انقسام بوسائل الإعلام العالمية حول انتخابات الشعب.. "صوت أمريكا" تتوقع مزيداً من العنف وقليلاً من المنافسة.. و"كارنيجى" يدين رفض الرقابة الدولية.. والصحافة الإسرائيلية تهتم بـ"كوتة المرأة"

الخميس، 25 نوفمبر 2010 05:16 م
انقسام بوسائل الإعلام العالمية حول انتخابات الشعب.. "صوت أمريكا" تتوقع مزيداً من العنف وقليلاً من المنافسة.. و"كارنيجى" يدين رفض الرقابة الدولية.. والصحافة الإسرائيلية تهتم بـ"كوتة المرأة" شوارع القاهرة والمحافظات امتلأت بدعاية المرشحين قبل أيام من الانتخابات
كتبت ريم عبد الحميد وانجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصلت وسائل الإعلام العالمية اهتمامها بانتخابات مجلس الشعب، المقرر إجراؤها الأحد المقبل، وتباينت مواقفها ما بين اعتراضها على رفض الرقابة الدولية للانتخابات، وانتقاد الحزب الوطنى والنظام المصرى، وكذلك المعارضة ذاتها.

بداية انفرد الكاتب البريطانى الكبير روبرت فيسك، فى صحيفة "الإندبندنت" بحديث دار بينه وبين زعيم حزب الغد أيمن نور خلال لقائهما فى لبنان هذا الأسبوع، معتبراً أن نور أحد أبرز من تحدوا النظام الذى وصفه فيسك بـ"الوحش"، وقال إنه رغم الفساد والهزائم، إلا أن نور لا يزال يأمل إحداث تغيير فى بلاده. وأوضح فيسك أن زيارة نور للبنان فى هذا التوقيت الذى يتزامن مع انتخابات مجلس الشعب يعد إشارة لافتة إلى ازدراءه النظام الحاكم الذى يتهمه بتزوير الانتخابات منذ عهد الرئيس السادات.

ونقل فيسك عن نور قوله: "أعتقد أننا على وشك أن نشهد يوم الأحد جزءاً مأسوياً، وآخر كوميديا من فئة الكوميديا السوداء"، مشيراً إلى أنه يجب أن يذهب إلى القاهرة يوم السبت المقبل من أجل المرح والتسلية.

وعن المشاركة فى الانتخابات أو مقاطعتها، قال فيسك إن نور يرى أن جماعة الإخوان المسلمين كان يجب عليها ألا تشارك، مؤكداً أنهم سيندمون على ذلك، وأنهم دخلوا على صراع يريده النظام، حيث ستكون هناك انتخابات مزورة، وبمشاركتهم فيها فإن الإخوان يمنحون النظام الشرعية.

وتحدث نور على العوائق القانونية التى تحول إمام إمكانية ترشحه فى انتخابات الرئاسة العام المقبل، مشيراً إلى القانون الذى يمنع أى مدنى للانتخابات خلال ست سنوات من إدانته فى جريمة وقضائه فترة عقوبة فى السجن.

وفى النهاية أوضح نور أنه من الممكن أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية فى مصر، وكان هناك بالفعل نوع من الديمقراطية عام 1860، وبين عامى 1924 و1952، كان هناك دستور ليبرالى. "أعتقد أننا يمكن أن نرى ديمقراطية فى المستقبل فى مصر بسبب الماضى، فعندما نقارن بين مصر الآن وفيما مضى يمكننا أن نؤمن بوجود قوة ديمقراطية حقيقية".

ولم يختلف موقع صوت أمريكا من الانتخابات المصرية عن موقف الإندبندنت، حيث اعتبر الموقع الوضع فى مصر يدعو للتشاؤوم، مشيراً إلى أنه رغم إصرار المسئولين الحكوميين على التأكيد بأن الانتخابات ستكون نزيهة إلا أن كثيرا من المصريين لا يزالون يشعرون بالتشاؤم ولا يثقون فى أن أصواتهم ستؤدى إلى تغيير جذرى.

وذكر الموقع فى تقرير له أن كثيراً من المصريين منشغلون بتدبير لقمة العيش اليومية، لدرجة عدم وجود وقت لديهم للاهتمام بالسياسة. فى حين أن البعض الآخر يتشكك فى العملية الانتخابية. ورصد الموقع أجواء الدعاية الانتخابية فى حى الدقى التى تجلت فى انتشار اللافتات والصور على واجهات المحلات، ونقل عن أحد الباعة فى المنطقة قوله، إنه لا يهتم كثيراً بمسألة الانتخابات. فعلى الرغم من أنه من المحافظة نفسها التى ينتمى إليها الرئيس حسنى مبارك، إلا أنه ليس لديه إيمان كبير فى العملية السياسية فى مصر.

وعلى الرغم من الرد القوى للخارجية المصرية على ما وصفته بالتدخل الأمريكى فى شئونها، ورفضها وجود مراقبين دوليين، وتصريحات بعض المسئولين بأن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة، إلا أن الكثير من المحللين أقل تفاؤلاً، ولا يشعرون بأن النتائج ستؤدى إلى إصلاحات مهمة. فهذه الانتخابات مقدمة لانتخابات الرئاسة العام المقبل والتى ستكون استفتاء على وضع الرئيس مبارك ومدى بقائه فى الرئاسة.

وينقل صوت أمريكا عن عبد الله الأشعل، الخبير السياسى وأستاذ العلاقات الدولية فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الحزب الوطنى يستخدم مجموعة من الأساليب المتنوعة للتمسك بالسلطة وعدم تشجيع المنافسة على الانتخابات البرلمانية. وعلى الرغم من أن الأشعل أعرب عن اهتمامه بخوضه هو شخصيا انتخابات الرئاسة، إلا أنه يتوقع أن يحتفظ الرئيس مبارك والحزب الوطنى بالسلطة، ووصف ذلك بأنه ثقافة اليأس بشأن الإصلاح.

أما عمرو حمزاوى، مدير الأبحاث بمركز كارنيجى الشرق الأوسط، فيتوقع أن تشهد الساحة السياسية فى مصر قليل من المنافسة، ويقول إن الآونة الأخيرة شهدت حملة على الإعلام وأعضاء جماعات المعارضة ومن بينهم الإخوان المسلمين. واعتبر أن هذه الحملات مؤشرات على أن الحكومة ليس لديها نية على جعل نظامها السياسى مفتوح.

وتوقع حمزاوى أن يخسر الإخوان أغلب المقاعد البرلمانية التى فازوا بها فى الانتخابات الماضية، لصالح أحزاب معارضة معتلة مثل حزبى الوفد والتجمع.

أما فؤاد عجمى، مدير دراسات الشرق الأوسط بجامعة جونز هوبكنز فى الولايات المتحدة، فقال إن المصريين مقتنعون بأن الانتخابات ستعكس فى نهاية المطاف رغبة الطبقة الحاكمة. وعلى العكس، يعتقد سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، أنه فى حال إجراء الانتخابات بحرية ونزاهة يمكن أن يكون هناك أمل بأن تقود مصر الانتقال الديمقراطى فى المنطقة.

من جهة أخرى أكد مركز كارنيجى الدولى للسلام أن رفض النظام المصرى للرقابة الدولية على الانتخابات يوحى بوجود نوايا للتزوير، ووفق ما قاله عمرو حمزاوى وميشيل معدا تقرير كارنيجى، فإن غياب الرقابة الدولية يحرم المصريين والرأى العام الدولى من قياس مدى الحياد والنزاهة فى العملية الانتخابية. وأكد التقرير أن الإجراءات التى تتخذها الحكومة تجاة الإخوان حاليا تنبئ باحتمالات حدوث مظاهر عنف أكثر مع بدء الانتخابات.

جاء ذلك بينما اهتمت كل من صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، ووكالة الأنباء الفرنسية بـ"كوتة المرأة"، مشيرة إلى أن انتخابات مجلس الشعب المقبلة ستعزز وضع المرأة فى المجتمع الذكورى، وأن كلا من الحزب الوطنى والمعارضة يأملان فى جنى المكاسب من وراء مقاعد السيدات.

واستندت جيروزاليم بوست إلى تصريحات الداعية د.يوسف القرضاوى التى دعا فيها النساء إلى التخلى عن العزلة والمشاركة السياسية لمحاربة من وصفهن بـ"نساء العلمنانيات". كما نقلت الصحيفة عن وفاء مشهور، إحدى المرشحات ذات الصلة بجماعة الإخوان المسلمين قولها، إن الجماعة تدعم المرأة فى الوقت الذى كان الحزب الوطنى يسقط المرأة من قائمة مرشحيه. وأضافت أن الكثير من النساء مثَلن الإخوان منذ عام 2000، ولولا القيود التى تفرضها الحكومة لكان من الممكن أن يتضاعف عدد المرشحات من النساء.


بينما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن معهد كارنيجى الدولى للسلام تقريرا له ذكر فيه أن كوتة المرأة تطور إيجابى يمكن أن يساعد على تصحيح وضع دام طويلا، ويضع مصر فى قائمة الدول ذات المشاركة النسائية البرلمانية، لكن الكوتة يمكن أن تمثل تقدماً على مستوى الحرية السياسة إذا ما أتيحت حرية التنافس عليها فقط.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة