عادت التفجيرات الإرهابية إلى تركيا لتفسد أجواء الاحتفال بعيد الجمهورية التركية وسط اتهامات إلى حزب العمال الكردستانى بالوقوف وراء تلك التفجيرات التى راح ضحيتها 32 جريحاً، فى الوقت الذى أكد فيه رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوجان، أن حكومته لن تسمح للإرهاب بالنيل من وحدة البلاد واستقرارها وتضامن شعبها.
تضاربت آراء الخبراء حول الدافع وراء العملية، إلا أنها اتفقت فى وجود جهات أجنبية تدعم إثارة الاضطراب بالداخل التركى وتستهدف زعزعة الاستقرار والنهضة التى تتمتع بها فى السنوات الأخيرة.
الدكتور الصفصافى أحمد القطورى، أستاذ الدراسات التركية بجامعة عين شمس، لم يستبعد ضلوع عناصر تابعة لحزب العمال الكردستانى بالحادث قائلا، إن الأكراد لديهم رغبة دائمة فى إثارة الاضطراب داخل تركيا بهدف نيل بعض المكاسب أهمها إجبار حكومة أردوجان على بدء مباحثات مباشرة مع زعيمهم عبد الله أوجلان المسجون فى تركيا.
ويؤكد د.القطورى أن توقيت العملية ومكانها فى اسطنبول العاصمة الفعلية لتركيا يتضمن رسالة واضحة مفاداها أنهم قادرون على الوصول إلى أى مكان وليس فقط الحدود أو قطاع الجنوب شرقى حيث الأغلبية الكردية، لافتا إلى أن أنقرة تعتبر العاصمة السياسية أما اسطنبول فتتم بها معظم الأنشطة التجارية والثقافية وغيرها من الفاعليات الهامة، فضلا عن الكثافة السكانية الكبيرة فهى هدف استراتيجى لم يأت من فراغ.
ويضيف أستاذ الدراسات التركية، أن العملية جاءت ضمن سلسلة من الضغوط التى يمارسها الأكراد على الحكومة التركية لتحقيق عدد من المطالب بينها استخدام اللغة الكردية بالمدارس وإعطائهم شبه حكم ذاتى فى جنوب شرق تركيا وهو ما يمثل خطا أحمر بالنسبة للحكومة التركية التى لم تبخل عليهم بكافة حقوق المواطنة بالسماح لهم بصحافة وتليفزيون ناطق باللغة الكردية وتأسيس حزبين لهم ومنهم 12 من أعضاء البرلمان، إلا أن حزب العمال الكردستانى غير مكتفى بذلك ويصر على الاستقلال.
ولم يستبعد د. القطورى ضلوع جهات أجنبية مثل اللوبى اليهودى والولايات المتحدة فى دعم تلك العمليات لخلق نوع من الاضطراب الذى يستهدف استقرار ونهضة تركيا بعد المكانة الدولية الكبيرة التى وصلت إليها.
وعن رد الفعل المتوقع حيال تلك العمليات قال د. القطورى إن هناك معسكرين أحدهما يميل إلى التشدد والرد بقسوة بشن هجمات وضربات على الإقليم الكردى الممتد على الحدود التركية - العراقية – الإيرانية.
ومعسكر آخر يميل إلى الحلول الدبلوماسية يتزعمه وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو فى حين أن موقف الحكومة غالبا ما يميل إلى التوازن وإن كان يغلب عليه عدم ميله للحرب أو فتح جبهات من شأنها زعزعة استقرار تركيا.
بينما يرى د. أحمد الخولى، أستاذ الدراسات الفارسية بجامعة عين شمس، أن الصراع بين العلمانيين والإسلاميين يقف وراء هذه العملية التى جاءت تزامنا مع رفض قيادات فى الجيش المشاركة فى أعياد البلاد بسبب حجاب زوجة الرئيس التركى عبد الله جول وزوجة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان، ويزيد الصراع اشتعالا موقف حزب العمال الكردستانى الذى لا يمل من المطالبة بالحكم الذاتى.
ويؤكد د. الخولى أن الحادث يعد علامة غير طيبة وجاء فى توقيت ومكان ينتهز فرصة الأعياد والزحام لتحقيق أكبر الخسائر لإحراج الحكومة التركية وإرغام أردوجان على تنفيذ مطالب الأكراد المعروفين بالقوة وصلابة الرأى والتى تتلخص فى مجملها فى دولة مستقلة لهم.
واتفق د.الخولى فى احتمال ضلوع جهات غربية وراء دعم تلك العمليات التى تستهدف إقامة دولة للأكراد على حدود تركيا وإيران والعراق عاصمتها أربيل أو السلمانية الأمر الذى ينذر بالكثير من العواقب التى لا يحمد عقباها فى حالة تبنيها من قبل الغرب، مثلما يحدث الآن فى دعمهم انفصال جنوب السودان.
كانت وسائل الإعلام العالمية قد اهتمت بنبأ قيام انتحارى بتفجير نفسه صباح اليوم فى ساحة التقسيم المزدحمة بمدينة اسطنبول. وأدى الانفجار إلى جرح 32 شخصاً من بينهم اثنان بحالة حرجة.
وذكر موقع "أخبار العالم" التركى أنه بحسب المعطيات الأولية لقوى الأمن، فإن الانفجار نفذه انتحارى عرضت قناة NTV التركية جثته المغطاة بالصحف، كما عثر رجال الأمن على عبوة ثانية بالقرب من الحادث تم إبطال مفعولها، وأكد محافظ اسطنبول حسين عونى موطلو جرح 32 شخصاً منهم 15 شرطياً و17 شخصاً مدنياً. وأضاف أنه تجرى حاليا التحقيقات والتحريات بالحادث.
وبحسب موقع "روسيا اليوم" فإن أغلبية العمليات الإرهابية التى وقعت فى الجزء الأوروبى لمدينة اسطنبول كانت تتبناها الفصائل الكردية المسلحة التى تطالب منذ 25 سنة بالحكم الذاتى على جزء من الأراضى التركية.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان فى تصريح خلال زيارته اليوم، الأحد، لمدينة ماردين بجنوب شرق البلاد، إن التفجير الانتحارى الذى وقع باسطنبول كشف مرة أخرى عن الوجه القبيح للإرهاب.
وتابع أردوجان أن وحدتنا وتضامننا سيكونان أفضل رد على هؤلاء الذين يحاولون عرقلة جهود تركيا من أجل تحقيق التنمية مشيرا إلى أنهم يحاولون عرقلة مشروع سد أليسو فى قرية حسن كيفى بجنوب شرق البلاد، ومشروع الصوبات الزراعية التى ستوفر فرص عمل لعشرات الآلاف من المواطنين، ومشروعات تحديث الصناعة ورفع تركيا إلى مصاف الدول المتقدمة.
وقال أردوجان، إننا عازمون على الحفاظ على تقدمنا وسنبنى المدارس والمستشفيات فى جنوب شرق البلاد، وسنبذل كل ما فى وسعنا من أجل تحسين ظروف الحياة فى مختلف قرانا.
ارتفاع عدد مصابى انفجار إسطنبول إلى 22 مواطنًا
إصابة 22 فى عملية انتحارية بميدان تقسيم بتركيا
تفجيرات إسطنبول "تعكر" صفو أعياد الجمهورية.. وأردوجان يتوعد منفذى العملية.. وأصابع الاتهام تشير لعناصر بحزب العمال الكردستانى.. وخبراء يؤكدون: جهات أجنبية تدعم زعزعة استقرار تركيا
الأحد، 31 أكتوبر 2010 06:30 م
أردوجان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة