توقع مراقبون ومحللون أمريكيون، بحدوث تغيير غير مسبوق فى السياسة الأمريكية فى أفغانستان، بعد وفاة ريتشارد هولبروك، المبعوث الأمريكى الخاص إلى باكستان وأفغانستان.
وقالت صحيفة الجارديان، نقلا عمن وصفتهم بالمراقبين، إن وفاة هولبروك المفاجئة ربما تفتح الباب أمام دور أكبر للأمم المتحدة فى التوسط لإحلال السلام فى المنطقة، مشيرة إلى أنه فى الوقت الذى أثنى فيه العالم على السياسى الراحل والدبلوماسى المخضرم سابقاً فى فيتنام ويوغسلافيا السابقة، فإن إدارة أوباما تناضل من أجل تغيير فريقها عشية مراجعة الإستراتيجية الأفغانية التى طال انتظارها.
وقال دبلوماسيون أوروبيون، إن خسارة الإدارة الأمريكية لهذا الرجل يمكن أن يفتح الطريق المسدود الذى تسبب فى تعثر قدرة واشنطن بشأن اتخاذ قرارات تخص أفغانستان، حيث كان هولبروك من المتحمسين لإيجاد حل سياسى للصراع الأفغانى، وكانت كلماته الأخيرة لجراحه الباكستانى، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، "يجب أن نوقف الحرب فى أفغانستان"، غير أن دعوته لم تسفر عن التزام الولايات المتحدة بإجراء محادثات مع طالبان، وبدلا من ذلك، تُرك أمر هذه المحادثات للرئيس الأفغانى حامد كرزاى ليستأنفها سراً.
وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من أن مهام هولبروك هى تنسيق السياسة الأمريكية المتعلقة بأفغانستان، إلا أنه لم يكن سوى صوت واحد ضمن أصوات كثيرة.
وفى تقرير آخر حول الأمر نفسه، قالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيفصح غداً عن مراجعة الإستراتيجية الأفغانية، والتى ستتحدث عن التقدم الكافى الذى تم إحرازه والذى سيسمح للولايات المتحدة للبدء فى سحب بعض القوات فى يوليو، غير أن هذه المراجعة، التى تقوم على أساس سلسلة من التقديرات الصادرة من البنتاجون، تتناقض مع تقرير منفصل للاستخبارات الأمريكية يقدم صورة أكثر كآبة عن التقدم فى الحرب.
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه فى الوقت الذى يستعد فيه الرئيس الأمريكى، باراك أوباما لإصدار تقرير مفصل عن الإستراتيجية الأمريكية فى أفغانستان يرصد مدى التقدم التى حققته الولايات المتحدة فى غضون تسعة أعوام مضت فى الحرب، ظهر تقريران استخباريان سريان يقدمان تقييما سلبيا عن الحرب، ويفيدان بعدم وجود فرصة لتحقيق النجاح ما لم تدخل باكستان لمطاردة المتمردين الذين ينشطون على الحدود مع أفغانستان ويأخذون منها ملاذا آمنا لهم.
وجاء فى التقريرين، أحدهما خاص بأفغانستان والآخر بباكستان، أن الولايات المتحدة وقوات الناتو حققوا بعض المكاسب من هذه الحرب، ولكن عدم رغبة باكستان لهدم معاقل المسلحين فى المنطقة القبلية التى لا تخضع لطائلة القانون لا تزال تشكل عقبة خطيرة، ويقول قادة الجيش الأمريكيون، إن المتمردين المسلحين يعبرون بحرية من باكستان إلى أفغانستان لزراعة القنابل ومحاربة القوات الأمريكية، ثم يعودون إلى باكستان للراحة والتزويد بالأسلحة.
ورأت "نيويورك تايمز"، أن المعطيات التى كشف عنها التقريران، ويطلق عليها "تقديرات المخابرات القومية"، تمثل توافق فى الآراء من قبل 16 وكالة استخبارات أمريكية، بالمقارنة مع الجيش، وتم تقديمها الأسبوع الماضى لبعض أعضاء لجان الاستخبارات فى كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ووصف حيثيات التقريرين عدد من المسئولين الأمريكيين الذين قرأوا ملخصات التقارير التنفيذية.
توقعات بتغيير السياسة الأمريكية فى أفغانستان بعد وفاة هولبروك
الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 01:13 م
ريتشارد هولبروك الدبلوماسى الأمريكى الراحل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة