على مدار العصور والسنوات ارتبطت الرياضة بالسياسة حتى أصبح من الصعب، بل من المستحيل، الفصل بينهما. فكثيراً ما حققت الرياضة ما عجزت عنه السياسة، وكثيراً أيضاً ما أصلحت اللعبات الرياضية ما أفسده عبث السياسة بين الشعوب.
تأتى هذه المقدمة ونحن مقبلون على حدث هو الأول من نوعه، والذى ستحتضنه مصر لأول مرة أيضاً، وهو «دورة حوض النيل» التى ستنظمها مصر فى الفترة من 5 حتى 17 يناير المقبل. ورغم أن السبب المعلن والظاهرى لتنظيم هذه الدورة هو تجهيز المنتخب الوطنى بقيادة حسن شحاتة لمباراته المهمة والمصيرية أمام جنوب أفريقيا فى الجولة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لأمم 2012 بالجابون وغينيا الاستوائية، فإن هناك هدفا آخر، وهو أن مصر «الرسمية» أرادت من خلال هذه الدورة أن تجمع هذه الدول كأصدقاء وشركاء فى نهر ومستقبل وحياة.
رغم أن مصر لم تتمكن من دعوة كل دول حوض النيل للمشاركة فى هذه الدورة على أمل تقريب وجهات النظر والتأكيد على مبدأ التوحد فى المصير، خاصة أنه لن يشارك فى الدورة سوى 5 منتخبات هى السودان وكينيا وبوروندى وتنزانيا وأوغندا إلى جانب مصر، إلا أن الأمل يبقى موصولا مع باقى الدول الجارة وأبرزها بلا شك إثيوبيا وأريتريا صاحبتا 84% من مياه نهر النيل، ورواندا صاحبة أهم روافد بحيرة فيكتوريا.
تكاد تكون نسبة تحقيق أهداف هذه الدورة مضمونة بنسبة كبيرة، لا سيما أن التاريخ يقول إن الرياضة كثيراً ما حققت ما عجزت عنه السياسة. فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر أن الرياضة أعادت العلاقات بين أمريكا والصين عبر دبلوماسية كرة الطاولة، كما أعادت الدفء للعلاقات الأمريكية الإيرانية عبر لقاءات المصارعة وكرة القدم بين البلدين.
بداية دافئة بين السياسة والرياضة.. على طريقة «التنس تيبول»
الخميس، 30 ديسمبر 2010 11:29 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة