هيومن رايتس بعد زيارتها لـ" 30 لجنة انتخابية": رصدنا "مخالفات" و"انتهاكات" لا حصر لها.. والمسئولون بذلوا جهداً كبيراً لمنع مرشحى المعارضة من التصويت

الإثنين، 29 نوفمبر 2010 03:37 م
 هيومن رايتس بعد زيارتها لـ" 30 لجنة انتخابية": رصدنا "مخالفات" و"انتهاكات" لا حصر لها.. والمسئولون بذلوا جهداً كبيراً لمنع مرشحى المعارضة من التصويت جو ستورك نائب المدير التنفيذى لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى هيومن رايتس
كتب أحمد مصطفى ورامى نوار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش فى تقرير رسمى لها اليوم، إن انتخابات مجلس الشعب المصرى التى أجريت أمس، الأحد، تشوبها تقارير عن منع مؤيدى المعارضة من دخول اللجان الانتخابية والتعرض لأعمال العنف، مشيرة إلى أن التقارير رصدت مخالفات لا حصر لها، منها أعمال اعتقال ومضايقات بحق الصحفيين، وحرمان مندوبى مرشحى المعارضة من دخول 30 لجنة انتخابية زارتها هيومن رايتس ووتش فى شتى أنحاء مصر.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذى لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى هيومن رايتس ووتش: "لقد وعدت السلطات بأنه سيُتاح للمجتمع المدنى المصرى مراقبة الانتخابات دون الحاجة لمراقبين دوليين، منتقداً استبعاد مندوبى المعارضة والمراقبين المستقلين على نطاق واسع من دخول لجان الانتخابات، بالإضافة إلى تقارير العنف والتزوير، كل ذلك يوحى بأن المواطنين لم يتمكنوا من المشاركة فى انتخابات حرة".

وقال جو ستورك: "الأدلة الواردة توحى بأن المسئولين المصريين بذلوا جهداً مركزاً من أجل منع مرشحى المعارضة من ممارسة حقوقهم أثناء عملية الاقتراع.

وقابلت المنظمة عدداً من مندوبى مرشحى المعارضة المستقلين خارج أغلب اللجان الانتخابية التى زارتها، أفادوا بأن الأمن منعهم من دخول اللجان الانتخابية نتيجة عدم وجود ختم الشرطة على توكيل الشهر العقارى الذى يوكلهم عن المرشحين، كما تم منع العديد منهم رغم حيازتهم لهذا الختم الذى يتم ختمه فى أقسام الشرطة.

وأكدت المنظمة، على رفض قسم شرطة الحدائق ختم توكيلات مندوبى المرشح المستقل عمرو زكى، حتى لا يتمكن أى من مندوبيه من دخول اللجان، ورصدت هيومن رايتس ووتش محاولة المرشح المستقل أسامة كمال دخول لجنة مصطفى كامل الانتخابية، لكن المسئولون أبعدوه عن الباب، وقالوا له إنه بحاجة لختم آخر من قسم الشرطة.

وشددت المنظمة على غلق عدد كبير من اللجان الانتخابية على مدار اليوم، وخرق لتعليمات وأحكام اللجنة العليا للانتخابات، التى أمرت بفتح اللجان بين الثامنة صباحاً إلى السابعة مساءً، كما رصدت هيومن رايتس ووتش الأوضاع لدى مقر هدى شعراوى الانتخابى للنساء، الذى فتح فى الساعة الثامنة صباحاً، لكن فى التاسعة أبعد ضباط الأمن مندوبات المرشحين المستقلين بالقوة.

وأكد عدد من الناخبات فى محافظة الإسكندرية لـ"هيومن رايتس"، أنهن كُن يعتزمن التصويت لمرشح الإخوان المسلمين الذى دخل الانتخابات بصفة مستقل، وعندما قالوا لـ"الضباط" منعوهن من دخول اللجنة.

وقالت لــ هيومن رايتس ووتش شاهدة عيان طلبت عدم ذكر اسمها، إن حوالى الثالثة والنصف مساءً، فى لجنة مدرسة السيدة عائشة، وهى لجنة أخرى للنساء فى سمنود، قام ضباط شرطة ومعاونون لهم، وجميعهم فى ثياب مدنية لكن يمكن رؤية أسلحتهم النارية، بدخول المدرسة من بابها الخلفى وطرد جميع مندوبات المرشحين، باستثناء مندوبات مرشحى الحزب الوطنى، وعلى حد علمها فكل المندوبات المطرودات ينُبن عن مرشحين مستقلين.

وصادفت هيومن رايتس ووتش حالات أخرى أقدمت فيها مجموعات من الشباب، وفى بعض الأحيان من النساء، على دخول اللجان بأعداد كبيرة فى محاولة ظاهرة لمقاطعة عملية التصويت ولترهيب الناخبين المؤيدين لمرشحى المعارضة.

أحمد نوح، المرشح عن حزب التجمع اليسارى المعترف به قانوناً، أخبر هيومن رايتس ووتش من شبرا بابل التابعة للمحلة، محافظة الغربية، أن مندوبيه مُنعوا بدورهم من دخول اللجان.

وفى لجنة أم الأبطال الانتخابية فى تلا، المنوفية، شمالى القاهرة، قالت بشاوات حامد، المحامية ومندوبة المرشح المستقل محمد أنور السادات، إنه فى الحادية عشر صباحاً، بعد أن دخلت اللجنة بعد جدل طويل، قام المسئولون بطرد مندوبى المرشح المستقل المنتمى للإخوان المسلمين. من ثم، دخلت حجرة رأت فيها رئيس اللجنة، على حد قولها، يغذى صندوق اقتراع ببطاقات تصويت بنفسه.

وعندما زارت هيومن رايتس ووتش لجنة أم الأبطال قبل انتهاء التصويت فى السابعة مساءً بقليل، كان العشرات من مؤيدى مرشح المعارضة يحاولون منع العاملين باللجنة من تحميل الصناديق على ظهر شاحنات، وكانوا يعتقدون أن تلك الصناديق مليئة بالبطاقات المزورة. فى ذلك التوقيت تعرض الحشد لهجوم من مجموعة من عناصر الأمن المركزى فى الزى الرسمى ومعهم العشرات من الشباب فى ثياب مدنية وهم يلوحون بعصى طويلة. وقامت عربات مدرعة تابعة للأمن المركزى بمرافقة شاحنات صناديق الاقتراع إلى لجنة الفرز الرئيسية.

وشاهدت هيومن رايتش ووتش فى ذلك التوقيت طابوراً طويلاً من الرجال يحملون العصى يقتربون من المكان. عندما وصلوا إلى اللجنة، سمعت هيومن رايتس ووتش ضابطاً فى زى رسمى يقول لهم: "لم تعد هناك حاجة لكم"، وأرسلهم إلى موقع آخر، فى إشارة واضحة على أن الرجال فى الثياب المدنية كانوا يتلقون توجيهات من الشرطة.

وفى لجنة الفرز فى تلا، فرض المئات من قوات الأمن المركزى وشرطة مكافحة الشغب كردوناً أمنياً. وشاهدت هيومن رايتس ووتش داخل لجنة الفرز العشرات من عناصر الأمن فى ثياب رسمية وعدد مماثل من الرجال فى ثياب مدنية ما زالوا يحملون العصى، وفى تلك اللحظة لم يكن الفرز قد بدأ بعد.

فى حى أبو سليمان فى الرمل بالإسكندرية، قال المرشح المستقل صبحى صالح لـ هيومن رايتس ووتش إنه تعرض للاعتداء بالضرب أثناء زيارة للجنة انتخابية فى قرية أبيس، الإسكندرية، للاطلاع على شكاوى الناخبين، وقال صالح، إن المندوبين الوحيدين داخل اللجنة كانوا مندوبى مرشحى الحزب الوطنى الحاكم.

صالح الذى ترشح أمام عبد السلام المحجوب، المحافظ السابق للإسكندرية، قال إن هناك من تقدم وأمسك برقبته ليخنقه وقال لـ هيومن رايتس ووتش: "كل هذا حدث تحت أعين الشرطة" وكانت ياقته ممزقة وملطخة ببعض الدماء".

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى عدد من مؤيدى مرشحى المعارضة الذين سقطوا ضحايا عنف الانتخابات فى سمنود بالمحلة. محمد عواض (37 عاماً) مندوب عن المرشح المستقل عبد الحليم هلال، كان فى لجنة مدرسة السادات الثانوية حوالى التاسعة والنصف صباحاً عندما دخل المدرسة عدد كبير من الشباب ومعهم سكاكين وسيوف، وأخرجوه هو وزميله، سيد إبراهيم محمد الوكيل (47 عاما) إلى فناء المدرسة.

كان عواض مصاباً بجرح كبير فى الطرف الأيسر من جبينه ومنطقة الجرح ملفوفة بالضمادات، التى قال إن تحتها جرح تسبب فيه سكين. وكان الوكيل مصاباً بجرح بطول ست بوصات فى ساعده، وقال إنه أصيب به عندما رفع ذراعه ليحمى وجهه من ضربة موجهة إليه بعصا خشبية فيها مسامير.

قال الرجلان لـ هيومن رايتس ووتش إنهم تعرفوا على بعض من هاجموهما ووصفاهما بأنهم من المجرمين ومسجلى الخطر وتجار المخدرات بالمنطقة. وزعما بأنهما تعرفا فى فناء المدرسة على بعض الرجال الذين يعملون لصالح قسم المباحث الجنائية بوزارة الداخلية.

محمود عبد الوهاب خليل، البالغ من العمر (21 عاما)ً وابن أخت وسائق نفس المرشح المستقل، عبد الحليم هلال، كان راقداً فى فراش بمستشفى سمنود العام عندما قابلته هيومن رايتس ووتش. قال إن مجموعة كبيرة ممن وصفهم بـ "البلطجية" دخلت لجنة الانتخابات فى فناء مجمع مبارك التعليمى بسمنود، وهم يصيحون بأنهم سيقفلون المدرسة لصالح محمد البربرى، مرشح الحزب الوطنى فى الدائرة ومسؤول كبير سابق فى جهاز الشرطة.

قال خليل إنه عندما اكتشف بعض الرجال صلته بمرشح المعارضة أحاطوا به وبدأوا فى ضربه على ساقيه بعصى خشبية. قال خليل إنه عندما التمس المساعدة من قوات أمن فى ثياب رسمية "صرفونى عنهم".

وقابلت هيومن رايتس ووتش مسئول للشرطة المحلية فى سمنود. وعندما سألته عن تقارير العنف ضد مؤيدى المرشحين المستقلين، زعم المسئول أنه لا يعرف بأى من هذه الوقائع.

وفيما يتعلق بالهجمات على الصحفيين، قام ضباط الأمن بالقبض على 10 صحفيين على الأقل لفترات وجيزة، مع مضايقة والتضييق على العشرات من الصحفيين الآخرين فى يوم الانتخابات. آدم مكارى من قناة الجزيرة الإنجليزية، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن مسئولى اللجان الانتخابية منعوه من دخول ست لجان زارها رغم أن معه التصاريح المطلوبة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة