لحظات انتظار جثمان أحمد ممدوح عبد العزيز السيد قتيل ميلانو بمطار القاهرة مساء أمس، الخميس، مرت ثقيلة، جسدتها صرخات أهالى قريته "التبجى" التابعة لمنيا القمح بمحافظة الشرقية، وكلمات والده وبكاؤه: "ابنى مماتش ابنى شهيد"، قائلا للرئيس مبارك: "أحمد زى ابنك متسبش حقه يضيع هاته من المجرمين، وياريت يتم تقطيعهم زى ما قطعوا قلبى عليه".
الأهالى طالبوا الرئيس مبارك بالقصاص وتطبيق القانون الدولى والشريعة الإسلامية على الجناة، واصفين "أحمد" بأنه شهيد راح ضحية غدر البطالة التى دفعته للسفر للخارج مثل آلاف الشباب من أبناء مصر، خاصة فى الفترة الأخيرة التى تشهد عدم العدالة فى توزيع الفرص والوظائف على الخريجين.
وقال والد أحمد إن كل ما يهمه دفن ابنه، نافيا وجود أى إجراءات سيقوم بها الآن ضد القتلة، خاصة مع استمرار التحقيقات فى إيطاليا وعدم تقصير مسئولى مصر والخارجية. وعقب معرفته بإلقاء القبض على القاتل الحقيقى قام الوالد بتقبيل رأس السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية المصرية للشئون القنصلية، قائلا: "أحمدك يارب ياريت ياباشا تجبهولى علشان هقطعه حتت حتت".
أضاف حسين ممدوح شقيق أحمد أنهم أربعة أخوة كان أحمد أكبرهم ولم يره منذ ثلاث سنوات ونصف ولم يكلمه منذ فترة زمنية طويلة، لأنه كان دائم السفر، موضحا: "كنت أحلم بالسفر إليه قريبا مثلما فعل ولكن خلاص كل شىء حلو انتهى".
وأضاف أحمد بيومى عم الضحية: "أحمد كان وسيما ومرحا وكل الناس كانت تحبه لطيبته قبل سفره لليبيا والتى قضى فيها عدة شهور لينتقل منها إلى إيطاليا وهناك التقى مع باقى العائلة التى تعمل هناك"، مشيرا إلى أن أحمد حصل على الشهادة الإعدادية قبل سفره.
وأضاف بيومى أن آخر اتصال لأحمد كان منذ 10 أيام فقط قال فيها "نفسى أرجع لمصر فى أقرب وقت علشان أشوفكم" والدى ووالدتى وإخوتى وباقى أهل القرية لأنكم وحشتونى أقوى، كمان علشان نفسى أتجوز زى باقى أصحابى".
وأوضح أيمن رفعت ابن عمة القتيل: "أحمد سافر وعمره 15 عاما ونصف حصل على الإقامة فى إيطاليا بعد قضاء ثلاث سنوات ونصف فيها، وهو مثل أى شاب مصرى لديه طموح يريد تحقيقه ولذلك كان دائما ما يروى لنا أخباره الجيدة دون متاعبه التى يعانيها بسبب تنوع العمل الذى كان يعمله".
وأضاف رفعت أن رئيس الجالية المصرية فى إيطاليا قال لهم إنه ليس هناك سبب لقتل أحمد إلا أن هناك شبابا مخمورين يقومون بالتعدى ومعاكسة المواطنين، وأثناء رجوع أحمد من عمله تشاجر معه شباب أمريكيون لأسباب غير معروفة وطعنوه بسكين.
وقال السيد محمد مصطفى عيد "عم القتيل وكان مرافقا له فى إيطاليا": "فوجئنا باتصال من أحد الأشخاص يقول لنا لقد تم قتل أحد أقاربكم أحمد"، وعلى الفور توجهنا ووجدنا البوليس الإيطالى قد أغلق الشوارع، وأكد أن حادثا وقع أثر مشاجرة بين عدد من الأفراد من أمريكا اللاتينية داخل أتوبيس انتهت بمقتل أحمد على يد أحدهم.
وأضاف السيد أنهم لم تقابلهم أى صعوبات للحصول على الجثمان وإنهاء إجراءات الترحيل، وذلك بسبب الجهد المبذول من قبل السفارة المصرية، موضحا أنه لم يكن هناك أى عداوة أو علاقة بين أحمد والأشخاص، وهو ما أغضب المصريين وجميع الجنسيات العربية، حيث قاموا بتكسير المحلات والعربات التى يمتلكها الأمريكان اللاتينيون رغم أن هذه الأعمال تؤثر سلبا على العمالة هناك".
وقال عدد من جيران وأقارب أحمد إن الحالة المالية لأسرته غير ميسورة، حيث استدان أحمد قبل سفره مبلغا ماليا كبيرا تجاوز الـ30 ألف جنيه من أهالى القرية دون علم والده، وذلك مقابل إيصالات أمانة للأهالى على وعد بأن يتم تسديدها بعد عمله هناك، إلا أن ما تعرض له ترك صدمة لأسرته أولها فقدان ابنهم وثانيها تلقيهم خبر الديون ووصلات الأمانة، مطالبين بضرورة سداد ديون "الشهيد" حتى ولو كان من خلال المسئولين والتبرعات.
والد ضحية ميلانو قبل استلام جثمانه: ابنى شهيد وأقول للرئيس مبارك "أحمد زى ابنك ياريس هات حقه من المجرمين".. ويؤكد: الشهيد راح ضحية غدر البطالة وآخر كلمة قالها "نفسى أرجع مصر"
الجمعة، 19 فبراير 2010 04:17 م
الجثمان خلال استقباله بمطار القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة