اعتبر محمد سيف الدولة الخبير فى الشأن السودانى ومؤسس حركة "مصريون ضد الصهيونية"، أن الاستفتاء الذى سيتم مطلع العام المقبل لتقسيم السودان إلى دولتين إحداهما دولة للشمال والأخرى دولة للجنوب، سيخلف الكثير من المشكلات للجانب المصرى وستكون عواقبه وخيمة على القاهرة.
وأضاف سيف الدولة، خلال ندوة "تقسيم السودان ومخاطر منتظرة على مصر"، الذى عقده مركز هشام مبارك مساء أمس، الخميس، أن انفصال الجنوب السودان عن الشمال سينتج دولة عدوانية وخطيرة تقوم على أرضية من الطائفية تنتج مشكلات للمنطقة العربية وخاصة مصر، مشيراً إلى أن الدولة التى سينتجها الاستفتاء هى دولة من صناعة أمريكا وإسرائيل اللتين استغلتا، حسب رأيه، حالة التوتر بين الدول العربية.
وأكد الخبير فى الشأن السودانى، أن ما يحدث فى جنوب السودان هو مشروع تفتيتى تدعمه أمريكا وإسرائيل وترعاه الدول العربية بانقسامها، مضيفاً أن تقسيم السودان إلى دولتين لا يمكن التعامل معه بمعزل عن محاولات تقسيم العراق ولبنان، وقال "أخشى أن يأتى يومٌ يطالب فيه النوبيون والأقباط بحق تقرير مصيرهم".
وأضاف سيف الدولة، "نحن أمام حالة جديدة من الإكراه الأمريكى على جامعة الدول العربية لتقبل باستفتاء السودان وتحذيرات من تتخطى الجامعة العربية الخطوط الحمراء ولولا الضغط الأمريكى ما كان الاستفتاء مطروحاً من الأساس"، واعتبر المواثيق الدولية، مثل "جراب الحاوى" والتى تستخدم حينما تتعلق المشكلات بالمصالح الأمريكية.
ومن جانبه، قال أشرف ميلاد مسئول وحدة سيادة القانون بالأمم المتحدة سابقاً ومحامى اللاجئين السودانيين، إن تقسيم السودان لن يؤدى للاستقرار، مؤكداً أن الجنوب السودانى ليس مؤهلاً للانفصال وليس لديه مقومات الدولة ولا تتوفر به الخدمات الرئيسية رغم تسارع وتيرة التنمية فيه وتسجليه لأعلى معدل للتنمية فى العالم.
وأشار ميلاد إلى أن الدبلوماسية المصرية أدركت مؤخراً تقصيرها الواضح مع السودان، فى الوقت الذى تحاول الحكومة المصرية تدارك الموقف بعد أن ايقنت أن تقسيم السودان بات حقيقاً ولا نطلبه من فئة مهمشة هى الجنوب السودانى، موضحاً أن دولة الجنوب التى سينتجها الاستفتاء لن تميل للعمل مع مصر بقدر ما يهمها التعامل مع الجانب الإسرائيلى الذى يمكنه تحقيق مصالح معها حال دخولها فى اتفاقيات.
فيما قال محمد أبو العز المستشار الإعلامى للاتحاد الجمعيات الأهلية فى العالم الإسلامى، إن دولة الجنوب ستتحول إلى دولة مساومات تستخدمها اسرائيل كورقة ضغط على الحكومة المصرية، متوقعاً أن تقوم إسرائيل بتسليح جنوب السودان فى مواجهة الشمال السودانى.
وأوضاف أبو العز: أن نشأة دولة لجنوب السودان هى نشأة حرام مثل نشأة دولة الكيان الصهيونى إسرائيل، واصفاً ما يحدث فى السودان بأنه اتفاقية "سايكس بيكو" جديدة لتفتيت السودان.
فيما قال حسن الشامى عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن المنطقة العربية أصبحت متنطقة الفرص الضائعة، مضيفاً الدول العربية لا تهتم باتفاقيات حسن الجوار مع بعضها بقدر ما تهتم بتحقيق مصالح مع دلو أوروباو أمريكا، وأننا أصبحنا أمام خريطة جديدة للوطن العربى تتمثل فى محاولات التفتيت التى تتم فى العراق والسودان.
وانتقد الشامى، عدم سعى حكومة الرئيس عمر البشير طوال الفترة الماضية من بعد توقيع اتفاق نيفاشا الذى نص على إجراء الاستفتاء، لعمل مشروعات من شأنها جذب جنوب السودان ودخولها إلى وحدة مع بقية الدولة.
حقوقيون: استفتاء السودان عواقبه وخيمة على القاهرة
الجمعة، 24 ديسمبر 2010 01:44 ص
الجامعة العربية – صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة