استمراراً لأزمة أسطوانات البوتاجاز شهد العديد من المحافظات تجمهر الأهالى أمام المستودعات وجلوسهم لفترات طويلة، أملاً فى حصولهم على الأسطوانة بالسعر الرسمى وامتدت الطوابير فى الشوارع وعلى جانبى الأرصفة فى مناطق الوراق وروض الفرج وإمبابة وبشتيل منذ الصباح الباكر وحتى غروب الشمس.
اتهم الأهالى أصحاب المستودعات بحجب الأسطوانات وتسريبها للباعة ليلاً بأسعار مرتفعة، مما أدى إلى تشاجر العديد من أصحاب المستودعات مع المواطنين ونتج عنها الكثير من الإصابات، وذلك أمام أعين ومرأى مفتشى التموين بالتواطؤ مقابل مبالغ مالية طائلة، حيث يتم بيع أكثر من نصف حصة المستودع بعيداً عن المواطنين دون أى اهتمام من الجهات المعنية للتدخل لحل الأزمة.
حالة اليأس سيطرت على المواطنين نتيجة ذهابهم للمستودعات يومياً دون جدوى جعل العديد منهم يجلسون أمام المستودعات ومعهم الأطعمة لانتظار سيارات الأسطوانات، بالإضافة إلى قيام العديد منهم بتقديم الكثير من الشكاوى لوزير التضامن الاجتماعى ووزير الداخلية لحمايتهم من تحرش البلطجية أثناء حصولهم على الأسطوانات.
وانتقد أحمد سليمان أحد العاملين فى مستودع بمنطقة بشتيل تصريحات المسئولين من أن أزمة الغاز جاءت نتيجة قيام أصحاب المستودعات بحجب الأسطوانات وبيعها للباعة السريحة بأسعار مضاعفة، مدللاً على كلامه ذلك بوجود مفتشى التموين بالمستودعات، وهو ما يؤكد على عدم تورط أصحاب المستودعات فى الأزمة أثناء فترة توزيع الأسطوانات، مطالباً بضرورة زيادة حصص المستودعات فى المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة والتى لا تتمتع بخدمة توصيل الغاز الطبيعى إلى المنازل.
فى حين أشار عبد الله كشك عامل بمستودع بمنطقة روض الفرج إلى أن هناك العديد من الأهالى يقومون بشراء الأسطوانات دون احتياجها، حيث يقوم أكثر من شخص ومن أسرة واحدة بالتوجه إلى المستودع للحصول على أكثر من أسطوانة، مما يؤدى إلى التشاجر والتقاتل بين المواطنين والعاملين فى المستودعات، لافتاً إلى أنه تعرض للضرب أمس من قبل بعض البلطجة الذين يفرضون سطوتهم على المستودعات للحصول الأنبوبة.
وقال ياسر إسماعيل أحد سكان روض الفرج، إنه يتقاضى يومياً 30 جنيهاً فى حين وصل سعر الأسطوانة الواحدة فى المنطقة إلى 40 جنيهاً وسط نقص حاد للأسطوانات بالمستودعات والسوق السوداء، مشيراً إلى أنه منذ الساعة السادسة صباحاً حتى الثامنة مساءً على مدار ثلاثة أيام متواصلة دون الحصول عليها.
ووصف ياسر أزمته ومعاناة الأهالى، قائلاً: "هنا من لديه واسطة داخل المستودع تصل إليه الأسطوانة إلى منزله، أما من ليس له واسطة فعليه الانتظار ليلاً ونهاراً وسط الطوابير للحصول على الأسطوانة.
"حسبى الله ونعم الوكيل" قالتها أم محمد (45 عاماً) من قرية بشتيل بسبب معاناتها فى الحصول على أسطوانة البوتاجاز، حيث أشارت إلى أن زوجها عجوز ومريض وجليس بالفراش، قائلة: لا يوجد أحد لخدمتنا ومنذ الساعة السادسة صباحاً وحتى الخامسة مساءً تظل جالسة أمام المستودع دون جدوى.
من جهته، المهندس عبد الله بدوى وكيل وزارة التموين بمحافظة الجيزة أكد أن قرار الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى والخاص بفتح المستودعات المغلقة سيتم تنفيذه ابتداءً من اليوم السبت للقضاء على الأزمة لحين صدور تعليمات أخرى لغلقها مرة أخرى، مشيراً إلى أن المحافظة بها 28 مستودعاً ولم يغلق منها سوى 10 مستودعات من قبل إدارة الدفاع والحماية المدنية لعدم توافر شروط الحماية والسلامة المدنية.
وأوضح بدوى أن التعليمات التى يصدرها لأصحاب المستودعات والخاصة بمنع بيع الأسطوانات للمواطنين بعد الساعة الثامنة مساءً، تهدف إلى منع السماسرة والسريحة من الحصول عليها وبيعها للمواطنين بأسعار مضاعفة للمواطنين، لافتاً إلى أن المواطنين الذين يطالبون بفتح المستودعات على مدار الـ24 ساعة يومياً هم السريحة والسماسرة الذين يرغبون فى الاستيلاء على حصص المواطنين.
كان الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى، قد قرر فتح جميع المستودعات ومنافذ توزيع أسطوانات البوتاجاز، التى تم إغلاقها فى الفترة الماضية، خاصة فى محافظات القاهرة والجيزة و6 أكتوبر وحلوان، على اعتبار أن هذه المحافظات هى الأكثر تأثراً بالأزمة، على أن يقوم مديرو مديريات التموين بالتنسيق مع المحافظين لفتح جميع المستودعات ومنافذ توزيع الأسطوانات المغلقة، فى حين يتم توزيع حصص المستودعات غير الآمنة وموجودة داخل المدن السكنية من خلال سيارات التوزيع، وتحت مراقبة مفتشى التموين للتغلب على الأزمة التى تواجه العديد من المناطق، وينتج عنها المشاجرات بين الأهالى.
بالصور..استمرار طوابير البوتاجاز بالمحافظات والمواطنين يفترشون الأرصفة أملاً فى الحصول على الأسطوانة.. و"الجيزة" تنفذ قرار "المصيلحى" بفتح المستودعات المغلقة
السبت، 13 فبراير 2010 10:14 ص
أزمة أسطوانات الغاز لا تزال مستمرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة