أكد الكاتب الصحفى نبيل زكى، أن أفغانستان هى قطعة الشطرنج الطائفية والمذهبية التى لا تزال تؤثر فى تاريخ العالم أجمع، فهى بمثابة انعطافة فى تاريخ العالم، حيث إن التاريخ قبل أفغانستان يختلف عن التاريخ بعد أفغانستان، مضيفاً أن تنظيم القاعدة الذى جاءت عناصره من أفغانستان غيّر العالم أجمع بعد قيامه بتفجيرات 11 سبتمبر 2001 فى نيويورك.
وأوضح زكى، خلال مناقشة كتاب "خلف الستار.. الوجه الآخر لأفغانستان" للكاتب خالد منصور، بالصالون الثقافى لجريدة أخبار اليوم أمس، أن العالم مازال يعانى من آثار بعض الأحداث التى جرت فى أفغانستان فى الماضى، مثل: نهاية الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان بعد أن استدرجت الولايات المتحدة الأمريكية الدب الروسى إلى أفغانستان واستنزفت قواه، وقامت المخابرات الأمريكية بتمويل ودعم المجاهدين فى أفغانستان قبل دخول تنظيم القاعدة.
واستطرد قائلاً: إنه من بين الآثار التى خلفتها أفغانستان للعالم بزوغ نجم تنظيم القاعدة فى العالم، حيث كانت البذور الأولى لتنظيم القاعدة فى أفغانستان ثم بدأت بعدها فى بناء مراكز أخرى لها فى العراق والصومال واليمن والمغرب العربى، مضيفاً أن أفغانستان كانت فاتحة لسلسة من الحروب فى العالم بحجة الحرب ضد الإرهاب.
وأشار إلى ازدياد أهمية أفغانستان فى الوقت الحالى، خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، حيث إن الحرب الأمريكية فى أفغانستان تبدو بلا نهاية، وبالتالى فإن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيخسر حتما الانتخابات المقبلة.
وقال زكى، إن كتاب "خلف الستار.. وجه آخر لأفغانستان" للكاتب خالد منصور يمثل قطعة أدبية من أدب الرحلات رفيع المستوى، حيث خاض المؤلف تجربة الحياة فى أفغانستان مع بسطاء المواطنين الأفغان وليس مع الساسة والمسئولين، لكى يعرف الواقع الأفغانى كما هو.
وأضاف، أن الكتاب يعد ذا أهمية خاصة فى المكتبة العربية، حيث إنه تناول أفغانستان من زاوية جديدة ومختلفة، كما أنه بسط الحقائق السياسية المعقدة حول أفغانستان للقارئ العادى.
من جانبها، قالت الكاتبة الصحفية نوال مصطفى، إن الكتاب الجديد يمثل مزيجاً من أدب الرحلات والتحليل السياسى والإنسانى والاجتماعى لواقع بشر، شاء القدر أن يكونوا مواطنين أفغانيين، وأن تتعرض أوطانهم لمنحنيات سياسية حادة وتحولات رهيبة أثرت على حياتهم.
وأضافت أن المؤلف حرص فى كتابه عن أفغانستان على المزج بين حكايات البشر وأصول الأزمة السياسية أو الثورة الإسلامية أو الحركة الطالبانية التى كانت سبباً فى كل الأزمات السياسية فى أفغانستان.
وأوضحت مصطفى، أن كل المعلومات التى لدينا عن أفغانستان من وكالات الأنباء فقط، التى لا تنقل كافة المعلومات، بينما يحاول الكتاب الغوص فى أعماق المجتمع الأفغانى من داخله.
ومن جهته، قال خالد منصور المسئول الإعلامى لمنظمة اليونيسيف ومؤلف الكتاب، إنه حرص على كتابة وتأليف هذا الكتاب عن أفغانستان، والذى استغرق 10 سنوات فى تأليفه، لأنه رأى أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بين أفغانستان والعالم العربى، مضيفاً أن الكتاب عبارة عن اليوميات التى سجلها المؤلف أثناء عمله فى منظمات الإغاثة التابعة لليونيسيف فى أفغانستان.
وأضاف، أن كتابه يختلف عن الكتب العربية الأخرى التى تتحدث عن أفغانستان، حيث استعان بالكتب والمراجع الأجنبية فى الكتاب وجمع بين الرؤيتين معاً فى تحليل الموضوعات الشائكة التى يتحدث عنها الكتاب.
وأشار الكاتب السياسى حمدى الحسينى إلى أن الكتاب هو تحقيق إنسانى صحفى من الدرجة الأولى، يتحدث عن ضحايا الصراع الدائر فى أفغانستان وهم بسطاء المواطنين الأفغان.
وقال: إن قضية أفغانستان هى قضية غامضة على السياسيين فى مصر، لذا حاول الكتاب إلقاء الضوء عليها بطريقة جديدة، إلا أنه رأى أن الكتاب افتقد للخوض فى بعض الأشياء الهامة عن أفغانستان مثل: تاريخ أفغانستان وقصة طالبان.
وأوضح، أن إيران حاولت الدخول فى لعبة السياسة الأفغانية، خاصة أن هناك 10% من الشعب الأفغانى من الشيعة، وهو ما تضمنه الكتاب الذى ربط بين إيران والملف الأفغانى.
أما الكاتب السياسى يحيى غانم، فقد أشار إلى أن أفغانستان أو كابول ليست بالبساطة التى تبدو عليها، حيث إنها مليئة بالتناقضات والتعقيدات متعددة الأوجه التى حاول مؤلف الكتاب الخوض بداخلها.
يذكر أن عدداً من السفراء شاركوا فى فعاليات الندوة منهم السفير الكويتى بالقاهرة راشد الحمد، وسفير سلطنة عمان، والسفير اليمنى.
صحفيون: أفغانستان ستتسبب فى خسارة أوباما الانتخابات القادمة
الأربعاء، 03 نوفمبر 2010 07:38 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة