أثار إعلان شركة المراعى دخول منتجاتها إلى السوق المصرية واستحواذها على شركة بيتى المصرية للألبان، مخاوف لدى منتجى الألبان المصريين من الاحتكار فى ظل تطلع الشركة السعودية لإنشاء مزارع للأبقار فى مصر فى خطتها التوسعية.
فى الوقت الذى اعتبر عاملون فى سوق الألبان أن المراعى بدأت خطواتها بحرب التخويف، وحالة فزع بعد استشهادها بدراسة صادرة عن جامعة الإسكندرية، تؤكد خطورة اللبن السائب من الباعة السريحة، والذى يشكل 84 % من حجم الألبان فى السوق المصرية، واعتبرت الدراسة تدعيما للبن المعبأ الذى تتخصص فيه الشركة السعودية.
وكشف حاتم صالح العضو المنتدب للشركة العالمية للألبان والعصائر المراعى عن عزم الشركة إنشاء مزرعة نموذجية فى مصر على غرار مزارعها فى السعودية، بعد دخول منتجاتها السوق المحلية واستحواذها على شركة بيتى المصرية.
ونفى صالح ما تردد عن نية الشركة احتكار السوق المصرية أو إغراقها بمنتجاتها، مشيرا إلى أن الإغراق معناه أن تستأثر بالسوق بأسعار أقل من الأسعار العادلة، وهذا غير صحيح، إنما دخول الشركة يرفع من حدة المنافسة بين الشركات فى قطاع الألبان، ويمنع من الاحتكار لأى شركة فى السوق المصرية، وهو ما ينعكس على سعر وجودة المنتجات، وأضاف أن استشهاد الشركة بالدراسة التى أعدتها جامعة الإسكندرية ليس استغلالا من الشركة للترويج للألبان المعبأة، أو لتخويف المستهلك، حيث إن القائم بالدراسة وهو جامعة الإسكندرية، يعد جهة حكومية محايدة.
وأوضح حاتم أن جميع دول العالم لديها تشريعات تجرم تداول اللبن السائب، فى حين أن مصر ليس لديها أى قانون يحكمنا فى الألبان، وأن القانون الوحيد الجارى العمل به هو قانون سنة 1951.
من جانبه لم يبد محمد فرج عامر صاحب شركة «فرجللو» للعصائر أى انزعاج من دخول المراعى، معتبرا أن دخول أى مستثمر أجنبى إلى مصر يشكل إضافة للسوق المصرية لارتفاع حدة المنافسة بين الشركات مشيرا إلى أن البقاء دائما للأقوى.
وأضاف أنه لا يوجد فرق بين مصرى وأجنبى فى الوقت الحالى، حيث تتمتع الشركات الأجنبية بنفس المميزات على الأراضى المصرية، نافيا وجود أى تخوف، حيث إن الشركات الأجنبية تدفع 20 % من صافى أرباحها للضرائب المصرية قائلا «مفيش مستثمر هيشيل مصانعه ويمشى»، كما نفى وجود احتكار فى السوق المحلية.
وطالب عامر بضرورة إنشاء الحكومة مزارع للأبقار فى مصر، لمساعدة الشركات على الإنتاج وهو ما تحتاجه السوق المحلية من استثمارات حيث إن هناك العديد من المطالب المقدمة إلى الحكومة منذ فترة كبيرة لإقامتها، مشيرا إلى أن سبب أزمة اللحوم والأبقار فى مصر هو نقص المزارع. فيما أكد صفوان ثابت رئيس شركة «جهينة» أنه لا تأثير على السوق المصرية من دخول الشركات الجديدة، مشيرا إلى أن السوق المصرية أثبتت استيعابها دخول استثمارات جديدة، مثلما حدث خلال الفترة الماضية من دخول شركات عديدة، مثل نستله ودانون وبيتى وغيرها من الشركات، كما أن السوق فى احتياج للكثير وأن البقاء للأقوى وذات الجودة والأسعار المنافسة، وعن احتياج الشركات المصرية لوجود مزارع تضخ إنتاجية جديدة للشركات، أكد ثابت أن الحكومة لن تقيم شيئا وأن هناك بعض الشركات التى بدأت فى إنشاء مزارع جديدة فى سبيل مضاعفة إنتاجيتها، ومواجهة المنافسة الشرسة بالأسواق.
يذكر أن جامعة الإسكندرية أعدت دراسة حول اللبن السائب لبيان مدى احتوائه على مواد صلبة، وقامت الدراسة بسحب 50 ألف عينة من اللبن السائب من السريحة من محافظتى القاهرة والإسكندرية وتبين أن اللبن السائب الذى يمثل 84 % من حصة السوق المصرية يسبب الأمراض السرطانية، والفشل الكلوى، نظرا لاحتوائه وفقا للعينة على مواد الفورمالين وثانى أكسيد الهيدروجين والصودا الكاوية والتى اشتملت عليها العينة بأكملها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة