قال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى إن الشعراء الراحلين "كمال نشأت وعبد المنعم عواد يوسف ومحمد صالح الخولانى" كان لهم تجربة شعرية مميزة، حيث استطاعوا أن يثروا الكتابة الشعرية بأشكال جديدة لم تألفها من قبل، خاصة فى الوقت الذى ازداد فيه تعصب البعض وتمسكهم بقوالب نمطية فى الشعر والرواية والقصة.
وأضاف حجازى أنه على الرغم من أن عملية التجديد لم تكن سهلة إلا أنهم نجحوا فى ترسيخ مفاهيم حديثة فى الحالة الشعرية، مشيرا إلى أن رحيل هؤلاء الشعراء جعلنا نربح أشعارهم ونعيد قراءتها مرة أخرى حتى نسلط عليهم الضوء من جديد، قائلا: على الرغم من أننا خسرنا أهم الشعراء، إلا أننا سنربحهم يوما بعد يوم بأعمالهم، ورحيلهم خسارة كبيرة للمشهد الشعرى المصرى.
واتفق معه الشاعر فاروق شوشة، الذى قال خلال صالون الأربعاء الشعرى الذى نظمه المجلس الأعلى للثقافة مساء أمس الأربعاء، أن الشاعر كمال نشأت كان نموذجا للشاب المتمرد الثائر على كل شىء فكرا وشعرا، وكثيرا ما حملت أعماله الشعرية نسمات ورائحة مدينة الإسكندرية التى كان ينتمى إليها.
وأضاف شوشة أن نكسة 67 ساهمت فى تغيير شخصية نشأت ودفعته للسفر خارج مصر والعمل بالعراق فترة، ليعود مرة أخرى ولكن بعد أن تبدل كل شىء، فلم تعد الحالة الشعرية كما كانت، وظهر شعراء جدد على الساحة، وقتها حاول أن ينخرط بينهم من جديد، فاستحدث طريقة شعرية جديدة تسمى بالومضة أو الجمل الشعرية المكثفة.
وأشار شوشة إلى أن نشأت لم ينل من الجوائز الأدبية فى حياته الشعرية سوى جائزة اليمانى للإبداع الشعرى والتميز من اتحاد الكتاب.
وتحدث الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة عن الشاعر الراحل محمد صالح الخولانى قائلا: كان الخولانى إنسانا بسيطا جدا فى حياته، درسنا سويا بالجامعة الأزهرية والتى سادت فيها أصوات شعرية تقليدية تعود إلى العصور الأموية، وقتها قرر الخولانى أن يتميز عنهم جميعا، ويبتعد عن تلك الأصوات النمطية ويواكب تيارات شعرية جديدة ومختلفة، ولكنى فوجئت أن الخولانى قرر أن يترك العاصمة وعمله بها كمصحح لغوى بجريدة المساء والجمهورية، وأن يذهب للعمل فى بورسعيد، فكانت النتيجة أنه ظُلم كما يُظلم أى شاعر يفكر أن يبتعد عن أضواء العاصمة.
وتابع: إذا تأملنا شعر الخولانى سنجد أنه يشبه إلى حد كبير شعر جيل الستينيات، وعلى الرغم من ابتعاده عن الساحة والأضواء، إلا أنه تميز بحبه للحياة والروح الوطنية والقومية.
وأشار أبو سنة إلى أن الخولانى ظُلم مرتين فى حياته، المرة الأولى كانت حينما ابتعد عن القاهرة ليعمل ببورسعيد، والمرة الثانية كانت عندما ظلمته الطبيعة التى قضت عليه بكم هائل من الأمراض المستعصية التى لازمته فترة طويلة خلال حياته.
وطالب أبو سنة دور النشر المصرية بضرورة الالتفات لأعمال هذا الشاعر وإعادة طباعتها من جديد.
وقال الشاعر حسن طلب: إننا فقدنا كثيرا من الشعراء والمفكرين خلال هذا العام وكأنه "عام الرحيل"، وأن علاقتنا بهؤلاء الشعراء لن تنتهى، والسبيل الوحيد لإحياء ذكراهم هى إعادة قراءة أشعارهم من جديد.
وتخلل الجلسة عدد من القراءات لأعمال الشعراء الراحلين ألقاها كل من الشاعر أحمد سويلم وأحمد شلبى ومحمد الشهاوى الذى ألقى قصيدة من تأليفه يرثى فيها الشاعر عبد المنعم عواد يوسف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة