الوطنية كلمة لها معانى كثيرة عميقة، ومن الممكن أن تتجاوز حدود الكلمات وتصل إلى ماوراء التعبير، حيث لا كلمات تستطيع أن تصف هذه الحالة. لا يصفها إلا الشعور، والشعور هنا يندرج فى عالم روحانى تندمج فيه الروح والنفس والجسد لتصنع بوتقة من الأحاسيس التى تفرز لنا هذه الحالة التى نسميها الوطنية. ومجموعة الأحاسيس هذه تتكون على أرض الواقع أولا ثم تنصهر وتكون هذا الشعور.
والوطنية ليست مجموعة من الشعارات الجوفاء يرصها الشعراء ويتغنى بها المغنون فى الاحتفالات الرسمية للدولة، وليست هى علم موضوع عليه شعار الدولة نقف أمامه باحترام وإجلال لأنه يمثل رمز الدولة، مع تقديرنا لكل الشعارات السابقة لكن ليست هذه فقط هى الوطنية الكاملة. الوطنية هى الكرامة عندما يشعر المواطن بكرامته يعطى للدولة الكرامة أيضا، ولا يستطيع أن يهين الدولة ورموزها لأن كرامة الدولة من كرامته كلاهما لا ينفصلان. الوطنية هى أن يجد المواطن الحياة الكريمة التى تقيه تقلبات الزمن وتشعره أنه لا يعيش يوماً بيوم، فلا هو يأمن يومه أو يضمن غده، فصار فى عداء كامل مع مجتمعه ولا تجد الوطنية الزائفة إلا فيمن يستفيدون من هذه الحالة، فهم يحبون الوطن طالما ينعمون فيه بالرفاهية، ولا يهمهم من يقاسى الحياة تحت وطأة الحياة ويطالبوهم بأن يكونوا وطنيين، وهم لا يملكون قوت يومهم.
أيها السادة الوطنية تساوى الحياة إذا ساءت الحياة، وانحدرت انحدرت معها كل معانى الوطنية والانتماء، فأصلحوا حياة الناس داخل المجتمع ينصلح كل شىء، وتجد الناس يموتون فى حب الوطن وفى الدفاع عنه بكل صدق.
زكريا رمزى زكى يكتب: الوطنية ليست علماً ونشيداً فقط
الأربعاء، 27 أكتوبر 2010 10:52 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة