أبو الغيط: مصر تسعى لتأمين السودان من الحرب الأهلية

السبت، 30 أكتوبر 2010 04:01 م
أبو الغيط: مصر تسعى لتأمين السودان من الحرب الأهلية أحمد أبو الغيط وزير الخارجية
كتب يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، أن هناك هدفا مصريا واضحا تجاه تطورات الأوضاع فى السودان يقوم على تأمين الأوضاع فى السودان ومنع أى توتر يؤدى إلى اقتتال، وأن تتم العملية المتفق عليها فى اتفاق نيفاشا بشكل هادئ يؤدى إلى استقرار السودان مهما كان القرار، سواء كان بالانفصال والتقسيم أم بالاستمرار فى وحدة هذا الوطن المجاور لمصر.

وقال أبو الغيط خلال مؤتمر صحفى اليوم عقب لقائه وزير خارجية السودان على الكرتى، إنه شرح لكرتى الاتصالات التى تقوم بها مصر فى أعقاب الزيارة التى قام بها أبو الغيط والوزير عمر سليمان مؤخرا إلى الخرطوم وجوبا.

من جانبه قال كرتى، إنه جاء إلى مصر من أجل شرح آخر التطورات فى السودان ومن أجل توضيح المواقف الأوروبية التى وجدها فى جولته الأخيرة لأوروبا، وقال "هناك حاجة لمعرفة الأوضاع الإقليمية حول السودان، من حيث ما يجرى فى الإيجاد والاتحاد الأفريقى وما يجرى أيضا فى المستوى الدولى بالأمم المتحدة".

وقال كرتى، إنه فى ظل هذه المواضيع كنا فى حاجة لتبادل الآراء وتبادل المعلومات، لافتا إلى أن هناك تقييما مستمرا من جانب السودان مع الخارجية المصرية والقيادة المصرية، وقال إن السودان يقيم هذا التواصل مع مصر، خاصة أن هناك حاجة لاطلاع الجانب المصرى بشكل أكثر على الموقف السودانى، والقضايا فى السودان خاصة أن مزيد من المعرفة حول تطورات الأوضاع فى السودان يساعد أيضا فى طرح قضية السودان فى المجتمعين الإقليمى والدولى، لأن لمصر مكانتها الإقليمية والدولية بما يساعدها فى تقيييم الأوضاع معنا فى الخطوات التى نقبل عليها، ونحن فى هذا التشاور سيكون لنا تواصل مستمر وأقرب مما كان عليه فى الفترة الماضية".

وأشار كرتى إلى أنه وجد خلال مباحثاته مع أبو الغيط روح تعاون كبيرة كما عهدناها دائما من مصر، ولكنها فى هذه الجولة كانت أقرب إلى الموضوعات المحددة التى تجرى على الأرض فيما يخص قضايا الخلاف بين طرفى اتفاقية السلام، وما يخص مستقبل ونتائج هذه القضايا حال قيام الاستفتناء فى موعده.

وقال كرتى "تحدثت أيضا مع الوزير أبو الغيط عن الصعوبات التى تواجه استفتاء حق الجنوب فى تقرير مصيره، وإمكانية معالجة هذه القضايا قبل قيام الاستفتاء، وفى تقديرى أن هذا اللقاء كان مثمرا جدا ، ومفيدا جدا لقضايانا التى نطرحها الآن وللتواصل فى المستقبل القريب خلال الشهرين القادمين".

وردا على سؤال حول ما يثار عن تأجيل الاستفتاء ، قال كرتى "من جانبنا فى الحكومة السودانية ملتزمون بإجراء الاستفتاء فى موعده، ولكن الذين بدأوا الآن فى طرح مسألة التأجيل ليست هى الحكومة السودانية بالقطع، وإنما هى أطراف خارجية زارت السودان واتضح لها حجم التعقيدات التى تواجه قيام الاستفتاء فى موعده ليس قيام الاستفتاء كاستفتاء، وما يطرح فقط هو إمكانية مراجعة التوقيت، ولكن هذا ليس من طرفنا، والذى نقوله حتى الآن أننا ملتزمون بإجراء الاستفتاء بالطريقة الصحيحة، من حيث الترتيبات وصحتها، ومن حيث قيام الاستفتاء نفسه وقيامه فى جو حر ونزيه".

من جانبه قال أبو الغيط، إن الاستفتاء هو أمر حتمى باعتبار أنه مؤكد وجوده فى اتفاق نيفاشا، ولكن يجب أن يكون الاستفتاء مثلما نص عليه أى أنه استفتاء يعطى كل طرف حقه وفرصه، والمطلوب اليوم أن نركز على الإجراءات وأن نطمئن إليها وإذا ما اطمئنينا إلى الإجراءات فليكن الاستفتاء فى موعده".

وأضاف أبو الغيط "ولكن فى كل الأحوال يجب أن يتم أى تأجيل إذا طرح بالتراضى بين الجانبين ومن خلال إقناعهم بأن المصلحة تتطلب ذلك".

وحول الطرح بنشر قوات أممية إضافية على الحدود ما بين الشمال والجنوب، قال كرتى "أعتقد أن هذه مجرد فكرة طرحت فى مواجهة التعقيدات الموجودة حاليا، ولكن ليس هناك طرح واضح من أى من طرفى اتفاق نيفاشا"، مؤكدا على أن من تحدثوا عن هذه القوة هى أطراف قد تكون لديها إحساس بأنه قد تكون هناك حاجة، وهى تعد نفسها لهذه الحاجة، لكن من جانبا لا نرى وجودا لهذه الحاجة ولا ضرورة لوجود هذه القوات،لأن وجود هذه القوات قد يكون معينا على مزيد من التوتر، وفى تقديرنا أن ترك طرفى اتفاقية السلام يحلون بقية القضايا بالحوار هو أفضل من استخدام أى قوات، لأن وجودها إذا جاءت لن تستطيع مواجهة أى تهديد أو توتر، لأن التوتر يواجه بحل المعضلات، وليس بالقوات، لأن تجربتنا تقول إن دخول مثل هذه القوات فى مناطق أخرى لم تكن فى صالح هذه التحركات.

ومن جانبه قال أبو الغيط "إن هناك مبدأ واضحا تقبل به مصر وتتمسك به وهو إرادة الدولة المستضيفة، أى أن الشمال أو الجنوب أو دولة السودان الحالية هى التى تقرر إذا ما كانت تقبل بوجود هذه القوات من عدمه، وأعتقد أن حديث وزير الخارجية السودانى يشير إلى عدم رضا السودان فى الوقت الحالى على الأقل بقبول أى فصل بين الشمال والجنوب عن طريق وجود قوات دولية".

وردا على سؤال حول إن كانت مصر قلقة من تعالى صوت الانفصال أم أن هناك فرصة للوحدة، قال أبو الغيط "هناك بالتأكيد فرصة للوحدة، ولكن حق تقرير المصير أصبح مبدأ واضحا ومتفقا عليه بين الشمال والجنوب ، وأملنا أن هؤلاء الذين يتحدثون عن حق تقرير المصير فى المجتمع الدولى أن يتمسكوا أيضا بحق تقرير المصير للشعب الفلسطينى".

وحول أسباب انخفاض صوت الوحدويين فى الجنوب خلال هذه المرحلة، قال كرتى "قد يكون هذا الأمر صحيح بالنسبة للجنوبيين، ولكن الإجراءات التى تتخذ حتى الآن ضد من يدعوا إلى الوحدة فى الجنوب هى إجراءات لا تساعد على الحديث عن الوحدة، وهذا ما ننادى به الن بأن تكون هنالك حرية فى طرح الآراء والندوات والدعوات من أجل الوحدة وحرية حركة للناخبين حتى يكون الاستفتاء صحيحا".

وردا على سؤال حول مغازلة الجنوبيين لإسرائيل بإعلان سيلفا كير الاستعداد لفتح سفارة إسرائيلية فى الجنوب حال الانفصال، قال كرتى "فى هذا الوقت من يحب أن يميز نفسه عن موقف طرف آخر يركب بحار كثيرة، ولعل أحدها هو هذا البحر".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة