"شخصية مريم فى رواية سيدى برانى هى المعادل للقارئ أو للمتلقى ولكنها داخل النص وليست خارجه، فالراوى هنا لا يحكى للقارئ مباشرة وإنما يحكى لها ويقف القارئ موقف المتلصص عليهما، وهى تقنية سردية معروفة تمثل عامل تشويق لأن القارئ يتوقع دائما أن تكون مؤثره فى الأحداث وهذا ما قصدته تماما".
جاءت هذه الأجابة على لسان الكاتب محمد صلاح العزب على سؤال عن شخصية مريم فى رواية سيدى برانى، أحدث روايات الكاتب من خلال ندوة وحفل توقيع للرواية أقامتها مكتبة بوكس أند بينز فى مدينة المنصورة مساء الجمعة.
أدار الندوة الكاتب فتحى سليمان وحضرها عدد كبير من القراء والكتاب من المنصورة والقاهرة على رأسهم شيخ أدباء المنصورة فؤاد حجازى صاحب رواية "الأسرى يقيمون المتاريس".
شهدت قراءات متعددة من العزب لبعض مقاطع الرواية تلتها أسئلة وجهها الحضور للعزب، منها عدم صدور مجموعة قصصية للكاتب بإستثناء مجموعته الوحيدة "لونة ازرق بطريقه محزنه" وهو ما أجاب عنه العزب بقوله "إنه حتى الآن يكتب قصصا قصيرة ولم يتوقف عن كتابتها، لكنه يجد مساحة أوسع فى الرواية للحكى وتناول شخصيات متنوعة، كما أن العالم حاليا لم يعد يحفل بالتفاصيل أو يقف أمامها بالقدر الكافى وإنما يضع التفاصيل فى أماكنها من اللوحة المتكاملة، وهذا يفسر أن الوضع الحالى يظلم القصة القصيرة جدا فى الكتابة والتلقى والنشر، فالمجموعات القصصية التى نشرت هذا العام على سبيل المثال لم تحظى بنفس الاهتمام الذى حظيت به الروايات.
وفى سؤال آخر عن الطابع الصوفى فى الرواية، أجاب العزب بأن كل حياة من حيوات الجد فرضت طريقة كتابتها ولغتها حسب شخصية الجد التى تختلف وتتجدد كل مرة، والحياة الأخيرة للجد كان فيها شيخا صوفيا، كما أن زمن الرواية الممتد لأكثر من ألف عام يجعل من الصعب إضفاء طابع دينى محدد للشخصية، لذلك بدا الطابع الصوفى هو الأقرب للشخصية.
وعن إضفاء الذاتية على مؤلفات الكاتب، وهل الرواية تحمل أحداثا عاشها الكاتب بنفسه؟، أجاب العزب بأن اعماله قد تحمل بعض اللمحات من ذاته بطبيعة الحال، لكنه لا يكتب سيرة ذاتية لأنه يفضل أن يطلق العنان لخياله، مضيفا أن سيدى برانى ليست سيرته الذاتية بأية حال، موضحا أنه ليس ضد الذاتية فى الكتابة لكن بما يفصل بين السيرة والرواية، وأن الذاتية كثيرا ما تضفى نوعا خاصا من المصداقية على العمل، وتعتبر ايضا عامل جذب للقارئ الذى يشعر بمتعة التلصص على الكاتب، لكن حين تتحول ذات الكاتب هى محور كل أعماله يُفقد نفسه الكثير من العوالم التى كانت ستثرى كتابته لو نحى نفسه جانبا وأدرك أنه يعيش فى عالم واسع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة