حمدى رسلان يكتب: قرش شرم الشيخ و"كرش" الوطنى

السبت، 11 ديسمبر 2010 09:18 ص
حمدى رسلان يكتب: قرش شرم الشيخ و"كرش" الوطنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن العناية الإلهية لم تكن راضية عما حدث من تزوير وتسويد لإرادة الشعب على أرض مصر، فجاءها من يفسد فرحتها من أعماق البحر الأحمر ليلتهم أجساد السائحين ويكذب تصريحات المسئولين الذين سارعوا فور هجومه على سائحتين من الروس باصطياد القرش وتحنيطه وأن هذا القرش الذى تم اصطياده هو نفسه صاحب الهجوم على السياح، وبنفس المواصفات التى أدلى بها الضحايا والشهود، ولم يكن يتبقى إلا أن يقولوا إنه يحمل نفس بطاقة الرقم القومى ليظهر من يكذب هذه التصريحات وهو قرش آخر يلتهم سائحة ألمانية ويودى بحياتها فى الحال، وتستمر التصريحات وهذه المرة بدعوة خبراء من الولايات المتحدة فى هذا المجال لمحاربة القرش وغلق الشواطئ من جديد.

ولكن إذا كان هذا هو قرش البحر الأحمر المفترس، الذى اتسع فكه، وسنّت أسنانه، لتلتهم أجساد السائحين فى بحر مصر، فما بالكم بقروش البر الذين اتسعت كروشهم لالتهام خير مصر وقوت الفقراء ولم يكتفوا ولم يشبعوا بما امتلأت بطونهم، فظلّوا يهجمون علينا بين الحين والآخر بفسادهم.

مياه البحر الأحمر شفافة تكشف لمن ينظر إليها ما تحتويه من خطر، ولكن مياه الفاسدين معكرة وبها الكثير من الرواسب التى تجذب المفسدين إليها، وتجعلهم فريقاً واحداً اتحد على خراب هذا البلد ونهب خيراته.

الفك المفترس ليس فكاً متسعا وبهِ أسنان مسنونة فقط، ولم يكن يسكن أعالى البحار كما كان فى الماضى، بل الفك المفترس هو الفساد والمفسدون، وممن يستغلون حوائج الناس لشراء أصواتهم
الفك المفترس هو الإهمال المتعمد لإرادة الناس والفرحة بنصر وهمى والحصول على حصانة تحمى المفسدين من العقاب فى حالة اكتشاف ما يفعلونه فى المواطن والوطن على حدٍ سواء
الفك المفترس هو من التهم صناديق الانتخابات ونتائجها، وانفرد بمجلس لم يصبح للشعب بل أصبح لأصحاب المصالح ولا يمثل إلا من فيه.

وأصبحنا نحن الخراف الميتة التى أثارت حفيظة هؤلاء القروش نحونا لالتهام أجسادنا الميتة والمتحللة، أو كالسائحة الألمانية التى صدقت تصريحات المسئولين بانتهاء خطر القروش واصطياد الجانى لتنزل البحر وتسبح مطمئنة، لتلقى مصرعها ويتفرق جسدها بين كرش القرش وكرش الإهمال والتصريحات المتسرعة غير المسئولة.

فالعشوائية والتخبط هما السمة السائدة الآن فى مصر، وتجاهل المشاكل وتسطيحها أفضل من مواجهتها وإيجاد الحلول لها.

أصبحت مصر المسكينة لا تدرى من أين تأتيها الضربة ومن أين يأتيها الخطر، من البر (المفسدين) أو من البحر (القروش المفترسة) أو من الجو (الأنفلونزا بشقيها) الطيور والخنازير.

وأصبحت بيئتنا بيئة خصبة لينموا ويترعرع فيها الفساد والمفسدون، تاركين ما يتحرك من خطر نحونا كسد أثيوبيا الذى يبنى فى منابع النيل أو ما يحدث فى العمق الإستراتيجى لمصر داخل أراضى السودان.

تاركين مصير مصر ومستقبلها لشهواتهم ونزواتهم وطمعهم فى المناصب والمكاسب، ليحصدوا منها ما استطاعوا، وليصبح المخلصون ومن يريدون الإصلاح هم أعضاء الوطن الذى يجب القضاء عليهم.










مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة