أستاذ تاريخ: محمد على باشا كان يخشى انقلاب ابنه عليه

الأحد، 19 ديسمبر 2010 08:05 ص
أستاذ تاريخ: محمد على باشا كان يخشى انقلاب ابنه عليه محمد على باشا
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور خالد فهمى، رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن محمد على شديد الحذر والتوجس من ابنه الأكبر إبراهيم باشا، وذلك لأن ابنه كان مسيطرًا على الجيش، وهو ما جعل محمد على يشعر بالخوف من انقلاب ابنه عليه، وأن يقوم بخلعه من الحكم، قائلا: "انقلاب إبراهيم على والده كان مستبعدًا، ولكنه لم يكن مستحيلاً".

وأوضح خالد فهمى خلال مشاركته مساء أمس فى الجلسة الثالثة ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الأرشيف والدولة الحديثة، أننا سنجد اختلافًا كبيرًا بين خطابات محمد على إلى كل من ابنه الأكبر، وقائد قواته إبراهيم باشا، وبين رسائله إلى ابنه الثانى طوسون الذى قاد الحملة الأولى على الحجاز.

وأوضح فهمى، أن خطابات محمد على إلى ابنه طوسون توضح مدى العلاقة الحميمية شديدة الألُفة بين الأب وابنه، وهو ما يؤكد عليه محمد على فى خطاباته لابنه طوسون قائلاً: "أنت فلذة كبدى وقُرة عينى"، مؤكدًا "وهى العبارات التى لا نجد لها مثيلاً فى خطاباته لابنه الأكبر إبراهيم باشا".

وتابع فهمى، وتوضح لنا المكاتبات بين محمد على وابنه إبراهيم باشا المحفوظة فى دار الوثائق العلاقة بينهما، فمحمد على لا يتوانى عن مخاطبة ابنه بكل احترام وتقدير، فيقول له: "جلالتكم وسموكم"، أما ابنه فلم يسمح لنفسه مع كونه ابن الباشا إلا أن يخاطب أباه كسيده مثل غيره من الخدم والأتباع، وفى رسالة لوالده من جزيرة العرب أثناء محاربته للوهابين يقول إبراهيم، إن الأمر مفوض لصاحب الدولة سيدى وولى نعمتى".

وقال فهمى، إن مصر لم تكن دولة بالمعنى الشائع عندما قدم إليها محمد على عام 1803، فلم تكن هناك بيروقراطية أو أسلوب للتخاطب أو لتدوين المكاتبات، ولهذا فإنه ليس صحيحًا أن نشير إلى المكاتبات بين محمد على وأبنائه على أنها خطابات رسمية. وأضاف، أن محمد على أدرك بعد مجيئه إلى مصر كوالى معين من إسطنبول أن مستقبله مرهون ببقائه فيها، وأنه لا مستقبل له بعودته إلى الأناضول، أو بتوليه إمارة أخرى غير مصر.

وأكد فهمى: "ولهذا شرع محمد على فى إنشاء مدفن له ولأسرته فى مصر، وهو ما يدل على أن محمد على قد حسم أمره منذ بداية حكمه، وأن وسيلته للاحتفاظ بمركزه الهش كوالى من قبل الدولة العثمانية دفعه لاستقطاب أسرته وأقاربه للاعتماد عليهم فى تسير ولايته الجديدة".

جدير بالذكر أن الجلسة الثالثة التى أدارتها التونسية سلوى العياشى شارك فيها كل من الدكتور عمر رياض الأستاذ بجامعة ليدن بهولندا ببحث عن "الأرشيفات الخاصة ودورها فى دراسة الحركة السياسية الإسلامية فى أوروبا"، مستشهداً فى ذلك بقصة اكتشافه لوثائق "زكى كِراَم" وهو أحد المسلمين الذين عاشوا فى أوروبا بين الحربين العالمتين الأولى والثانية، كما شارك فى الجلسة آدم ميستيان، الباحث بجامعة أوروبا الوسطى بالمجر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة