خلاف حاد نشب بين المشاركين فى الملتقى الإعلامى العربى الثالث حول عمل وسائل الإعلام المختلفة، خاصة القنوات الفضائية "برامج التوك شو"، ففى الوقت الذى انتقد فيه النائب محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب ورئيس قناة كليوباترا الفضائية بعض برامج "التوك شو" المصرية بسبب نقلها صور سلبية عن مصر للعالم الخارجى ونقلها بعض الأحداث بطريقة مضللة وغير حيادية للرأى العام، دافع الإعلامى محمد صلاح مدير جريدة الحياة عن هذه البرامج فى توصيلها لبعض وجهات نظر الشعب المصرى لدرجة أن بعض المذيعين تفقوا فى شهرتهم وتأثيرهم على الزعماء السياسيين، فى حين حذر محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة استعانة بعض الفضائيات بمذيعات راقصات لجذب الجمهور.
وقال أبو العينين، إن ما يقوم به الإعلام المصرى فى تكرار الأحداث فى برامج "التوك شو" المختلفة وقيام بعضه بتضليل الرأى العام والتشهير بسمعة وتاريخ مصر إثر مناقشتها لبعض القضايا بطريقة غير حيادية ونقلها الأحداث بشكل غير واقعى، مما يعكس صورة مشوهة عن مصر لدى العالم الخارجى حتى أبناء وعلماء الوطن العربى والمصريين بالخارج، مضيفاً أن للإعلام أهمية كبرى وضرورة فيما يحدث الآن، خاصة وسط النهضة التكنولوجية والعلمية التى تطلب من المشتغلين والمؤسسات الإعلامية ضرورة نقل المعلومات الصادقة بطريقة حيادية.
وانتقد أبو العينين تركيز بعض برامج التوك شو والقنوات الفضائية المصرية على الشئون الداخلية دون التركيز للشئون الخارجية، ومنها ما نقلته وسائل الإعلام المصرية عن أزمة الرسوم الكاريكاتورية التى لولا تدخل البرلمان والعلماء وصفوة المجتمع لاستمرت البرامج تبث وتشعل غضب الرأى العام العربى فى الوقت الذى كان يمكن معالجة الأمر بشكل أكثر حيادية من ذلك، مما يعطى انطباعاً جيداً عن مصر والعالم العربى للخارج.
وضرب أبو العينين مثلاً بالإعلام الإسرائيلى، الذى يركز على الشئون الخارجية لرسم صورة لدى الغرب وأمريكا بأنه مضطهد من الفلسطينيين الذين يقومون بضربهم بالصواريخ ورغم عدم حقيقة ذلك وعدم الحيادية إلا أن يكسبون تعاطف الغرب وأمريكا معهم ولا يرسمون عن أنفسهم صور سلبية.
وطالب أبو العينين فى آخر كلمته وسائل الإعلام بعدم المبالغة فى نقل الأحداث أو التقليل منها، بل يجب تناولها بحيادية وتقديم المعلومات الصادقة والواقعية للرأى العام، خاصة أن هدف الإعلام هو عرض السلبيات وفضحها، محملاً الأجيال والمؤسسات الإعلامية مسئولية تحقيق ذلك.
وقال محمد صلاح مدير مكتب جريدة الحياة، إن هناك العديد من المذيعين الذين وصلوا لمكانة منافسة مكانة الزعيم السياسى من حيث التأثير والتواصل الجماهيرى معهم، مؤكداً أن برامج "التوك شو" أصبحت البرلمان الحقيقى للناس.
وأشار صلاح إلى أن الخطوط الحمراء لدى القنوات الفضائية ووسائل الإعلام تتفاوت من قناة لأخرى، وهو الأمر الذى جعل أمام المشاهد بدائل متعددة تفيده، مضيفاً بأن المذيع الذى أصبح يقرأ من الورق لم يعد له وجود حالياً، بل إن الإعلام بحاجة إلى وجود الإعلامى اليقظ والمحاور الذى يتمتع بسرعة البديهة، مؤكداً أن تطوير التعليم والثقافة سوف يفيد فى تطوير القائمين على الإعلام.
واشتكت راندا أبو العز مدير مكتب العربية بالقاهرة من عدم وجود الحيادية بالعديد من القنوات الفضائية، التى زاد عددها بكثرة وتوقعت تقلص عددها بعد حوالى 5 سنوات، وأن البقاء سوف يتحد بمن سوف يتواصل مع الجمهور وينقل نبض الشارع.
وقال عمرو الكحكى مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة، إن الإعلام والرأى العام علاقة تبادلية كلاهما يؤثر ويتأثر بالآخر، مؤكداً على أن لكل قناة حدودها وأولوياتها، فيما أشار عمرو عبد الحميد مدير مكتب BBC بالقاهرة، فأشار إلى وجود هجمة سرشة تقودها وسائل الإعلام المختلفة على المشاهد والقارئ والمستمع، مؤكداً على أن التنافس هو أساس تصوير الإعلام خلال الفترة القادمة.
وأخيراً أكد محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة على وجود نحو 734 قناة على النايل سات والعرب سات منه 32 قناة فضائية إخبارية، مشيراً إلى وجود قنوات فضائيات فاضحة تقوم فيها المذيعة بالرقص 18 ساعة حتى تجذب الجمهور للاتصال على التليفون لتحقيق مكاسب نتيجة ذلك.
خلال الملتقى الإعلامى العربى الثالث بجامعة القاهرة..
أبو العينين ينتقد بعض برامج "التوك شو" ويتهمها بتشويه صورة مصر فى الخارج.. ومدير جريدة الحياة: المذيعون ينافسون الزعماء السياسيين شهرة وتأثيراً
الخميس، 25 فبراير 2010 09:16 م
أبو العينين أثناء الملتقى الإعلامى العربى الثالث بجامعة القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة