"تعرف على مرشحك إلكترونيا".. تلك هى العبارة الأكثر اختلافاً بين انتخابات مجلس الشعب 2010، وبين انتخابات 2005، حيث أصبح اللجوء إلى عالم الإنترنت هو أهم ما يميز الأساليب الدعائية للمرشحين فى انتخابات مجلس الشعب الحالية، فلا يحتاج المرشح إلا لإنشاء صفحة له على موقع الفيس بوك أو تويتر باعتبارهما الوسيلة الأسرع والأرخص ثمناً للوصول إلى الناخبين، فتكلفة الدعاية على تلك المواقع لا تقارن بمثيلاتها على أرض الواقع، وهو ما أدى إلى اشتعال حرب الانتخابات على الإنترنت بين المرشحين فى مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، حيث أنشأ كل منهم مواقع خاصة به للتعريف ببرامجهم الانتخابية وأخبارهم.
ويعد مرشحو الإخوان المسلمين هم الأكثر انتشاراً فى المواقع الإلكترونية وعلى صفحات الفيس بوك وتويتر، ولعل السبب وراء ذلك هو أن الإنترنت يتمتع بمساحة أكبر من الحرية يسمح لهم باستخدام شعارهم "الإسلام هو الحل" بدون أى مضايقات، وهو ما لجأت إليه الدكتورة منال أبو الحسن مرشحة الإخوان على مقعد الفئات بمدينة نصر، التى أكدت فى صفحتها على الفيس بوك بتمسكها بهذا الشعار فى حملتها الانتخابية.
وقام الإخوان المسلمين بإطلاق موقع إلكترونى لمراقبة انتخابات الشعب القادمة تحت عنوان "شاهد"، الذى يأتى فى إطار خدمات موقع "برلمان" للمركز الإعلامى لهم بهدف الوصول لتغطية شاملة لكافه مراحل العملية الانتخابية، بدءاً من تقديم أوراق الترشح والترويج لمرشحيهم بشكل كامل على مستوى الجمهورية وصولاً لإعلان النتائج ويتم نشرها على الموقعين الفيس بوك والتويتر.
كما أطلقت اللجان الإعلامية الفرعية وأنصار مرشحى الإخوان مواقع فرعيه للترويج لمرشحيهم بجانب التحركات الميدانية، حيث قامت مجموعه شرق القاهرة بإطلاق موقع شامل تحت عنوان "شرق أون لاين" يتابع حصرياً وينشر كافة أخبار الإخوان المسلمين وتحركاتهم بجانب التعريف لكل مرشح بشرق القاهرة والذى يبلغ عددهم حالياً 5 مرشحين، وتشمل السيرة الذاتية والبرنامج الانتخابى وكيفية التواصل مع المرشح المحتمل للدائرة وكافة الأخبار الخاصة بمسيرته الانتخابية.
ولم يقتصر الأمر على مرشحى الإخوان، بل هناك العديد من مرشحى الحزب الوطنى الديمقراطى، الذى أنشأ كل منهم صفحة خاصة به، من بينهم المهندس أمين مسعود – المرشح عن دائرة شبرا ومهمشة – والذى طلب من أهالى الدائرة الذين انضمو إلى صفحته، بأن يشاركوه حملته الانتخابية ويطرحوا عليه موضوعات جديدة لحل المشاكل القائمة بشبرا ومهمشة بهدف تطويرها.
ولمسايرة الركب انضم مرشحو حزب الوفد إلى التنافس عبر الإنترنت وإنشاء صفحات خاصة بهم على الفيس بوك منهم نافع هيكل مرشح الوفد بالصف (عمال)، الذى كثف من تواجده على الصفحة فى الأيام القليلة الماضية وتحمل صفحته آخر الأخبار المتعلقة بجولاته وزياراته، ولم يترك مرشحو حزب التجمع الساحة بدون المنافسة فيها، حيث قام صلاح مصباح مرشح التجمع بدمياط، بنشر معلومات فى صفحته على الفيس بوك، حول مشكلات صناعة الأثاث فى دمياط وما تعانيه تلك الصناعة الهامة من أخطار، وإصابة المواطنين بالعديد من الأمراض.
وعندما تدخل على أى من صفحات المرشحين على المواقع الإلكترونية الاجتماعية، تجدها مليئة بالهتافات الدعائية للمرشحين، منها "مرشحنا وأغلى مالينا.. قلبوا حنين علينا دا حببنا منا وفينا بيخاف علينا كتير.. مرشحنا هو القلب بأمانة راجل يتحب ندعيلوا ونقول يارب يفضل نائب عطول *** إنسان طيب وأمير قلب مليان حنية وعشنا عمل كتير وعشان أهل الدايرة كلنا هنقولك مبروك بإذن الله"، وعلى الصفحة الخاصة بالمرشح المستقل العقيد السيد حسان عن الدائرة الأولى بالزقازيق محافظة الشرقية كتب أحد الأشخاص شعار "فكر جديد.. قلب حديد.. العقيد حسان جاى فى التجديد".
مزايا الإنترنت دفعت إلى قيام عدد من المتخصصون فى مجال الدعاية الانتخابية وعمل الكروت والملصقات الدعائية إلى إنشاء صفحات خاصة بهم، والترويج لها بين المرشحين الإلكترونيين، فبمجرد الدخول على صفحات المرشحين على الفيس بوك تجد العديد من الأشخاص يطرحون على المرشح التعاون معهم لإدارة حملته الانتخابية، منها صفحة برنامج الكشوف الانتخابية لمجلس الشعب 2010، وهو عبارة عن قاعدة بيانات بها كل ما يحتاج إليه المرشح فى حملته من إمكانية طباعة الكروت بصورة المرشح ورمزه الانتخابى وطباعة كشوف حسب العائلة أو البلد أو المقر، بل ووصل الأمر إلى إعلان عدد من الأفراد عن إمكانية عمل أغانى خاصة باسم المرشحين و"فيديو كليبات" بها صور المرشحين، وحسبما يقول محمد عبد الرازق، أحد المتخصصين فى عمل الدعاية الانتخابية، فإن سعر الأغنية باسم المرشح يصل إلى 100 جنيه، أما فى حالة عمل "فيديو كليب" يصل أيضاً إلى 100 جنيه.
والأكثر دهشة هو تقسيم المرشحين حسب المكان الجغرافى، فعلى سبيل المثال تم إنشاء موقع www.elbarlman.com، ليكون حلقة الوصل بين المرشحين والناخبين على مستوى الصعيد بصفة، خاصة وعلى مستوى مصر بصفة عامة ويشترط الموقع على أى مرشح يرغب فى الإعلان عن نفسه فيها أن يدفع 360 جنيهاً نظير عرض المرشح برنامجه الانتخابى وأفكاره والتواصل مع الناخبين حسبما يقول القائمين على الموقع.
أما بالنسبة لموقع اليوتيوب، فقد قام العديد منهم بنشر الفيديوهات الدعائية الخاصة بهم على الموقع، ونشر فيديوهات المضايقات التى يتعرض لها البعض ويتصدر الإخوان المسلمين أيضاً النسبة الأكثر من بين المرشحين فى اللجوء إلى اليوتيوب، لنشر ما يتعرضون له من مضايقات أثناء الحملات الانتخابية أو تقديم أوراق ترشيحهم والمظاهرات التى يقومون بها.
"الفيس بوك وتويتر واليوتيوب" تشعل المنافسة بين مرشحى مجلس الشعب.. وتسعيرة خاصة للدعاية عبر الإنترنت.. الأغنية والفيديو بـ100 جنيه.. ومواقع مرشحى الصعيد بـ350 جنيهاً
الجمعة، 19 نوفمبر 2010 01:16 م
مرشحو مجلس الشعب يشعلون الصراع على الفيس بوك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة