رأى عدد من الأدباء والمثقفين المستقلين أن تصريحات أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرية، بأن الرئيس مبارك هو المرشح الرسمى والوحيد للحزب الوطنى لانتخابات الرئاسة المقبلة 2011 دليل قاطع على أن لقاءات الرئيس مبارك بعدد من الفنانين والمثقفين مؤخرًا هى محاولة سياسية مشروعة لسحب البساط من تحت أقدام د.محمد البرادعى، مؤكدين على أن لقاء البرادعى بعدد من المثقفين لفت أنظار النظام إلى لقاءات البرادعى المتكررة، الأمر الذى جعل الرئيس يلتقى بأعداد من ممثلى الشعب فى محاولة منه للتأكيد على أنه لا يزال ممسكاً بزمام الأمور، إضافة إلى الدعم الذى قدمه للمركز القومى للترجمة واتحاد الكتاب، وقبوله إعادة جهاز السينما إلى وزارة الثقافة، وكل هذه الإجراءات الإيجابية تأتى كدعاية انتخابية.
وقال الشاعر رفعت سلاَّم أحد أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول "علينا أن نفرق بين نوعين من المثقفين، أولهم ممن التقوا بالدكتور محمد البرادعى، وثانيهم المثقفون ممن التقوا مؤخرًا بالرئيس مبارك"، موضحًا "فمثقفو لقاء الرئيس مبارك هم رجال الدولة فى المجال الثقافى بحكم مناصبهم وانحيازاتهم فى نفس الوقت، أما مثقفو لقاء البرادعى فهم ممن يعيشون على المطالب الديمقراطية الشعبية والتى يرفضها النظام".
وأضاف سلام "وبالتالى فقد كان الرئيس مبارك فى لقائه بالمثقفين يكاد أن يكون ممن يتحدثون إلى أنفسهم، ولا يسمع صوتًا مختلفًا عنه، فأتوا له بالأصوات التى يريد أن يسمعها، وهى الأصوات التى تستجدى وتطلب ولكنها لا تستطيع أن تكون أصوات قيادية فى جوهر القضايا السياسية الُملحة على الشارع المصرى الآن".
وتابع سلاَّم "أن هناك فارقا كبيرا بين لقاء الرئيس مبارك وبين لقاء البرادعى وقال سلام إن تصريحات أحمد أبو الغيط غالبًا ما تكون صحيحة، لأنه يؤكد على ما قاله الرئيس مبارك من قبل بأنه لن يترك الرئاسة ولذلك فلا شك أن تصريحات أحمد أبو الغيط تستند على معلومات موثقة وإلا لما كان صرح بها.
وقال د.عمار على حسن أحد أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول "أتصور أن تصريحات أبو الغيط صحيحة مائة بالمائة ودقيقة للغاية، فحتى الآن لا توجد مؤشرات قوية على أن الرئيس مبارك يميل إلى ترك السلطة، وكل المقربين من الرئيس مبارك يؤكدون على أنه سيظل يخدم هذا الوطن إلى آخر نبض فى عروقه"، كما سبق وأن صرح الرئيس نفسه بهذه العبارات، ويبدو أن استطلاعه المستغرق والمستمر لآراء المقربين حوله من قيادات وأجهزة سياسية وحزبية وإنصاته للرأى العام جعله متيقنًا بأن انتقال السلطة فى الوقت الحالى لن يكون عملاً صحيحًا، ولا سيما بعد ظهور د.محمد البرادعى على المسرح السياسى المصرى وأصبحت هناك قيادات كبيرة داخل الحزب الحاكم ترى أنه من المحتم إعادة ترشيح الرئيس مبارك لفترة جديدة خوفًا على مصالحها وخوفًا على مستقبل البلد، لأنه لا يوجد اطمئنان مؤكد فى البديل المطروح من جانبهم.
وأضاف عمار على حسن أن لقاءات الرئيس مبارك بالفنانين والمثقفين سوف تتبعها عدة لقاءات مع ممثلى فئات مختلفة داخل المجتمع المصرى، وأتصور أنها بداية حملة علاقات عامة لإعادة ترشيح الرئيس مبارك.
وتابع عمار قائلاً "يجب أن نأخذ فى الاعتبار أن رجلاً مثل أحمد أبو الغيط يتحسس الدقة فى كلماته دائمًا يطلق تصريحًا مثل هذا لا بد أن يكون واثقًا من معلوماته".
ورأى عمار أن لقاءات د.البرادعى بقطاعات مختلفة من الشعب المصرى أثبتت أن هناك هوة وفراغ كبير بين هذه التيارات والرئيس مبارك، الأمر الذى دعا الرئيس مبارك للعمل على سد هذه الهوة ليؤكد فى رسالة مستترة للشعب أنه لا يزال ممسكًا بزمام الأمور.
ومن جهته رأى الشاعر فريد أبو سعدة أن لقاءات الرئيس مبارك بالمثقفين أو الفنانين أو اللقاءات القادمة بأنها محاولة سياسية انتخابية مشروعة لسحب البساط من تحت أقدام د.البرادعى، مؤكدًا على أن الدعم الذى قدمه الرئيس للمثقفين والفنانين دليل على ذلك، وهو ما لا يقدر عليه البرادعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة