقدرت استغنى عنها هى هتاخد زمانها وكمان زمن غيرها.. ما خلاص... أنا بعت الليلة باللى فيها خلاص... وماليش دلوقتى دعوة بيها.. دى واحدة ميتزعلش منها ولا يتزعل عليها».
وبرعت المطربة شيرين عبدالوهاب فى تهديد حبيبها فى أغنية «مابلاش» من ألبومها الأخير «حبيت» حيث تقول: «واقدر كمان أضايقك أكتر ما تتصور.. لكن ساكتة بمزاجى على الله تتغير».
كما استخدم المطرب إيهاب توفيق فى أغنيته الجديدة «ست ستها» كلمات بها الكثير من الذل والإهانة لحبيبته، حيث قال لها «هى اللى باعت حبها خسارة أنطق اسمها.. علشان جبانة ما تستاهلش وهى عارفة نفسها.. أكيد بعدى ح تتذلى وتحتاجى خيال ظلى.. وهتوهى وهتضلى ومش ح أسامحك وقتها.. انساها يا قلبى وارميها.. أكيد ح تحب بعديها.. فى غيرها كتير بيتمناك وح تبقى ست ستها».
وزاد إيهاب قسوة وعنفا فى كلمات أغنية «مجروح مجروح» من نفس الألبوم «عامل خجول»، حث تقول كلمات الأغنية «عليا بقى وعلى أعدائى مش هسكت لحد ما ألاقى جرح يخلص كل دموعك تيجى تدمع مش هتلاقى.. هو أنا طيب ولا أنا خايب إزاى ما استوعبتش بس.. حد يأمن ناقص وانت أكتر واحد عندك نقص».
بينما استخدمت المطربة اللبنانية هدى حداد ألفاظاً جديدة تماماً على الأغانى بشكل عام والأغانى الرومانسية بشكل خاص حيث لم يسبقها أحد فى استخدام هذه اللفاظ فى أغنية من قبل، حيث تقول فى أغنيتها «ميحكمش» والتى كانت تعاتب فيها حبيبها لأنه لا يعترف لها بحبه ويخبئ مشاعره الفياضة نحوها، «يانا يا دى الخيبة اللى انت فيها.. انت مبتتغيرش.. بتقولى جايلك أعمل مصيبة.. يوه يوه ميحكمش، يوه على كدبك وكدبه».
وقدم المطرب محمد حماقى أيضاً كلمات جريئة وجديدة على الأغانى الرومانسية فى أغنيته «ناويها» والتى يقول مطلعها «أنا جايلك وناويها هظبط.. وقتيل ع الباب بخبط.. هتعملى إيه.. هتسلم بعديها فقصر.. وبجد أنا مش بهزر.. هخاف ولا إيه».
واللافت للنظر أن هذه الموجة من الأغانى أثارت حالة من الجدل بين صناع سوق الكاسيت، حيث يرى الملحن والشاعر عزيز الشافعى أن هذا كله مجرد إيفيهات فى الأغانى، وقال لـ »اليوم السابع«: إن مؤلفى وملحنى تلك الأعمال لا يقصدون الردح لكنها تعبر عن العديد من المشاعر بطريقة مختلفة، أقرب إلى أسلوب الشباب، وتتحدث بلسانهم بدون تكليف.
أما الموسيقار حلمى بكر فيرى أن هذا مجرد نموذج من تدنى الذوق الفنى والإسفاف واختيار الكلمات والألحان، والكل أصبح يغنى، والمستمع هو الخاسر فى النهاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة